عذرا أطفال غزة.. خوت البطون وجفت الأثداء.. شهادات الجوع وروايات حصرية لأبطال معركة "الأمعاء الخاوية" داخل قطاع غزة.. فلسطينيون لـ"اليوم السابع": نطحن أوراق الشجر لنأكلها.. وأشلاء الشهداء تنتشر في شوارع شمال غزة

الجمعة، 09 فبراير 2024 01:30 م
عذرا أطفال غزة.. خوت البطون وجفت الأثداء.. شهادات الجوع وروايات حصرية لأبطال معركة "الأمعاء الخاوية" داخل قطاع غزة.. فلسطينيون لـ"اليوم السابع": نطحن أوراق الشجر لنأكلها.. وأشلاء الشهداء تنتشر في شوارع شمال غزة ماتوا جوعا في غزة
تحقيق: أحمد جمعة ـ مروة محمود الياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مسؤول طبي فلسطيني : 75% من سكان غزة يأكلون وجبة واحدة

يونيسيف : 335 طفل تحت الخامسة في غزة معرضون للوفاة بسبب نقص التغذية

الأغذية العالمي: نصف مليون فلسطيني في المرحلة الخامسة من الجوع

المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة لـ"اليوم السابع": الآباء يمتنعون عن الطعام سدا لجوع "أبنائهم"

أطباء غزة لـ"اليوم السابع": الهلوسة واضطراب العقل أمراض تنتظر جيل فلسطيني كامل.. الجوع يتلف القلب والرئة والكلى ويدمر الجسم

مسئول طبي فلسطيني: الاسهال الحاد والهزال أعرض تؤكد وجود "تجويع" حاد يهدد بتلف ودمار لخلايا المخ.. وإسعاف المتعرض للمجاعة صعب للغاية في ظل نقص الإمكانات الطبية

مدير عام مكتب الاعلام الحكومي في غزة لـ"اليوم السابع": سكان الشمال يستخدمون علف الحيوانات والحبوب لتوفير الدقيق .. انهيار كافة القطاعات في غزة سيكون له تداعيات كارثية على الشرق الأوسط .. "

الثواتبة": تعليق تمويل "الأونروا" سيؤدي لتفاقم الفقر والبطالة في محافظات قطاع غزة

مدير المرصد الأورو متوسطي رامي عبده لـ"اليوم السابع": وثقنا وفاة حالات نتيجة الجوع في غزة

 

تدخل الجدة الفلسطينية خيمتها الباردة، لتضع رضيع هزيل بوزن "الـريشة" على فرش متسخ على الأرضية، تمسح دموعها في انكسار ووهن، تنظر لـ"جمال" الرضيع تارة بحسرة، وتشيح بنظراتها المتسارعة على باب الخيمة، انتظارا لوصول ابنتها التي تلهث لرؤية طفلها الضعيف المريض.

بجسده المهلهل، وضعفه الشديد، ينظر الرضيع وكأنه في سكرات "الموت" أو الغيبوبة، هلكت صرخاته التي استمرت على مدار أيام بسبب جوعه، فلا غذاء ولا حليب بعد جفاف لبن أمه وانقطعه، فاستسلم الرضيع للموت، ينتظره في صمت، وهزلان.. الصمت يخيم، اللهم إلا صوت أنفاسه العالية التي يلتقطها بصعوبة بالغة لحالته الصحية المتردية، ويودع بها حياة قصيرة المدة، وسط نحيب شديد من والدته العاجزة عن تقديم أي شيء ينقذ رضيعها من الجوع.

توجه الأم نظرات حزن وانكسار لوالدتها: ما العمل يا أمى .. ابني يموت جوعا ولا تتوافر أي سبل للحياة، ترد الجدة الفلسطينية بكلمات مقتضبة وهي تخبئ دموعها: لا فائدة، إجابة قاطعة من الجدة المكلومة بعد فشل جولتها التي قامت بها قبل ساعات بالرضيع في مستشفى الشفاء الطبي في غزة، أملا في الحصول على دواء أو حليب ينقذه من الموت المحقق،  ما هي إلا دقائق قليلة حتى لفظ أنفاسه مودعا هذه الحياة الظالمة التي كان يتخوف من الخروج إليها.

تبكي والدة الطفلة وسط نحيبها المستمر وتتحدث بكلمات متقطعة : " وحيدي يا أمي، مين أرضع، مين احمم، مين أحضن الآن"، في ظل بكاء لا ينتهى وحسرة من الجدة على حفيدها الذي مات جوعا.

مشهد مبكى عند سرده، فما بالك برؤيته وعيشه، حكاية من بين الآلاف، مشهد من فيلم لا ينتهى، أسوأ فيلم رأيناه في التاريخ، لشعب يحاربه الاحتلال الإسرائيلي بكل الأسلحة، موت وتدمير وحرق وقصف وحرب، ومؤخرا "تجويع"، حكاية ضمن عشرات الحكايات في شمال غزة، مشاهد منوعة من قتل وتدمير وحرق لمنازل السكان لإجبارهم على النزوح جنوبا، ومن يرفض النزوح من الشمال يتعرض لحرب "تجويع" و "تعطيش" و"تنكيل"، فتحولت غزة المحاصرة منذ سنوات إلى بؤرة للمجاعة، التي تحصد مئات الأرواح خلال الأسابيع الماضية، حكاية من ألف حكاية روتها سماح الكفارنة جدة الطفل "جمال محمود" الذي توفي جوعا في شمال غزة، وذلك في حديثها لـ"اليوم السابع".

شهيد-الجوع-الرضيع-الفلسطيني-جمال-الكفارنة
شهيد-الجوع-الرضيع-الفلسطيني-جمال-الكفارنة
 

الموت جوعا

عندما تجوع البطون، تلغى العقول، تكسر الهمة، تنهار الأجساد.. وهل أقسي من "الجوع" جريمة.. تلك التي تستهدف فيها بطن عدوك.. ترتفع فيه أصوات معدتك، تتألم بطن ولده، فيذهب عقله

في عالمنا يلهث الأغلبية وراء نظام ريجيم لإنقاص الوزن، للتخلص من الدهون والتمتع بجسم مثالي وقوام رشيق يكون محل اعجاب الناس.. في غزة، الأمر دوما مختلف، أنت تشعر بالجوع رغما عنك، تلهث وراء اللقمة فلا تجدها، وتجاهد للبقاء حياً.

لم تكتف إسرائيل بقصف البيوت والمنازل للسكان المدنيين شمال غزة لقتل من رفض النزوح من أرضه، لكنها لجأت إلى سلاح جديد وهو العقاب الجماعي بفرض "التجويع" و"التعطيش" على كافة السكان في غزة، وذلك بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة.

أشلاء الضحايا الفلسطينيين تنتشر في كافة مدن شمال غزة حيث لا يسمح بدفنها من قبل الجيش الإسرائيلي، وباتت هذه الجثامين وجبات يومية للكلاب الضالة التي تنهش أجساد الشهداء الفلسطينيين، في ظل تعنت إسرائيلي برفض إيصال أية مساعدات لشمال غزة، قصفت البحرية الإسرائيلية التي تسيطر على المياه قبالة قطاع غزة قافلة مساعدات غذائية كانت في طريقها إلى سكان شمال غزة.

سكان شمال غزة يطحنون أوراق الشجر ويأكلوها

أكد المواطن الفلسطيني أحمد زقوت وهو من سكان منطقة بيت حانون شمال غزة أن الوضع الصحي شمال القطاع كارثي مع عدم توافر الأطعمة وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه للغاية.

وخلال حديثه لـ"اليوم السابع"، أكد أحمد أن سكان شمال غزة يمضون أيام طويلة جدا في أكل الزعتر و"الدقة" أو خبز أو أرز فقط نتيجة تضاعف الأسعار بشكل مخيف نتيجة شح السلع، موضحا أنه يحتاج للسير لعدة كيلومترات في أكوام النفايات والمناطق المدمرة، وذلك للحصول على مياه غير صالحة للشرب رغم خطورة ذلك نتيجة القصف المستمر من الطيران والدبابات الإسرائيلية، مضيفا: المياه التي يستخدمها سكان الشمال غير صالحة للشرب وللأسف لا تتوافر مياه نظيفة.

وحول كيفية توفر الخبز مع عدم توافر الدقيق، أجاب قائلا: مع عدم توافر الطحين توجهنا لشراء أعلاف الشعير والذرة ونطحنهم لإعداد خبز ... نعلم أنه الأعلاف والذرة أكل للحيوانات لكن هذا هو الحل الوحيد.. عدة أسر في شمال غزة تقوم بطحن بعض أوراق الشجر وتغليهم مع مياه وبعض التوابل وتأكلهم.

خبز-من-علف-الحيوانات-في-شمال-غزة
خبز من علف الحيوانات في شمال غزة

ولفت المواطن الفلسطيني إلى عمله في مستشفى النصر للعيون قبل اندلاع الحرب والتي تعرضت للدمار الكامل خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكدا أن غالبية مستشفيات شمال غزة خرجت عن الخدمة نتيجة استهدافها ودمارها.

وأوضح أن الوضع الصحي كارثي في شمال غزة في ظل عدم توافر سوى مركز العودة الصحي الذي يقدم رعاية أولية ويضم كافة التخصصات، مشيرا إلى المعاناة الكبيرة للأطقم الطبية نتيجة نفاذ الوقود، بالإضافة لنزوح وتهجير واعتقال عدد كبير جدا من الكوادر الطبية مع نقص الأدوية والمعدات.

ولفت إلى انتشار أمراض بالجملة منها نزلات معوية، وذلك في ظل تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي ما أدى لكارثة حقيقية مع دمار المنازل والحيوانات النافقة نتيجة القصف الإسرائيلي، فضلا عن  أن صحة سكان شمال غزة في خطر مع انتشار الأمراض والأوبئة، مرجحا أن يسجل قطاع غزة أعلى نسبة لمصابين بمرض فشل الكبد الوبائي، أمراض الكلى، السرطان، الأمراض الجلدية، أمراض المعدة، الصدر، بسبب الغازات والفسفور والرصاص والقمامة وعدم تنوع الطعام حيث يتناول السكان أكل غير صحى وغير آدمي.

الفلسطينيون-يلجأون-لأكل-أوراق-الشجر-في-شمال-غزة
الفلسطينيون يلجأون لأكل أوراق الشجر في شمال غزة

وأكد أن وضع أطفال شمال غزة كارثي مع انتشار الأمراض المزمنة والجلدية، فضلا عن عدم توافر حليب الأطفال بشكل كافي وارتفاع سعر لأكثر من 40 دولار، ارتفاع أسعار الحفاضات التي وصلت لـ"30 دولار"، وتعدى سعر كيس الدقيق الـ 200 دولار، وارتفاع جرة غاز الطهي لأكثر من 180 دولار، ما يدفع الناس لإيقاد الخشب والحطب ما أدى لانتشار أمراض الجهاز التنفسي والصدري.

حياة بدائية

تحدث المواطن الفلسطيني علاء سالم الذي يقيم في منطقة بيت لاهيا شمالي غزة عن الوضع المعيشي والصحي في ظل الحرب الإسرائيلية، مؤكدا أن الأسر الفلسطينية التي رفضت النزوح من الشمال تعاني بشكل كبير، وتخاطر بأرواحها بالتوجه للأراضي الزراعية لتوفير أي طعام في ظل احتدام القصف الجوي الإسرائيلي على مناطق متفرقة بالشمال.

ووصف "سالم" في حديث  لـ"اليوم السابع" الحصول على الغذاء شمال غزة بـ"المخاطرة الكبيرة" حيث فقد العشرات حياتهم خلال محاولاتهم الحصول على طعام وشراب، مشيرا إلى أنه مع شح المساعدات التي تصل للشمال تلجأ الأسر الفلسطينية إلى طحن الشعر مع قمح وذرة حمراء لتوفير الدقيق.

خبز-سكان-شمال-غزة
خبز سكان شمال غزة

أكد المواطن الفلسطيني عدم توافر مياه صالحة للشرب أو طعام أو كهرباء للأسر المتواجدة في شمال غزة،.

تطرق المواطن الفلسطيني الذي فقد أكثر من 400 شخص في الحرب الإسرائيلية إلى خروج كامل مستشفيات الشمال عن الخدمة عدا مستشفيات كمال.

أشلاء منتشرة في شمال غزة.. والأرز المليء بـ"السوس" غذاء السكان

فيما تؤكد المواطنة الفلسطينية المقيمة في شمال غزة منال المبحوح صعوبة الوضع المعيشي لسكان الشمال مع تدهور الأوضاع الصحية وخروج كافة المستشفيات عن الخدمة، مضيفة: لا يتوافر الطعام والشراب في الأسواق.. الأطفال يأكلون ورق الشجر ورز فاسد "ضربه السوس".

وأشارت في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الوضع الصحي للنساء والأطفال صعب للغاية، مؤكدة أن أطفالها يعانون من التلوث ما أدى لارتفاع درجة حرارتهم ومغص في البطن وألم شديد في المفاصل، مؤكدة طفح "المجاري" وغرق عدد من المنازل والشوارع بالمياه الملوثة.

وعن أصعب المواقف التي رصدتها خلال تواجدها في شمال غزة، أجابت المواطنة الفلسطينية منال البحبوح بالقول: مشاهد انتشار جثامين الشهداء وأشلاء عدد آخر في شوارع شمال غزة .. مشهد قاس جدا ولن أنساه أبدا.

شهداء-في-شوارع-شمال-غزة
شهداء-في-شوارع-شمال-غزة
 

المجاعة نتيجة حتمية

أكد الدكتور رامي العبادلة، نائب مدير عام الرعاية الأولية للصحة العامة في غزة لـ"اليوم السابع" أن الجانب الإسرائيلي يحرم سكان غزة من المواد الغذائية الشحيحة، ما أدى لسوء التغذية خاصة الأطفال والسيدات الحوامل وكبار السن، موضحا أن سكان غزة يعانون بالأساس من سوء تغذية حاد قبل الحرب الأخيرة، مضيفا: " كان 45 % من الأطفال يعانون من فقر الدم، فيما بلغت النسبة في الحوامل 41 % نتيجة قلة المواد الغذائية نتيجة الحصار قبل الحرب الأخيرة."

انقطاع الغاز .. رصاصة قاتلة

وأشار "العبادلة" إلى شح المواد الغذائية داخل غزة خاصة العدس والأرز الغير متوفرين، فضلا عن عدم توافر الغاز لطهي الطعام داخل القطاع، مؤكدا على  أن القليل حتى من المواد الغذائية لم يعد موجودا، فلا خضروات ولا حبوب ولا فاكهة ولا أي نوع من أنواع الطعام،

المرضعات انقطع لبنهن

أوضح "العبادلة" أن كافة أطفال غزة في مهب المجاعة بعد الإصابة بسوء التغذية، مؤكدا على أنهم الفئة الأكثر تتضررا من هذا النقص الحاد في الغذاء،  فلم تعد تتوفر الوجبات الثلاث للأطفال الصغار، مضيفا: أقل طفل نقص وزنه 5 كيلو جرام على أقل تقدير، نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء الحاد... بعد الخطورة العالية على حياة الاطفال والرضع نتيجة سوء التغذية، تأتى الحوامل وكبار السن، والمرضعات بشكل خاص اللائي لا تجدن الطعام حتى تأكله كي تستمر في الرضاعة الطبيعية لطفلها، مما جعل انقطاع اللبن لدى المرضعات أمر شائع في غزة.

خبز-من-علف-الحيوانات-في-غزة
خبز-من-علف-الحيوانات-في-غزة

وعن أضرار سوء التغذية على الصحة والجسم، أكد الدكتور العبادلة أنها سبب في الكثير من الأمراض الصحية الخطيرة كإصابة الطفل أو الرضيع  بـ"لين العظام"، هزال عام ووهن، فضلا عن تضرر حالة المناعة، فقر الدم الشديد، اضطرابات حادة في النمو، تأثر الحالة العقلية بالسلب، والتغيرات الهرمونية الناتجة عن سوء التغذية.

الجوع قاتل متسلل.. يصعب اسعاف مرضاه

"الجوع قاتل" بهذه الجملة وصف العبادلة أعراض المجاعة عندما تبدأ بالظهور على جسد الإنسان، فيبدأ الجسم في الانهيار أمام الشعور بالجوع، فيبدأ الوزن  ينقص رويدا، مضيفا: النمو يتوقف ونلاحظ في الأطفال بعمر الـ6 شهور وحتى عمر السنة زيادة زهيدة جدا لا تكمل الـ500 جرام شهريا إن وجدت، "، مشيرا إلى ملاحظة فقدان حاد في الوزن في كبار السن والشباب سيدات وكذلك الرجل لأكثر من 15 كيلوجرامات في أقل من شهر، وهى نسبة خطيرة وقاتلة.

ولفت "العبادلة" إلى أن الرضع أقل من 6 شهور الأكثر عرضة للوفاة ولا يمكن للأطباء اسعافهم من اعراض المجاعة، لأن أعراض الجفاف تظهر عليه بوتيرة سريعة وتتطور للأسوأ خلال وقت قصير، ضعف حاد في البنية الجسمانية، يليهم الأطفال الأكبر سنا حتى عمر الخمس سنوات.

الخبز-في-شمال-غزة-من-علف-الحيوانات
الخبز في شمال غزة من علف الحيوانات
 

صعوبة في حصر وفيات الجوع

أكد "العبادلة" صعوبة حصر وفيات الجوع رغم كثرتهم نتيجة انعدام الآلية للحصر لانهيار المنظومة الصحية في غزة، وكثرة الوفيات لأسباب مختلفة، مضيفا "يصعب معرفة الشخص المعرض للهلال بسبب المجاعة،  لا يمكننا إجراء الاختبارات له على الرغم من أهمية ذلك."

وأوضح العبادلة لـ"اليوم السابع" أن جسم الانسان يحتاج كمية من المياه والغذاء بشكل يومي، وحال عدم حدوث ذلك ليومين كاملين يبدأ ضعف ووهن ورغبة في النوم بشكل حاد، يبدأ الجسم في استهلاك الخلايا الدهنية ومن ثم العضلات والتأثير مباشرة على النمو والطاقة، موضحا أن حالات مرضية مزمنة يسببها الجوع، منها "لين العظام" لدى الاطفال، هشاشة العظام لدى الكبار، تدريجيا تدمر الكلى والكبد، وتتصلب الشرايين ما يؤثر على عضلات القلب.

الموت جوعا

وأضاف  المسؤول الطبي الفلسطيني إلى صعوبة تناول السكان في غزة نوع واحدة من الطعام وهي غير كافية لسد حاجتهم، مؤكدا أن 5% فقط من سكان غزة يتناولون ثلاث وجبات بشكل يومي، لافتا إلى أن ما يقارب 20% من سكان غزة يتناولون وجبتين، فيما يتناول 75 % من سكان غزة وجبة واحدة.

وأشار إلى رصد الفرق الطبية الفلسطينية لأكثر من 600 ألف حالة تعاني من أعراض في الجهاز الهضمية، أمراض وبائية شديدة نتيجة نقص الغذاء، من أهمها اعراض الاسهال وارتفاع درجة الحرارة، مع التسمم وغيرها

الفلسطينيون-يستخدمون-الحطب-لإعداد-الأطعمة
الفلسطينيون يستخدمون الحطب لإعداد الأطعمة
 

الأغذية العالمي .. نقص حاد في الغذاء شمال غزة

يرى برنامج الأغذية العالمي أن نقص الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية بشكل حاد في المناطق الشمالية يصنع مزيجا قاتلا من الجوع وسوء التغذية والمرض لسكان هذه المنطقة، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه جميع سكان غزة مستويات صعبة من الجوع،

أكد تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي أن ما يقرب من  1.84 مليون شخص - من انعدام الأمن الغذائي، موضحا أن انعدام الأمن الغذائي مرتفع بين النساء - 36 % من الأسر التي ترأسها نساء - لا سيما في قطاع غزة، حيث تعاني 63.3 % من الأسر التي تعولها نساء من انعدام الأمن الغذائي.

أكد مسح أجراه برنامج الأغذية العالمي خلال فترة أيام الهدنة السبعة. وخلص المسح إلى أن نصف سكان القطاع يعانون من الجوع الحاد- وفي بعض المناطق، تسعة من كل عشرة أشخاص يقضون يوما كاملا بليلته بدون تناول أي غذاء، 18% من تلك الأسر مرت بتلك الظروف في أكثر من 10 أيام خلال الشهر المنصرم.

طبيب فلسطيني: الجوع سلاح يذيب الجسم ويحصد الأرواح

بدوره، تحدث الطبيب في وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة محمود التوم عن الجوع كسلاح فعال، قاتل كفء، مؤكدا على أنه بغض النظر عن عدم توفر تعريف محدد للمجاعة، إلا أن أقرب التعاريف لها هو عدم  كفاية الغذاء المتوفر بكميه الأشخاص المتواجدين في منطقة واسعة .

وأشار "التوم" في تصريحات لـ"اليوم السابع" لوجود ندرة كبيرة في الكثير من الأطعمة لدى سكان غزة وشمالها بالتحديد، مؤكدا عدم توافر الخضروات والحمضيات والفواكه واللحوم، بالإضافة إلى النباتات والقمح مع عدم حصول الشخص على المواد الأساسية التي يحتاجها الجسم من الدقيق و اللحوم والنبات ما يفتك بالجسد، ويجعله مهدد بالأمراضً ونقص المناعة الناتج عن سوء التغذية، مضيفا: الغذاء المتوازن للجسم الطبيعي والسليم يجب أن يكون متنوعاً و متعدداً و متكاملاً."

الدكتور محمود التوم
الدكتور محمود التوم
 

المجاعة قاتلة

ولفت "التوم" إلى أن الاعتماد الكلي حاليا في غزة يكون على الأرز والعدس وبعض المعلبات، إلا أن اعتماد الجسم عليها سيفقد الجسد الشهية ويعرض المعدة إلى القرحة.

الجوع يتلف القلب والرئة والكلى ويدمر الجسم

وأوضح الطبيب الفلسطيني من أهم أعراض المجاعة فقر الدم، الإسهال المزمن، انكماش الأعضاء الحيوية وتلفها كالقلب، الرئتين، الكلى، الدماغ بحيث تفقد وظيفتها تدريجياً، فقدان القدرة على هضم الطعام، الهزال، صعوبة التركيز، التورم الناجم عن انحباس السوائل، انخفاض درجة حرارة الجسم وزيادة الحساسية للبرد، تناقص الكتلة العضلية والضعف العام.

الاسهال والهزال الحاد ..أعراض التجويع.. والناجي يصاب بأمراض القلب والكلى والأعصاب

أوضح "التوم" أن ما يجزم بتعرض المريض للمجاعة هو الإسهال المزمن، الهزال العام، مشير إلى وجود حالات لم تأكل الدقيق مثلا منذ أسابيع وكذلك الخضروات، مضيفا: "خلال إجراء الفحوصات لإنزيمات العضلات نجدها عالية جدا، بفحص الفيتامينات بالجسم نجد نقصان واضح بها حتى الموجودة داخل الدم فحينها تكون حالة المريض مهددة بالوفاة وبحاجه للسوائل بكثرة، نادراً ما ينجو هؤلاء المرضى  ومن ينجو يصاحبه أمراض بالقلب والكلى والأعصاب تكون مزمنة لديه."

وأشار "التوم" إلى أنه من مضاعفات التغذية السيئة والمجاعة الشديدة أن يأتي المرضى باضطراب نظم القلب وتوقفه، ووفاة المرضى وبعضهم يتعرض للأمراض العصبية والنفسية كالاختلاجات والهلوسة والإعاقة الدائمة والشلل كما هناك الآم مزمنة ودائمة في العضلات لفقدانها عناصرها الأساسية، بالإضافة لأمراض الكلى والقلب والنفيسة والعصبية والاعاقات الدائمة كالشلل والاختلاجات، لافتا إلى أن

يونيسيف : 335 طفل في غزة معرض للوفاة جوعا

أكد أحدث تقرير لـ"يونيسيف" أن جميع الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة – 335 ألف طفل - معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي يمكن الوقاية منها مع استمرار تزايد خطر المجاعة. وتقدر اليونيسف أنه في الأسابيع المقبلة، سيعاني ما لا يقل عن 10 ألاف طفل فلسطيني دون سن الخامسة من أكثر أشكال سوء التغذية التي تهدد حياتهم، والمعروفة باسم الهزال الشديد، وسيحتاجون إلى أغذية علاجية.

ولفت التقرير إلى أن جميع الفئات تتضرر بشكل كبير من سوء التغذية والمجاعات الحاصلة في غزة، إلا أن الأطفال الأقل من سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، يليهم الكبار في السن ذوي الأمراض المزمنة فهذه الفئات الأكثر تضرراً.

مجاعة حقيقية في غزة

من جانبه، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، أن الوضع المعيشي في محافظة شمال غزة وصل إلى مرحلة متقدمة من الكارثية وصعوبة الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني هناك، واصفا ما يحدث بـ"مجاعة حقيقية" تضرب شمال غزة منذ فترة طويلة بعد نفاد كميات الطحين والأرز، لافتا إلى أن المحافظة يقطن فيها حالياً قرابة 400 ألف مواطن فلسطيني، وهؤلاء يهددهم حالياً الجوع بشكل كبير، وهذه المرحلة جاءت بعد مرحلة طويلة من سياسات التجويع والتعطيش الممنهجة التي ينفذها جيش الاحتلال "الإسرائيلي".

أشار "الثوابتة" في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن مكتب الاعلام الحكومي قد أعلن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال غزة منذ قبل الحرب، وهذا الأمر يؤكد بدء مجاعة حقيقية تضرب 400 ألف مواطن فلسطيني مازالوا متواجدين في المحافظة، ولم يستجيبوا لنداءات وضغوطات جيش الاحتلال بالنزوح من محافظتهم.

أكد لجوء سكان شمال غزة إلى استخدام علف الحيوانات والحبوب لتوفير الدقيق في ظل انعدام وجود الدقيق أو الطحين أو مشتقاته مثل القمح وغيره، مضيفا: استخدام علف الحيوانات والحبوب يعمل على نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن عند استهلاك علف الحيوانات والحبوب بدلاً من الدقيق، وهذا يؤدي لإصابة بأمراض خطيرة مثل السالمونيلا.

مكان-لإعداد-الطعام-في-منزل-مدمر-شمال-غزة
مكان لإعداد الطعام في منزل مدمر شمال غزة

أعلاف الحيوانات .. طعام سكان شمال غزة

اتهم الثوابتة جيش الاحتلال الإسرائيلي بتجويع الفلسطينيين خاصة شمال غزة ما أجبر سكان الشمال على طحن أعلاف الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، موضحا أن نفاد هذه الأصناف جعل الناس يواجهون المجاعة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية بالتزامن مع تشديد الاحتلال للحصار على الشعب الفلسطيني، مضيفا: "ما يفاقم الأوضاع صعوبة هو منع جيش الاحتلال وصول أية مساعدات إلى محافظة شمال غزة منذ بدء الحرب الوحشية، وتم تسجيل عشرات حالات الإعدام والقتل الميداني التي نفذت بحق عشرات الفلسطينيين الذين حاولوا الحصول على الغذاء في غزة."

تأثيرات اجتماعية وصحية لـ"المجاعة" على الفلسطينيين

وأوضح أن تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة معدلات الفقر والبطالة من خلال فقدان الوظائف أدى لزيادة اعتماد الشعب الفلسطيني على المساعدات الإنسانية مع تفاقم الظروف، مؤكدا أن هذه الأزمة ستؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي ومعاناة سكان القطاع من نقص الغذاء والماء والدواء، مما يهدد بتفاقم وتطور المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة، محذرا من أن الأزمة ستؤدي إلى تدهور الأوضاع الصحية وانعدام الأدوية والمعدات الطبية مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض، وانهيار النظام التعليمي مع إغلاق المدارس وتسريح المعلمين، مما يهدد مستقبل جيل بأكمله.

أشار إلى أن ذلك سيؤدي لتفاقم الأزمات الاجتماعية لأبناء الشعب الفلسطيني، وقد تتسبب هذه الأزمات بتفكك بعض الأسر التي قد ترحل من منطقة سكنها إلى منطقة أخرى هربًا من الأوضاع والظروف الصعبة التي أوجدها الاحتلال الاسرائيلي وهدمه لمنازلهم، مما يهدد بتفككها، وكذلك زيادة المعاناة وخاصة الأطفال من الأمراض النفسية بسبب الضغوطات النفسية والأزمات الاقتصادية، موضحا أن هذه الظروف ستؤدي لارتفاع نسبة المخاطر البيئية، مثل تفاقم أزمة النفايات التي تتراكم في الشوارع، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، وكذلك تلوث البيئة.

ولفت إلى أن الأخطر في هذه التداعيات هو استحضار التداعيات الإقليمية وتدهور الأوضاع مجدداً مع الاحتلال "الإسرائيلي" بسبب ما ارتكبه من جرائم.

طهي-الطعام-في-شمال-غزة
طهي-الطعام-في-شمال-غزة

دعوة لاستئناف تمويل "أونروا"

وعن تداعيات إعلان بعض الدول تعليق تمويلها لوكالة الأونروا، أكد أن الموضوع غاية في الخطورة والحساسية وسيكون له تداعيات خطيرة جداً على أكثر من تجاه، حيث سيعمل أولاً على تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وجميع محافظات غزة نتيجة النقص الحاد في التمويل، وكذلك توقف الخدمات الأساسية التي قد تضطر الأونروا إلى إيقاف بعض الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الغذائية، وأيضاً تؤدي الأزمة المالية إلى تفاقم الفقر والبطالة في محافظات قطاع غزة.

حث "الثوابتة" دول العالم على تقديم التمويل اللازم للأونروا ومراقبة عملها بشكل دقيق وتطوير وتحسين عملها لأنه يعتريه النقص والتقصير في كثير من المحطات، وكذلك يجب الضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لرفع الحصار عن غزة، مما سيخفف من الأزمة المالية على "الأونروا" وعن الأهالي في القطاع.

إسماعيل الثوابتة
إسماعيل الثوابتة

طحن أعلاف الحيوانات لسد الجوع

عن حرب التجويع في غزة، قال عدنان ابو حسنة المستشار الإعلامي والمتحدث باسم الأونروا في غزة خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن الوضع المعيشي مأساوي، فمئات الالاف من الفلسطينيين فقدوا فرصة الحياة وينتظرون موتهم جراء الجوع الذى يخيم على الأجواء.

أكد "أبو حسنة" أن الدقيق اختفى وهو الطعام الأساسي حيث تحاول أونروا إدخاله لكن دون جدوى، مشيرا إلى أن البنية التحتية مدمرة والأمراض تنتشر، وأصبح يلجأ سكان غزة لأعلاف الحيوانات وطحنها وطيخها وخبزها وتناولها لسد الجوع.

أما عن الأوضاع في جنوب غزة خاصة بمنطقة رفح، أكد "أبو حسنة" أن الأوضاع شديدة السوء، فهذه المدينة يسكنها حوالى 250 ألف فلسطيني، وبسبب عملية النزوح الضخمة رفعت نسيتهم لتتعدى المليون شخص، وهو ما يجعل النقص حاد في الغذاء لا يكفى أحدا، مع انعدام الطعام في الأسواق، فضلا عن انعدام الامن الغذائي تماما للنازحين في رفح الفلسطينية.

عدنان أبو حسنة
عدنان أبو حسنة

الآباء يمتنعون عن الطعام.. ليأكل أبنائهم

أكد المستشار الإعلامي لـ"الأونروا" انعدام الغذاء تماما والأمن الغذائي في قطاع غزة حيث يصل حد تناول الفرد لوجبة واحدة كل يومين في كثير من الحالات، فيما يمتنع الآباء عن تناول الطعام إن وجد لتوفير لقيمات لأبنائه."

وصف "أبو حسنة" قرار بعض الدول تعليق تمويل الأونروا بالأمر الخطير الذي سيؤثر على عمليات "الأونروا" في سوريا ولبنان والضفة الغربية خاصة غزة، مؤكدا أن أكثر من 2 مليون فلسطيني لا يملكون شيئا ويعتمدون كليا على الأونروا، مضيفا: "ما نقدمه هو كم قليل جدا ولا يمكنه سد حاجة ولو جزء صعير من سكان غزة."

وفاة الرضيع "جمال الكفارنة"  بعد صراعه مع الجوع.. جدته : خفت من منظره عندما كشفت عن وجهه

تقول جدة الرضيع جمال محمود الكفارنة، في تصريح عبر الفيديو لـ"اليوم السابع" أن ابنتها "ام الرضيع" وزوجها نزحوا من  مدارس حلب، بعد ان قصفتها  قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مستشفى الشفاء الطبي، حيث لم يجدوا أي نوع من الطعام ولا الشراب للعائلة بالكامل لأيام، ولم يستطيعوا الحصول على أي نوع من الألبان للرضيع بعد جف لبن أمه ولم تعد تستطيع إطعامه.

وتابعت الجدة المكلومة " ظل الطفل يضعف جسمه وتذبل صحته تدريجيا، واصابه "الجفاف" وبعد مرور شهر ونصف أصبح هزيلا وضعيفا للغاية وحالته أصبحت سيئة"

"خفت من مظهره" بهذه الكلمات الحزينة وصفت الجدة مظهر الطفل عندما كشفت عن وجهه في أيامه الأخيرة مضيفة "ذهبت به لمستشفى كمال عدوان، لم نجد فيها لا دواء ولا ألبان ولا حتى محاليل، وقضي ليلته فيها، واخرجونا منها صبيحة اليوم التالي رغم حالته المتدهورة وجسمه المرتخي، وظل هكذا دون القدرة على إطعامه لعدم وجود طعام أو ألبان متوفرة له" حتى ارتقى الرضيع بعد 6 شهور من المعاناة، تلك التي قضاها في الحياة يصارع الجوع.

المواطن-الفلسطيني-محمود-الكفارنة-يحتفي-بميلاده-طفله-جمال-في-أغسطس-الماضي
المواطن الفلسطيني محمود الكفارنة يحتفي بميلاده طفله جمال في أغسطس الماضي

الأورو متوسطى : رصدنا حالات وفيات لمسنين ورضع بسبب الجوع

أزمة التجويع في غزة أزمة غير إنسانية، بهذه الكلمات وصف رامي عبده مدير المرصد الأورو متوسطى خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" الوضع المعيشي داخل غزة، مضيفا "رصدنا بالفعل حالات وفيات نتيجة الجوع، طحن العلف الحيواني تناوله أحد أخطر وأهم الظواهر التي نبتت مع المجاعة"، فضلا عن النقص الحاد في لبن الأطفال الرضع الذي يفاقم الأزمة بشكل كبير.

وحذّر مدير المرصد الأورومتوسطي من مخاطر تصاعد ضحايا نهج التجويع الإسرائيلي لسكان غزة، لاسيما في صفوف الأطفال والمسنين، وذلك في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضدهم منذ السابع من أكتوبر الماضي، مؤكدا تنامي خطر المجاعة بين 2.3 مليون نسمة في غزة بالتزامن مع تدهور شديد الخطورة في الصحة والتغذية والأمن الغذائي، وتزايد حالة الوفيات بفعل تفشي الأمراض المعدية والنقص الشديد في خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة، مشيرا لتوثيقهم حالات وفاة جوعا لعدد من المسنين في مناطق متفرقة من غزة بفعل تداعيات معاناتهم من الجوع والجفاف، منهم سميرة أبو بربر، (59 عامًا)، وعصام النجار، (63 عامًا) وجودة زيدان شاكر الآغا، (81 عامًا).

وجدّد المرصد التأكيد على أن الجانب الإسرائيلي أفرغ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2720 الذي صدر مؤخرا، بشأن توسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة، من مضمونه وما تزال تستخدم التجويع سلاحًا ضد المدنيين الفلسطينيين.

رامي عبده مدير المرصد الأورومتوسطي
رامي عبده مدير المرصد الأورومتوسطي

الأطباء : الجوع جنون ..يصيب بالهذيان والهلاوس

وعن التأثير النفسي والعقلي الذي يحدثه التجويع في الانسان، أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، لـ"اليوم السابع" أن "الجوع جنون" فالغذاء هو المطلب الأول على رأس هرم الاحتياجات الانسانية، فالمأكل والمشرب والملبس هم مقدمة هذا الهرم، فلا حياة من دون وقود المعدة.

وأضاف أنه إذا ما حرم الجسم من الطعام يبدأ العقل في "الهذيان" الذي تزيد حدته كلما زادت فترة الجوع، ويعقبه نقص حاد في أكسجين المخ، مشيرا إلى أن المرحلة الأخيرة تلك التي تنتظر المتعرض للمجاعة هي "الهلاوس" التي تتنوع وتختلف من حالة لأخرى.

دكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي
دكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي

استهداف منازل المدنيين جريمة

فيما أكد الدكتور في جامعة الأقصى غزة عمر صالح الأخرس، أن منع وصول المساعدات الغذائية لقطاع غزة يثير قضية إنسانية حيوية حيث يعاني السكان من آثار ذلك على مستوى الحياة والصحة، موضحا أن ذلك يعد انتهاكا واضحا لمبادئ القانون الدولي والإنساني، وأن تقييد الإمدادات يعيق جهود العمل الإنساني ويعيق جهود المنظمات الدولية والإنسانية، ما يؤدي إلى تدهور في حالة حقوق الانسان من خلال منع وصول إمدادات الماء والوقود والغذاء ويفاقم الحالة الانسانية لأكثر من 2 مليون إنسان.

أوضح "الأخرس" في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن التجويع في غزة خاصة في المناطق الشمالية تسبب في آثار إنسانية جسيمة، مما يفتح الباب لتساؤلات حول اكتمال جريمة الإبادة من خلال الحصار والتجويع وقطع الإمدادات ومنع وصول المساعدات، واصفا ما تقوم به إسرائيل بـ"جريمة مكتملة الأركان" وتشكل انتهاكا واضحا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، داعيا المجتمع الدولي للعمل بشكل فعّال لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط.

الدكتور-عمر-الأخرس
الدكتور-عمر-الأخرس

أستاذة قانون دولي: تجويع المدنيين بمثابة جريمة إبادة

من جانبها، أكدت الدكتورة نادية بن عامر أستاذ القانون الدولي بالجامعات الليبية، ارتكاب حكومة إسرائيل جرائم لا إنسانية استهدفت فيها أطفال مدنيين في غزة، ورفضها وصول الإمدادات من المياه والكهرباء والغذاء ومنع وصول شاحنات المساعدات المرسلة من دول عربية وأجنبية إلى سكان القطاع.
 
وأوضحت الدكتورة نادية بن عامر في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن تجويع المدنيين هي جريمة إبادة، منتقدا استمرار عملية التجويع المستمر لسكان غزة بإغلاق المنافذ وعرقلة وصول منظمات الإغاثة الدولية والاقليمية إلى قطاع غزة، مشيرة لفشل المجتمع الدولي في معاقبة إسرائيل على جرائمها التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين في غزة.
 
الدكتورة نادية بن عامر
الدكتورة نادية بن عامر

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة