كل عام يأتى يوم الشهيد مناسبة لتأكيد سلسال الأبطال فى القوات المسلحة، والشهداء فى الماضى والحاضر يسلمون أبناءهم وإخوتهم، وتكون مناسبة لاستعادة بطولات وحلقات البطولة، من جيل لجيل، وإن كان اليوم اتخذ رمزيته من استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، على الجبهة وسط الجنود والضباط أثناء عملية بناء القوات المسلحة وحرب الاستنزاف، وهو تجسيد لعقيدة الجيش المصرى الذى استعاد الزمام بعد يونيو، وصولا إلى العبور العظيم.
وعلى مدى عقود كثيرة يواصل أبطال القوات المسلحة مهامهم، ضباطا وصف ضباط وجنودا، لم يتأخروا عن مواجهة التهديد وردع العدوان، وحتى فى مواجهة الإرهاب الذى فكك دولا وأربك أخرى، قدم الأبطال أرواحهم فى مواجهة الإرهاب، وهو أمر يختلف عن الحروب النظامية، لكونه يتم بخسة وغدر، ومع هذا فقد نجحت القوات المسلحة على مدى 10 سنوات فى هزيمة الإرهاب الذى أسقط دولا وهدد أخرى، ونشر الفوضى فى المنطقة، لكن الإرهاب انكسر فى مصر، على صخرة القوات المسلحة والشرطة الذين صمدوا فى مواجهة التهديد ومن استشهد منهم رحل ورأسه مرفوعا، واحتفلت مصر بنهاية الإرهاب فى سيناء، والذى كان مقدمة لانحساره فى العالم، بفضل تضحيات ضخمة وتكلفة مليارية.
فى العام الماضى أكد الرئيس السيسى خلال احتفالات يوم الشهيد أن سيناء تحتفل قريبا بنهاية الإرهاب تزامنا مع خطة شاملة للتنمية والتعمير بدأت منذ سنوات، حتى فى ظل التهديدات الإرهابية، حيث تم إنشاء الأنفاق لتبقى سيناء مرتبطة بالوادى والدلتا.
وخلال الندوة التثقيفية 39، أكد الرئيس السيسى أننا فى يوم الشهيد نحتفل بـ«رجال يقدمون أنفسهم من أجل ان تظل بلدنا حرة آمنة سالمة.. 10 سنين كنا نحارب إرهابا وفكرا منحرفا استباح دمنا ومستقبلنا، أراد خراب بلدنا مثلما فعل فى دول حولنا، لكننا واجهناه بإخلاص ودماء أبنائنا الشهداء والجرحى لا يجب أن ننساهم، وأن الأزمة الكبيرة التى عشناها من 4 سنين، بانعكاسات كورونا والحرب فى أوكرانيا ثم غزة تمثل تهديدا وتحديا لنا ولمنطقتنا، والظروف التى جرت والضغوط التى تحملها المصريون خلال 4 سنين، وزاد فى السنة الأخيرة والأسعار زادت أكتر وهذا يعنى أهمية أن ننتبه ونصبر ونتحمل.
وجدد التأكيد أن الوضع داخل الدولة تحسن، وأن ما تم من تنمية وبنية أساسية حول الدولة إلى مسار متقدم، لأننا كنا نقيم على 6 % من مساحة مصر، أصبحنا نتكلم عن 10 – 12 %.
وأن ما جرى انعكاسات لأزمات عالمية اثرت فى العالم، وأن الشعب عندما اختاره لم يقدم وعودا وإنما أعلن أن العمل والصبر هو الطريق. وأن امتلاك مصر لجيش قوى لا يعنى الغرور والمغامرات غير المحسوبة وإنما حماية الأمن القومى، وفيما يتعلق بالحرب على غزة فإن مصر لم تغلق معبر رفح أبدا، وأن إسقاط مساعدات حتى تصل إلى أماكن بعيدة عن المعابر.
قال الرئيس إن قرارات تعديل سعر الصرف أو الفائدة تم اتخاذها بناء على تحسن الأوضاع الاقتصادية وما توفر من استثمارات خارجية، حتى لا يصبح هناك سعران، ولفت الرئيس إلى أنه رفض اتخاذ هذه الخطوات من 10 أشهر لأنه كان يرى أن القرار يمكن أن يمثل خطرا على المجتمع والأمن، وقال الرئيس «أعلنت أننا لا اتخاذ التعويم من دون توفر رقم معتبر، وهو ما تحقق بـ45 – 50 مليار دولار من رأس الحكمة والاتفاق مع الصندوق، والاتحاد الأوروبى.
وأن القرار الذى رفضناه من أجل الأمن القومى، اتخذناه عندما أتيحت الفرصة تم اتخاذ القرارات التى تتناسب مع الواقع، مشيرا إلى أن الانعكاسات لم تكن بسبب بنية أساسية ومشروعات كانت ضرورية لتضع مصر فى مصاف التقدم والدول المتقدمة، ولم تكن سببا فى الأزمة، خاصة أن الإصلاح كان ضرورة.
الرئيس استعرض رسائل للداخل والخارج، باتجاه المستقبل، وتحمل مصارحة ووضوح لما يجرى حولنا، وما واجهناه ولا نزال.
مقال أكرم القصاص