اكتشف علماء الآثار، مقبرة جماعية داخل كهف تحتوى على أكثر من 7000 عظمة، يعود تاريخها لـ 4 آلاف عام بشمال شرق إسبانيا، وتظهر العظام مدافن من العصر الحجرى الحديث حتى العصر البرونزى، وفقًا لما نشره موقع "livescience".
قال عالم الآثار أنطونيو رودريجيز هيدالجو، الباحث في المعهد الكاتالوني لعلم البيئة البشرية القديمة والتطور الاجتماعي (IPHES) ومعهد ميريدا للآثار، إن الناس دُفنوا في مقابر جماعية داخل الكهف بدءًا من حوالي 7000 عام، خلال أواخر العصر الحجري الحديث، على الرغم من أن معظم فترة العصر النحاسي وطوال العصر البرونزي، الذي انتهى في إسبانيا حوالي منذ 3000 سنة.
ويشير تحليل المقتنيات الجنائزية المدفونة مع الموتى أدوات الصوان والقلائد، إلى أن الأفراد ذوى المكانة العالية تم دفنهم بمفردهم في الكهف خلال أواخر العصر النحاسي والعصر البرونزى.
وقال رودريجيز هيدالجو، إن السلع الجنائزية كانت وفيرة بشكل خاص خلال العصر البرونزى، عندما تم دفن بعض الأفراد مع مجموعات غنية من الأسلحة وغيرها من العناصر.
تحتوى إحدى جماجم العصر البرونزى على ثقب في الجمجمة ناتج عن عملية نقب، وأضاف أن هذا الشخص يبدو أنه يعاني من عدة أمراض، وربما كانت هذه محاولة للعلاج.
عظام داخل مقبرة جماعية
وأضاف أن هذه الجمجمة الوحيدة المثقوبة التي تم العثور عليها فى الكهف حتى الآن، ولكن تم العثور على أكثر من 100 ندبة نقب على جماجم أخرى من عصور ما قبل التاريخ من إسبانيا .
يقع كهف Cova dels Xaragalls في الجبال على بعد حوالي (90 كيلومترًا) غرب برشلونة، تم التنقيب عنها عدة مرات خلال القرن العشرين وفي عام 2008؛ قام رودريجيز هيدالجو وزملاؤه من IPHES بالتنقيب عن المزيد منه في ديسمبر 2023.
وبالإضافة إلى المؤشرات التي تشير إلى أن الكهف كان يستخدم للدفن من العصر الحجري الحديث حتى العصر البرونزي - أي ما يقرب من 4000 سنة - كشفت الحفريات الأخيرة عن عظام ماعز بري وفحم في جزء من الكهف يعود تاريخها إلى أكثر من 45000 سنة، وفى ذلك الوقت، كان يسكن المنطقة إنسان النياندرتال .
ويعتقد علماء الحفريات أن الإنسان الحديث من الناحية التشريحية - الإنسان العاقل - حل محل إنسان النياندرتال في جميع أنحاء أوروبا منذ حوالي 40 ألف سنة.