أكرم القصاص

الحرب على غزة.. انتخابات وسياسة لبايدن ونتنياهو وكل الأطراف!

الأحد، 17 مارس 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ بداية الحرب على غزة، تسعى كل الأطراف إلى تحقيق أهداف انتخابية وسياسية، وهو أمر واضح لكل الأطراف منذ عملية طوفان الأقصى، التى يبدو أنها تحولت إلى قشة يتعلق بها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ليعبر على أزماته السياسية، وفى نفس الوقت تقدم إطارا للديمقراطيين فى مواجهة الجمهوريين، فى الانتخابات التى تجرى فى نوفمبر المقبل، ولهذا تبدو تناقضات على السطح لكنها تعكس أهدافا انتخابية وسياسية لأطرافها. 
 
لم تتوقف تناقضات الرئيس بايدن طوال مراحل العدوان على غزة التى تجاوزت الشهور الخمسة، فى أطول مدة تستغرقها عملية عسكرية، تحول العدوان إلى عملية انتخابية سواء للرئيس الأمريكى بايدن، أو رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذى يواصل العدوان وكل يوم يمر يضعه فى مأزق عدم القدرة على العودة إلى مربع 7 أكتوبر.
 
نتنياهو بالطبع حصل على فترة زمنية ونجح فى توظيف عملية الأقصى لنشر الرعب داخل المتطرفين بالمجتمع الإسرائيلى، وبالرغم من أنه لم يحقق أهداف العملية العسكرية خاصة استعادة المحتجزين بالقوة، لكنه أباد أكثر من 31 ألف طفل وسيدة ودمر كل إمكانيات الحياة فى غزة، وما زال يعلن رفضه أى اتجاه لدولة فلسطينية، بل ويعمل من أجل تنفيذ مخطط التهجير والتصفية.
 
بينما موقف الرئيس الأمريكى جو بايدن، معقد، فهو يؤكد تمسكه بدعم العدوان، ويستخدم الفيتو فى مواجهة كل قرار لوقف إطلاق النار، وفى نفس الوقت يعلن تعاطفه مع المدنيين.. والجديد كما أعلنت وكالة أسوشيتد برس أن الولايات المتحدة التى رفعت الفيتو فى مواجهة قرار قبل أيام، انتهت من وضع اللمسات النهائية على مشروع قرار ستقدمه لمجلس الأمن يدعم الجهود الدبلوماسية الدولية لتنفيذ وقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى إطار اتفاق للإفراج عن الرهائن، وللسماح بتعزيز السلام الدائم لتخفيف المعاناة الإنسانية، لم يتم تحديد  التوقيت الذى ستطلب فيه الولايات المتحدة من مجلس الأمن التصويت على القرار، الذى يحتاج إلى  تأييد 9 دول على الأقل وعدم استخدام «الفيتو» من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين من أجل اعتماده.
 
واشنطن كانت تعارض فى السابق استخدام عبارة وقف إطلاق النار، وخلال الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر استخدمت واشنطن الفيتو لرفض 3 مشروعات قرارات بينها مشروعان لوقف إطلاق النار، وامتنعت مرتين عن التصويت، ما سمح للمجلس باعتماد قرارات تهدف إلى تعزيز إيصال المساعدات إلى غزة والدعوة إلى فرض هدن ممتدة فى القتال، وإن كان الاحتلال حاول عرقلة وصول المساعدات بطرق مختلفة. 
 
الإدارة الأمريكية تريد ربط قرار وقف إطلاق النار بتبادل المحتجزين، وهى الصفقة التى تعثرت أكثر من مرة بعد أن كادت تتم فى مباحثات باريس والقاهرة، وترتبط بأهداف سياسية لأطرافها. 
 
الولايات المتحدة تعلن مخاوفها من الهجوم البرى للاحتلال على رفح جنوب غزة ما سيؤدى إلى مزيد من الضرر والنزوح للمدنيين، بما فى ذلك إلى دول مجاورة، وهو ما أعلنت مصر ودول المنطقة التحذير منه، بينما يرى محللون أن نتنياهو اعتمد قرار اقتحام رفح بعد فشل صفقة تبادل المحتجزين والأسرى، والتى قطعت خطوات قبل رمضان لكنها لا تزال معلقة على موافقة الأطراف كلها. 
 
وبالتالى تحولت الحرب على غزة إلى مجال لتحقيق مكاسب سياسية لكل طرف، ففى الولايات المتحدة حسبما كتبت «وول ستريت جورنال» فإن استمرار الحرب فى غزة وانتقاد الرئيس بايدن لنتنياهو يهدد بفقدان بايدن دعم الناخبين اليهود الأمريكيين.. وفى نفس الوقت فإن البيت الأبيض يخشى من حدوث تحول فى دعم الناخبين العرب الأمريكيين فى ميشيجان، وهى ولاية حاسمة يحتاج إليها بايدن لإعادة انتخابه، بينما نتنياهو وأنصاره يعتبرون بايدن ضعيفا لأنه استسلم للضغوط السياسية الداخلية، وبدأ ممارسة الضغط لوقف الحرب فى اللحظة التى يزعم نتنياهو أنه يقترب من تحقيق النصر، ويزعم أيضا توجيه انتقادات علنية من بايدن لنتنياهو، ما يشجع المقاومة ويقوى موقفها فى مفاوضات تبادل المحتجزين.
 
وبالتالى فإن كل أطراف الصراع تبحث عن مكاسب سياسية، وهو ما يعطل التوصل إلى أى اتفاقات سوف تتم فى النهاية بالمزيد من الدم.
 

 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة