شهر رمضان شهر الخيرات والنفحات والرحمات، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ (عز وجل) فِى أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا» (المعجم الأوسط)، وقد جعل الله (عز وجل) صومه الركن الرابع من أركان الإسلام، قال تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه» (البقرة: 185)، وفيه ليلة القدر، التى هى خير من ألف شهر، كما قال تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» (القدر: 1-3).
وإذا كان الله (عز وجل) جعل ثواب الحج عظيمًا حيث قال صلى الله عليه وسلم: «منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ»(سنن الترمذى)، نجد المعنى المساوى له فى قوله: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(متفق عليه)، فمعنى ذلك أن الله تجاوز عما سبق من ذنوب الصائم كما يتجاوز عن ذنوب من حج من قبل حجه.
وما من ليلة من الليالى طوال هذا الشهر العظيم إلا ولله (عز وجل) فيها عتقاء من النار، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِى الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِى الشَّرِّ أَقْصِرْ، ولله عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ»(سنن الترمذى).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة