لم يستطيع المثقفون والأدباء المضي قدما دون الكتابة عن شهر رمضان الكبير، باعتباره من الأشهر المحببة فى نفوس الأمة الإسلامية، وكل كاتب يكتب عن رمضان بطريقته الخاصة، وسوف نستعرض خلال السطور التالية ما كتبه الأديب الراحل عن يوسف السباعى.
قال في إحدى مقالاته عن رمضان، "منحني رمضان فرصة كبيرة للقراءة والكتابة، وأنا في غير رمضان أقضي يومي ألف كـ المكوك أو الساقية أو كصاحب الشاعر الذي قال فيه: متواثب لا يستقر له قرار فى ممره، فإذا ما أزف موعد الكتابة ولم يعد منها مفر.. سجنت نفسى حيث لا يعرف أحد.. ولا أود أن يعرف أحد. فإذا ما انتهيت من الواجب أو الطريحة أو المقطوعية عدت مرة أخرى إلى عملية الدوخان فلا أستقر إلا وقت الطعام أو الرقاد".
وتابع يوسف السباعى، "يكون الناس أقل إقبالاً وأخف وطأة.. لاسيما قبل العاشرة.. وبعد الثانية.. وهكذا استخلص من يومى أكبر قدر من ساعات الوحدة.. فاستطيع أن اكتب واقرأ.. بلا مضايقات ولا منغصات، وفي رمضان في السنين الماضية، استطعت أن اكتب "أرض النفاق" و"بين الأطلال"، وفي الأيام التي مرت من رمضان هذا العام، استطعت أن أتم الستة فصول الباقية عن طريق العودة، وأن اختلس وقتاً أطول للقراءة، زملاء نادي القصة نجيب محفوظ وإحسان وعبدالحليم، ولا أظن المجال هنا يتسع لكي أقدم عرضاً أو تحليلاً أو نقداً لما قرأت.. وإنما فقط أعرض بعض خواطري عن الزملاء".