مها عبد القادر

المرأة المصرية العظيمة

الأحد، 10 مارس 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تكريمًا للمرأة واعتناءً بها قال رسول الله صلى عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرًا)، فإلى من وصفنا بالمؤنسات الغاليات وأوصي بنا رسول الله (ص ) فقال (رفقًا بالقوارير)، ذكرتك الروح حبًا وشوقًا وعليك القلب صلى وسلم تسليمًا كثيرًا؛ فالمرأة هي نواة المجتمع ونصفه ومسؤولةٌ عن النصف الأخر، والمرأة القوية هي التي تتمتع بالقوة الداخلية والعزيمة والإصرار لتحقيق أهدافها، وتتحمل المسؤولية والتحديات بكل جسارةٍ، وتتعامل معها بطريقةٍ إيجابيةٍ وفعالةٍ، وهي عصب المجتمع وكل امرأةٍ تعرف مكمن قوتها، وتقدر مهاراتها وتفعل المستحيل لنجاح حياتها الأسرية وتحقيق أحلامها المشروعة والمساهمة في تنمية ونهضة مجتمعها.
 
وفي ظل الجمهورية الجديدة نالت المرأة المصرية المكانة المستحقة والتكريم المستدام، وتمخض ذلك عن منهج الدولة المصرية التي اتبعت سياسة العدالة والمساواة، وللقيادة السياسية الدور البارز في منح المرأة المصرية جميع حقوقها؛ حيث دفع الظلم عنها وكفالة حياتها المعيشية لتمتلك إرادةً ومقدرة العطاء الذي لا يتوقف، ومن ثم تم استعادة كرامتها وصيانة حريتها وأحيطت مسيرتها بالإجلال والعدل والإحسان والرعاية، وأخذت حقها في التعليم واكتساب الخبرات التي تساعدها في تحقيق أحلامها.
 
لقد سجل التاريخ سلبيات تجاهل المرأة وإهدار حقوقها عن قصدٍ؛ حيث يؤدي ذلك إلى إضعاف المجتمعات وتضاءل نهضتها، وتزايد المشكلات التي تعيق التنمية؛ بالإضافة إلى سيادة المناخ السلبي على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، كما يؤدي إلى توقف عجلة النهضة؛ لتعيش الدول في عصور الرجعية والظلام، وتخرج الأجيال المشوهة التي تفقد ماهية الولاء والانتماء تجاه الأوطان.
 
لقد أخذت المرأة المصرية موقعًا متميزًا في الدولة؛ حيث تمكنت من خلال خبراتها المتعددة والمتنوعة أن تحقق نجاحاتٍ مبهرةٍ في شتى مجالات العمل والحياة، واستطاعت أن تساهم في تربية أجيالٍ تحمل في عقولها ووجدانها الولاء والانتماء للوطن وتزود عنه؛ لذا فمكانتها بحقٍ مرموقةٌ ومصانةُ بفضل مجتمعٍ يحمل الوعي والفكر القويم.
 
ونعلم جيدًا أن دستورنا المصري حمي وخص المرأة بالعديد من المزايا وأتاح لها فرصًا حققت مسارات المساهمة الفاعلة والمتكاملة في مناشط الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية والعسكرية والقضائية؛ فلم تعد هناك قيودٌ أو معوقاتٌ تحول دون المشاركة في بناء الجمهورية الجديدة، ولا مجال لمن يروجون للتميز بينها وبين الرجل.
 
إن طموح المرأة المصرية لا يتوقف ورغبتها في العطاء لن تضعف، وما تقدمه على المستوى الأسري أو في ميدان العمل بكل تنوعاته ومواقعه وما تبذله من جهود متواصلة تؤكد الدور الفعال في التنمية بمجالاتها المتنوعة؛ فهي بؤرة الإسهام في إخراج أجيالٍ تبني الوطن وتحافظ على مقدراته، ومن خلالها يحافظ المجتمع على قيمه النبيلة ويصون تقاليده وأعرافه ويحفظ عقيدته ويقوي من قوميته.
 
وحري بالذكر أن للمرأة المصرية دورٌ فاعلٌ في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالدولة وفق استراتيجيتها المستقبلية 2030م؛ حيث إن مكانتها وظيفيةٌ وليس من قبيل التمثيل؛ إذ أن أدوارها في العمل بكافة قطاعاته واضحةٌ، ومن ثم نستطيع وصفها بأنها أحد أعمدة النهضة والرقي في وطننا الغالي.
 
ونسجل عرفانًا للقيادة السياسية المصرية التي وجهت بالعديد من التغييرات التي أحدثت نهضة في سائر المجالات الاقتصادية والزراعية والتجارية والسياحية والسياسية وغيرها من المجالات تنموية، وكان لمشاركة المرأة دورٌ كبير في الدفع بعجلة التنمية بشكلٍ واضحٍ؛ فلقد اكتسبت العديد من الخبرات جراء تعليمٍ مميزٍ؛ لذا تولت العديد من الوظائف بتنوعاتها، إلى أن وصلت للمناصب القيادية العليا في القطاعات المختلفة.
 
وللمرأة المصرية تفردًا في الخصائص، من حيث الشموخ والرسوخ رغم حجم التحدي وعظم الحزن وضخامة الصعوبات؛ فلا يكسرها حزنٌ أو آسى، ولا ينال منها الضيق بمكانٍ؛ فلديها المقدرة على تجاوز المحن دون مخافةٍ أو ترددٍ، ومن ثم تعد المرأة دون مزايدةٍ منبر النور والأمل الذي ينهل منه الجميع المقدرة على الوصال وتقديم كل ما يحقق غايات الوطن في كافة المجالات.
 
لتفخر المرأة المصرية بعظمة دورها في بلادها؛ فهي تمثل القدوة؛ فنراها عاملةً مكافحةً تقدم ما يوكل إليها من مهامٍ على أكمل وجهٍ، وهي المربية التي تغرس الولاء والانتماء والقيم في الأبناء، وتلك هي ربة المنزل والمعلمة والمهندسة والطبيبة والسفيرة والوزيرة والرائدة في مجالات العمل المختلفة التي تحسن العطاء، وهنا نصفها بصدقٍ بأنها مناضلة بكل ثباتٍ وحماسةٍ لتحقق ما تصبو إليه.
 
ولا نبالغ إذ نقول إن المرأة المصرية أحد الأسباب الرئيسة في التنمية في شتى مساراتها بما أدى إلى رقي المجتمع بكامل مكوناته وأطيافه الذي يُعد صمام الأمان في الحفاظ على مقدرات الدولة المصرية وحماية أمنها القومي؛ وهنا نؤكد على أن نمو وتقدم المجتمعات بشكلٍ صحيحٍ ونهضته بصورةٍ مضطردةٍ مرهونٌ بالمرأة الواعية التي تسهم وتشارك في نهضة الدولة اقتصاديًا وثقافيًا وصحيًا وسياسيًا وتعليمًا وعسكريًا، ومن ثم ترتفع راية الوطن ويعلو شأنه.
 
أيتها المرأة المصرية استشعري عظمتك ومكانتك يكفيكِ أنك امرأةٌ ملهمةٌ، وطموحةٌ، وقويةٌ، ومنجزةٌ، ورائدةٌ، ومتفائلةٌ، وذكيةٌ، وسعيدةٌ، ومميزةٌ، وأنت نفسك وأساس المجتمع، حفظ الله نساءنا الفضليات وشعبنا الكريم وبلادنا العظيمة وقيادتنا السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة