تحتفل الطبيعة هي أيضا بالمرأة فكان شهر مارس هو شهر موسم الربيع وشهر التفتح للورود والإزهار، احتفاء من الطبيعة بالمرأة رمز الحياة .
ويعتبر شهر مارس من كل عام هو الشهر الذي يتم فيه الاحتفال بالنساء على أكثر من مستوى.. ففي يوم 8 مارس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للنساء والذي جسدت فيه المرأة قدرتها علي التحدي للظلم وضحت المراة بنفسها في سبيل الحصول علي حقوقها .
وفي 16 مارس من كل عام يأتي احتفالنا بالمرأة المصرية وهو ذكري خروج المرأة المصرية لمشاركة أخيها الرجل في الحصول علي حقوقها ومقاومة الإحتلال لبلادها .
وفي يوم 21 مارس نحتفل إيضا بعيد الأم في مصر ، الأم التي تمثل أيقونة الحياة في عند كل إنسان ، وفي الأسرة المصرية تكتسب المرأة مكانة وخصوصية مميزة فالتاريخ يسطر دور الأم المصرية في حياة أبنائها صانعة للأجيال وداعمة وراعية ومضحية.
وفي مصر تستمتع المرأة في هذه الفترة بنجاحات غير مسبوقة، ودعم سياسي كبير مما جعلها تحتل مكانة مرموقة في المناصب القيادية في مختلف المجالات وتحصل علي العديد من حقوقها .
فنجدها حاضرة بقوة في المشهد المجتمعي المصري في أدوار مختلفة سياسيا وثقافيا وعلميا وإعلاميا واقتصاديا .
ولكن أمام تلك النجاحات لازالت صورة وضع المرأة المصرية في المجتمع تحتاج إلي مزيد من الجهد في مجال تغيير الثقافة المجتمعية النمطية تجاه النساء من جهة ، ورفع مستوى الوعي لدى النساء بحقوقهن من جهة أخرى .
فلازالت نسبة كبيرة من النساء تحتاج إلى معرفة حقوقهن الإنسانية والقانونية والاقتصادية وغيرها والتي كفلها لها الدستور المصري ودعمتها القيادة السياسية المصرية في كافة ملفاتها حتي وصفها السيد رئيس الجمهورية بوصف "عظيمات مصر" وهو الوصف الشهير المحبب لكل امرأة مصرية والذي يعكس كامل التقدير للقيادة السياسية للمرأة المصرية ودورها الكبير في البناء والتنمية.
وهنا يتطلب الأمر رؤية جديدة مجتمعية لدعم دور المرأة وتحسين أوضاعها في المجتمع من خلال تغيير الثقافة النمطية السلبية السائدة لدور المراة والتي تظهر بشكل مباشر او غير مباشر .
وفي سبيل تحقيق تلك الرؤية يبرز دور المؤسسات المتعلقة بالتنشئة وبناء الوعي وفي مقدمتها الإعلام والتعليم والثقافة والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني، وهي كلها منابر للوعي تحتاج لرؤية جادة مبتكرة لتغيير هذه الثقافة النمطية السلبية عن المراة من جهة ومنح النساء الفرصة للتعرف علي أنفسهن وحقوقهن بطريقة ناجزة وواقعية.
وخلال هذا الشهر أتيحت لي الفرصة أن أتابع ولادة نموذجين من هذا النوع من البرامج المبتكرة التي نحتاجها في الرؤية الجديدة، والتي تعزز مكانة المرأة في المجتمع .
النموذج الأول هو نموذج فتيات "كيميت" وكيميت هو الاسم القديم لمصر فقد نجحت مجموعة من اللاعبات الشابات المصريات تحمل اسم فريق كيميت في لعبة كرة القدم النسائية في الحصول على كأس العالم للأهداف الإنمائية، لتفوز مصر بهذا اللقب لأول مرة اعتمادا على الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة وهو عن المساواة بين الجنسين من خلال دعم وزارة الشباب والرياضة للفريق والإتحاد المصري للرياضة الجميع مما جسد رؤية مميزة وهو المساواة بين الجنسين في مجال كرة القدم وهو مجال كانت اللعبة فيه مقصورة علي الرجال لفترة طويلة فتاتي النساء لتتفوق فيه بمهارات واداء إحترافي بارع.
والنموذج الثاني هو نموذج "منتدى الإعلاميات المصريات" وهو منصة جديدة مستقلة للإعلاميات المصريات يقودها إعلاميات شابات تحت رعاية المنظمة العربية للحوار بمساعدة نخبة من كبار الإعلاميات المصريات من ذووي الخبرة وتعمل علي تعزيز الاهتمام بالمرأة وقضاياها في الإعلام وتركز علي تقديم الصورة الإيجابية للمرأة المصرية في الإعلام.
وتفاصيل النموذجين في إظهار الصورة الجديدة للمرأة المصرية رائعة ، فكل التفاصيل التي قدمتها الشابات المصريات في النموذجين مميزة وجديدة وتعتمد علي روح الهوية المصرية بوعي وفهم ودراسة واجتهاد.
مثل هذه النماذج هي التي نحتاجها الآن في دعم رؤية جديدة لدور المرأة في المجتمع بديل عن نماذج تقليدية متكررة فهي نماذج شابة طموحة غير تقليدية تحتاج رعايتها من الجهات ذات الصلة الرسمية وغير الرسمية في إطار إستراتيجية تكاملية تشاركية تعتمد علي رؤية جديدة مفاداها أن المرأة المصرية هي رمز الهوية المصرية وإن أي تفاعل وتعاطي في مجال دعم دور المرأة يجب أن يبني علي مدخل تجسيد الهوية المصرية وتماسكها والتي هي رمانة الميزان في خطط بناء الإنسان في الجمهورية الجديدة في وطننا الغالي مصر .
وكل عام وكل النساء طيبات وسعيدات وناجحات .