9 مارس أحد أهم الأيام فى تاريخ العسكرية المصرية، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، والملقب بـ"الجنرال الذهبى"، والذى شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، حيث استشهد أثناء زيارته للخطوط الأمامية على جبهة القتال صباح يوم 9 مارس فى عام 1969، ومن وقتها أصبح هذا اليوم "9 مارس" تاريخا محفورا فى ذاكرة الشعب المصرى وقواته المسلحة تخليدا لذكرى استشهاد البطل الذى ظل حتى رحيله نموذجا ملهما داخل المؤسسة العسكرية المصرية.
الشهيد البطل عبد المنعم رياض، هو محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله، ولد يوم 22 أكتوبر من عام 1919 فى قرية سبرباى مركز طنطا بمحافظة الغربية، وهو أحد أشهر القادة العسكريين المصريين خلال القرن العشرين، شارك "الجنرال الذهبى" فى الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين والعدوان الثلاثى وأشرف على خطة حرب الاستنزاف، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومنحه رتبة فريق أول ووسام نجمة الشرف العسكرية.
قصة استشهاد "الجنرال الذهبى" بدأت بإشرافه على خطة الجيش المصرى لتدمير خط بارليف خلال حرب الاستنزاف، حيث قرر الفريق أول عبد المنعم أن يشرف بنفسه على تنفيذ تلك الخطة على جبهة القتال، وبعدما تم تحديد يوم السبت الموافق 8 مارس من عام 1969 موعدا لبدء تنفيذ الخطة، انطلقت نيران الجيش المصرى على طول خط الجبهة حتى كبدت الجيش الإسرائى أكبر قدر من الخسائر خلال ساعات قليلة، وتمكنت القوات المسلحة المصرية أن تدمر جزء من مواقع خط بارليف.
الفريق البطل عبد المنعم رياض، قرر أن يتوجه بنفسه إلى جبهة القتال في صباح اليوم التالى لبدء تنفيذ الخطة، ليرى بنفسه نتائج المعركة وزار أكثر المواقع تقدما للقوات المصرية، لكن حينذاك انهالت فجأة نيران جيش الاحتلال على المنطقة التى كان يقف بها "الجنرال الذهبى" وسط جنوده، وانفجرت إحدى قذائف مدفعية العدو ليستشهد متأثرا بجراحه نتيجة شظايا قاتلة أصابته بعد نحو 32 سنة قضاها بالقوات المسلحة المصرية، ليحفر فى ذاكرة تاريخ العسكرية المصرية اسمه من ذهب، وليظل يوم التاسع من مارس أحد أهم الأيام فى تاريخ مصر الحديث.
لم ولن تنسى المؤسسة العسكرية المصرية أبدا ذكرى استشهاد الفريق البطل عبد المنعم رياض، واعتبرت يوم استشهاده ذكرى خالدة وأطلقت عليها "يوم الشهيد"، وتحتفى الدولة المصرية سنويا بهذه الذكرى الملهمة والمؤثرة في تاريخ مصر الحديث، لتظل ذكرى استشهاد "الجنرال الذهبى" محفورة وخالدة فى ذاكرة كل المصريين، ولن ينسى التاريخ ما قدمه البطل الشهيد من تضحيات لبلاده.
العديد من الشعراء كتبوا يرثوا الفريق البطل، ولعل أشهر من كتب عن "الجنرال الذهبى" الشاعر نزار قبانى، والشاعر أحمد فؤاد نجم، والخال عبد الرحمن الأبنودى الذى قال فى رثائه:
أخى العزيز عبد المنعم رياض
شهيد معارك القنال.. تحية طيبة وسلام
سلام حقيقى.. زى شمس العالم اللى بتيجى من قلب الضلام
عصرته لك من الدموع والابتسام
أرسلته لك من خلف موكبك.. من الزحام
من قلب صدق مصر.. لما بنجتمع
ويبلع الصوت الكبير.. فى قلبه كل صوت
مصر الشريفة.. بتندلع وبتتسمع
من غير كلام!!.. أكتب إليك وانا ع الرصيف
الصبح بدري.. طلعت م البيت انتظر ركبّك يفوت
وقفت وسط الناس.. وفى ضِل العمارات والبيوت
حزين.. كإنى الحزن مصلوب.. كانى نخلة لما الريح تموت
غريب فى وسط الناس.. هنا على الرصيف
بتعصف الدنيا بأحلى ما فى الضلوع
لاقادرة عينى على البكا ولا قادرة على حبس الدموع
ما يهز أولادك يا أرض الطيبين المخلصين
إلا اختفا إنسان شريف خاصة إذا مات فى الدفاع عن الوطن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة