عثر علماء الآثار على ملاذ محتمل مخصص لعبادة إلهة الماء الفارسية القديمة أناهيتا فى رابانا ميركلى، وهو موقع حصن عسكرى للإمبراطورية البارثية فى جبال كردستان العراق، وتشير الهياكل المعمارية بجوار الشلال الطبيعى إلى جانب بقايا مذبح النار المحتمل إلى وجود موقع للعبادة، وفقا لموقع archaeology.
وقال الدكتور مايكل براون، الباحث من معهد عصور ما قبل التاريخ والتاريخ الأولى وآثار الشرق الأدنى القديم بجامعة هايدلبرج الألمانية، إن عمليات التنقيب هناك لعدة سنوات، كاشفا عن آثار للمعبد المحتمل، بما فى ذلك مذبح النار، بالقرب من شلال موسمى، موضحا أن أناهيتا وُصفت فى الأفستا، وهى مخطوطة زرادشتية، بأنها امرأة جميلة يمكن أن تتخذ شكل جدول متدفق أو شلال.
وأضاف براون: "إن القرب من الشلال مهم لأن ارتباط عناصر النار والماء لعب دورًا مهمًا فى الديانة الفارسية قبل الإسلام".
واكتشف الباحثون فى الموقع سفينتى دفن بالكربون المشع يعود تاريخهما إلى القرن الأول قبل الميلاد، وأشار إلى أن الزوار الذين يدخلون الحرم قد مروا تحت نقش يصور رجلاً ربما كان الملك التابع الفرثى المحلى.
حتى لو لم يكن من الممكن أن ينسب موقع العبادة بشكل نهائى إلى إلهة الماء أناهيتا بسبب عدم وجود اكتشافات أثرية مماثلة للمقارنة المباشرة، فإن معبد رابانا لا يزال يقدم لنا لمحة رائعة عن الترابط الإقليمى المقدس والجيوسياسى خلال العصر البارثى".
وقد كانت قلعة رابانا-ميركولي الجبلية مركزًا إقليميًا مهمًا للإمبراطورية البارثية، التى امتدت إلى أجزاء من إيران وبلاد ما بين النهرين منذ نحو 2000 عام وتقع على الجوانب الجنوبية الغربية لجبل بيراماجرون فى جبال زاجروس، ولا تضم فقط تحصينات يبلغ طولها نحو أربعة كيلو مترات، لكنها تضم أيضًا مستوطنتين أصغر حجمًا سميت باسمهما.
ويتضمن الموقع بقايا مبنى اكتشف فيه علماء الآثار ،سفينتي دفن مميزتين يرجع تاريخهما إلى القرن الثاني إلى القرن الأول قبل الميلاد باستخدام الكربون المشع، يشير ذلك إلى أن الضريح كان مستخدمًا خلال الفترة التي نشأت فيها مستوطنتا رابانا وميركولي المحصنتان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة