قال الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، في بيان له اليوم، إنه لقد ولدت منظمة الصحة العالمية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وإدراكها أن البديل الوحيد للصراع العالمي هو التعاون العالمي.
وأضاف، إنه لقد كان دستورنا من أوائل الوثائق الملزمة قانونا التي أكدت على أن صحة جميع الشعوب هي حق أساسي من حقوق الإنسان، دون تمييز، ولكنها تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث تقول إن الصحة أمر أساسي لتحقيق السلام والأمن، وتعتمد على التعاون الكامل بين الأفراد والدول.
وأضاف، لقد كانت جائحة كورونا دليلا حيا على ذلك، حيث أظهرت أنه عندما تكون الصحة في خطر، فإن كل شيء في خطر، لقد تجاوزت آثار الجائحة الوفيات والمرض الذي يسببه الفيروس نفسه، فعطلت المجتمعات والاقتصادات والأنظمة الصحية، كما تعلمون، لقد أدى ذلك إلى عدم الثقة بين الناس والحكومات والمؤسسات، والتي غذتها سيل من المعلومات الخاطئة والمضللة، وأنتم تدركون جيدًا الطرق التي أدت بها الجائحة إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية على مستوى العالم.
وقال، إن القضية الرئيسية الآن هي ما إذا كنا سنتعلم الأخطاء التي علمنا إياها الوباء، لأن الوباء القادم ليس مسألة ما إذا كان سيحدث، بل متى.
ولهذا السبب، تتفاوض جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 194 دولة الآن على اتفاق ملزم قانونًا بشأن الوقاية من الأوبئة والتأهب لها والاستجابة لها، لتوفير الأساس للتعاون الدولي الذي كان مفتقدًا للأسف خلال هذه الجائحة.
وعندما شرعت الدول الأعضاء في هذه الرحلة في ديسمبر 2021، حددت لنفسها موعداً نهائياً لاستكمال المفاوضات في الوقت المناسب قبل انعقاد جمعية الصحة العالمية في مايو من هذا العام.
وأوضح، إنه لا تزال هناك مجالات حاسمة لم يتوصلوا فيها بعد إلى توافق في الآراء، وفي الوقت نفسه، أصبحت المفاوضات أكثر صعوبة بسبب سيل من المعلومات الخاطئة والمضللة حول الاتفاقية التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية استيلاء على السلطة، وسوف تقوض السيادة الوطنية، وهذه الادعاءات كاذبة تمامًا، كما تعلمون، لكنها مستمرة.
وأشار إلى أن عدم الوصول لاتفاق يتعلق باتفاقية الاستعداد للوباء القادم، هو أننا نجازف بترك العالم عرضة لنفس أوجه القصور التي أعاقت الاستجابة العالمية لفيروس كورونا، الافتقار إلى التنسيق، والافتقار إلى تبادل المعلومات، والافتقار إلى العدالة.
ولكن إذا تمكنت البلدان من الاجتماع معاً بروح التسوية، فسوف يكون بوسعها أن تثبت أننا عندما نعمل معاً، نستطيع أن نجد أرضية مشتركة، ومساراً مشتركاً إلى الأمام، ونستطيع أن نصلح عالمنا الممزق.
وقال، إن اتفاقية الوباء مهمة حاسمة للبشرية، ولبناء عالم أكثر صحة وأمانًا وعدالة للأجيال التي ستتبعنا، وإنني أحثكم جميعاً، على العمل بإحساس من الإلحاح والتضامن لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق في الأسابيع التسعة المقبلة، موضحا ، إنه بعد مرور 75 عامًا على تأسيس منظمة الصحة العالمية، أصبحت الحاجة إلى التعاون الدولي أكثر أهمية من أي وقت مضى على أساس الالتزام المشترك بالتضامن والإنصاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة