أحمد طلعت أبودومة

اللى على راسه بطحه

الخميس، 14 مارس 2024 05:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لأول مرة أنحاز أن يكون عنوان كلماتى البسيطة باللهجة العامية مع هذا الجدل الثائر والهجوم الحاد المتزامن مع بدء عرض حلقات مسلسل الحشاشين واستخدام أبطاله اللهجة العامية للحوار فيما بينهم.

وللحقيقة لم أستغرب من حالة الحساسية التى نشأت عند قطاع كبير من أتباع أو حتى المتعاطفين مع افكار جماعات الإسلام السياسى ولكن كان الاستغراب من اتخاذ هذه الجزئية التافهة منطلقا للهجوم وعلى امتداد نفس الخط البيانى تردد داخل نفسى صوت المثل الشعبى "ما لقيوش فى الورد عيب قالوا له يا أحمر الخدين"

وبعيدا عن هذه النقطة أظن وبشدة أن مسلسل الحشاشين سيمثل واحدة من المحطات المهمة فى تاريخ الدراما المصرية من ناحيتين الأولى هذه الدرجة الرفيعة من الإتقان الفنى والاهتمام بالتفصيلات الدقيقة سواء فى الديكورات مرورا بالملابس وصولا إلى جودة المؤثرات الصوتية وبراعة التصوير.

أما الثانية فتتعلق بحالة العصف الذهنى التى خلقتها الحلقات الأولى للمسلسل لدى متابعينه والذين بدأوا فى إسقاط هذه الأحداث التاريخية على ما يحيط بنا من أحداث فى زمننا الحالى وهذا ما يفسر حالة الهياج الشديدة التى انتابت واستنفرت الكتائب الالكترونية التابعة لتنظيمات الجماعات المتأسلمة مع تنامى إحساسهم أن هذا المسلسل عرى الكثير من أفكارهم التى جاهدوا طويلا لإخفائها ولسان حالهم يبنى مقولة "كاد المريب بأن يقول خذونى "

إن عبقرية المسلسل أنها جعلت المجتمع المصرى يشاهد بنفسه ويتابع التسلسل التاريخى لمبدأ السمع والطاعة وتقديس القيادات واعتبار مواثيق الجماعة وكأنها مصدر مواز للتشريع الإلهى ويكتشف أن المشهد يعيد نفسه وأن الأساس والمرجعية التى قامت عليها كل حركات الإسلام السياسى هى ذاتها.

ممتن بصفة شخصية لكاتب المسلسل الذى جعلنى ومعى الكثيرين أربط بين الأحداث التاريخية وبين ما كتبه على عشماوى أحد قادة التنظيم الخاص وفريق الاغتيالات بجماعة الاخوان المحظورة على سبيل المثال حول تأثر حسن البنا عند تأسيسه الجماعة بالفكر الباطنى الذى تحدثت عنه الحلقة الأولى للمسلسل وكذلك ما أورده منظّر الجماعة الأشهر سيد قطب فى كتابات ما قبل انضمامه للجماعة وتشبيهه الصريح لحسن البنا وجماعته بحسن الصباح وفرقته.

إن النظرة البسيطة تجعلنا نوقن أن فكرة الفدائين وتنفيذ عمليات الاغتيال سواء ما قام به الحشاشون من اغتيال الوزير السلجوقى نظام الملك ومحاولة اغتيال صلاح الدين الأيوبى اكثر من مرة مروراً باغتيال النقراشى باشا والقاضى الخازندار وصولا لاغتيال النائب العام والعقيد محمد مبروك حديثا انما هى امتداد طبيعى لذات الأفكار والاتجاهات

وفى النهاية كان ولا يزال رأيى أن معركة مصر الحقيقية هى معركة الوعى وأن العودة إلى الروح المصرية الأصيلة التى حاولت موجات وهبات من الغبار تغطية معدنها المتوهج هى التحدى الحقيقى لنصل معا إلى مصرالعظمى.

يتوجب علىّ كمواطن مصرى توجيه التحية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى تحمل لواءً هاماً جدا فى معركة الوعى ولكل طاقم اعداد هذا العمل الراقى.

 

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة