بعيدا عن تصدر النجم كريم عبد العزيز لبوستر مسلسل الحشاشين، وبعيدا عن كتيبة الاسماء العملاقة و"التقيلة" التى تحمل على عاتقها مسلسل بهذا الانتاج الضخم، إلا أن هناك أسباب أخرى تدفع الجمهور لانتظار العمل، والتحمس لمشاهدته بشغف، بل ووضعه على رأس قائمة المشاهدات لقطاع عريض جدا من المشاهدين.
ودون الدخول فى تفاصيل المسلسل ذاته، إلا أن نوعية الجمهور المصرى يميل بطبيعته لتلك النوعية من الأعمال الفنية على مستوى الدراما والسينما، فالأجواء العامة للمسلسل وهالة الاسطورة التى تحيط بتلك "الحدوتة" من الناحية التاريخية، هو ما يجذب المشاهدين، فتاريخ الدول الاسلامية فى العصور القديمة والوسطى حافل بالحكايات الدسمة التى من شأنها تستحضر التاريخ من ناحية، فضلا عن السحر الكامن فى تفاصيلها، ليس سحرا بالمعنى الحرفى الموجود فى عوالم اخرى كعالم ألف ليلة وليلة، ولكنه سحر قادم من زمن بعيد يحمل بداخله صراع ودراما مستحبة لدى المشاهد، يتماشى مع الثقافات العربية.
المشاهد المصرى أصبح يتمتع بذكاء كبير وقدرة على تميز الجيد من الرديء، ولذلك فهو يتشوف لمشاهدة "الحشاشين" لثقته الكاملة فى نجم بحجم كريم عبد العزيز وكاتب كعبد الرحيم كمال، ومخرج متألق مثل بيتر ميمى، وقبل كل ذلك، غياب تلك النوعية من الأعمال الضخمة والكبيرة إنتاجيا، عن الشاشة المصرية منذ سنوات بعيدة.
لا نحتاج لمراكز استطلاع ومواقع فى قياس نسب المشاهدة، لنعرف أن "الحشاشين" هو تريند رمضان 2024، بل لن نكون مبالغين إذا قلنا أنه تريند منذ عامين، وتحديدا في اللحظة التى تم الإعلان فيها عن إنتاج مسلسل بهذا الاسم.
مواقع التواصل الاجتماعى تتحدث عن المسلسل منذ فترة طويلة، وتحديدا بعد الكشف عن بوسترات العمل وتصدر كريم عبد العزيز لهذه البوسترات، وهو ما يعنى أن الكثيرين سيضعون مسلسل الحشاشين على رأس القائمة ثم تأتى الأعمال الأخرى بعد ذلك.
الإعلان التشويقى للمسلسل أو "التريللر"، لعب على عدة عوامل هامة وفى غاية الذكاء، لأنه يعدنا بأجواء من المؤامرات والألاعيب التاريخية والصراعات المليئة بالدراما، ثانيا الإبهار في الصورة والذى علينا أن نتوقف كثيرا عنده، لأنه واحد من أهم أسباب جذب الجمهور العربى للمسلسلات الأمريكية والأوروبية التى تلعب على أوتار التاريخ، أو حتى تلك الأعمال الأسطورية.
العامل الثالث يتمثل فى مشاهد الحروب التى امتلأ بها الإعلان التشويقى للمسلسل، والتى حملت الكثير من روح يوسف شاهين فى "الناصر صلاح الدين"، أما العامل الرابع فيدور حول القصة ذاتها، لا الأحداث الحقيقية ولكن المغزى من وراء القصة، وكيف لتلك الطائفة أن ترعب العالم، وتقتل باسم الدين، وتغيب العقول وتسيطر على الشباب وتوجههم لأغراضهم ومصالحهم السياسية، وهو أمر متفشى فى العالم العربي منذ سنوات طويلة، ويحتاج لوعى وإدراك للمواجهة بقدر حاجته لسلاح ردع.
