الدين مسألة شخصية تمامًا. ورغم أن العقائد على اختلافها تستهدف إرخاء مظلّتها على أكبر قاعدة مُمكنة؛ فإنَّ جوهر العلاقة فيها أنها رباطٌ مباشر بين العبد وربّه، والامتحان يبدأ من ضبط الممارسة الذاتية وينتهى عندها. أمَّا التفتيش فى أوراق الآخرين، والانشغال بتقييم صِلتَهم بالسماء انطلاقًا من معارفنا ومرجعيَّاتنا الخاصة؛ فإنّه سلوكٌ وصائىّ يُصادر حرية الاعتقاد، ويُحرِّف النصوصَ عن سياقها الإرشادى والتنظيمى؛ لتصير قيدًا للنفس وسيفًا على رقاب المُختلفين..
والعقود الأخيرة تعكَّرت فيها مياهُ الإيمان التى كانت صافيةً؛ بأثر المدِّ الرجعىّ الذى تعالى مع الصحوة الإسلامية منذ السبعينيات، وخَلط الجماعات الأُصوليّة بين الدينى والسياسى، ثمّ توظيف المُقدَّس للتسلُّط على وعى العوام وحياتهم، واختطاف المجال العام بجاذبية المنابر وسطوة العمائم المُلوَّنة.
صار التطرّفُ سلعةً رائجة، وأداةً فعَّالة لتحصيل المكاسب وتثبيت مراكز معنوية لبعض التيارات.. والطبيعى أن يرفض المُتربّحون من مناخ الكبت والتضليل أيّة مُحاولة لتنقية الأجواء، وتحرير العقول، وإعادة الأُمور لنِصابها السليم. لهذا يُواجه خطابُ التنوير مُقاومةً شرسة، وتُجيَّشُ اللجانُ وأبواقُ الوَصْم والترهيب؛ لرَدع الساعين إلى إنهاء حالة الجنون ولَملَمة الأرواح المُبعثرة. وربما فى إطار الآليّة الدفاعية نفسها، كان الهجوم على مفتى الجمهورية الأسبق على جمعة، وبرنامجه الجديد «نور الدين» مع الأطفال، الذى يأتى امتدادًا لنهجه المُعتاد فى تصويب المفاهيم، وتبسيط خطاب الدعوة، وإعلاء قِيَم السماحة والتعايش، وإعادة الاعتبار لفِقه المُعاملات باعتبارها مُرتكَزًا أصيلاً لفلسفة الاعتقاد فى الإسلام، والتزامات المُعتقدين فيه تجاه أنفسهم والعالم.
تجربةُ الشيخ الجليل تسدُّ فجوةً مُزمنة بين الدُّعاة والشارع. كانت الشكوى الدائمة للآباء أنَّ أولادهم يُثيرون أسئلةً غير اعتيادية، ولا يتقيّدون بالأسقُف التى حدَّدها رجالُ الدين لمسموحات النقاش ومحظوراته. فالأطفالُ بطبيعتهم خارج القولبة والتنميط، ولا حدودَ لخيالهم، كما لا يستسلمون لصيغةِ الأُلوهة التى أنتجها المُتشدِّدون وروَّجوها، وعليه فإنَّ رؤيتَهم للسماء ما تزالُ طازجةً خضراء، فلا يهابون التعبير عمَّا يُثير حفيظتهم، ولا يستنكفون الذهاب بتساؤلاتهم إلى أبعد مدىً مُمكن. والقمع الذى يُمارسه المحافظون يكبت الفضولَ بدلاً من إشباعه، ولا يُربِّى بشرًا أسوياء بقدر ما يسوقهم قهرًا إلى حظيرة الجُبن والنفاق. وما يفعله «على جمعة» أنه يُقدِّم وصفةً تربوية ودعوية مُغايرة، احترامًا لأدمغة الصغار وارتقاءً بها، وفى ذلك ما يُهدِّد الجماعات المُتطرِّفة فى خزَّانها البشرىّ العريض، وكان سلوكُها المُعتاد أن تُروِّض النشء بالخفَّة والتخويف، ثمّ تُجنّدهم لخدمة مرافقها وأجنداتها لاحقًا.
تأسَّست السلطةُ فى الإسلام على ساقين: الزمان والمكان، ولأنّ الرسول حاز الولايتين بموقعه الروحى وقيادته السياسية، انتظمت العلاقةُ بين الدين والدنيا بوصفهما جناحين يُحلِّق بهما جسمُ الدعوة. والتناقضات التى بزغت فى السقيفة منذ لحظة الوفاة النبوية، أُدِيرت بقدرٍ من التوازن الهشّ تحت راية الخلافة، فلم يخلُ الأمرُ من فِتَنٍ واحترابٍ وصراعات؛ وعندما حلَّت صيغةُ المُلك العضوض بنكهةٍ عائلية أُوتوقراطية منذ الأُمويِّين، صار الدين رديفًا لأهواء الولاة والسلاطين. ثمَّة تفاوتات فيما بين المراحل التى استتبّ فيها نظام الدولة الجامعة، أو انقسمت بين تيَّاراتٍ وأمصار؛ لكنَّ الفقه ورجالَه ظلّوا أدواتٍ تعمل لصالح المنظومة. وربما كان سقوط الدولة العثمانية قبل أكثر من قرنٍ العنوانَ الأوَّل على فكّ الرباط، فخرجت سلطةُ العقيدة من بلاط الحُكم؛ لكنَّ فريقًا من ورثتها بقى فى وعيهم أنهم شُركاءٌ للحُكّام، فنازعوهم حِينًا ووافقوهم أحيانًا، إلى أن برزت جماعاتٌ نادت بعودة الخلافة، وراهنت على بناء التجربة المأمولة من الأسفل.
حافظت المرجعيَّاتُ الرسمية على خطابٍ مُتصالح مع الدولة؛ وبالتبعية فقد صار أقلَّ تشدُّدًا تجاه مُكوّناتها الاجتماعية والروحية. أمَّا الحركات المُنافسة فقد نشطت فى المساحة بين حياد المُؤسَّسات وانحيازات الأفراد؛ فراهنت على بناء معازل بين الأديان، وداخل الدين الواحد، ورفع منسوب الشوفينية والاستعلاء بالمُعتقَد والطائفة. وهكذا صُودِر المجال العام لصالح المسلمين؛ ثمَّ لفئة محدودةٍ منهم تنتمى لهذه الجماعة أو تلك، ومعها تصوُّر عقائدىّ وفقهى مُغلَقٌ ولا يقبل التنوُّع والجدل. ولأنهم لا يملكون ذخيرةً معرفية أو مَنتوجًا فقهيًّا خاصًّا؛ فقد أسَّسوا روايتهم لا على صلاحية الفكرة التى يُبشّرون بها فى الأساس؛ بل على تخطئةِ ما عداها من أفكارٍ وتصوُّرات. وهكذا صاروا يكتسبون الثقةَ فى أنفسهم بنزع الجدارة عن الآخرين، ويضمنون الجنةَ لا لأنهم عملوا لها بإخلاص؛ إنما لأنها حُجِزَت لهم بالانتماء وحُرِّمت على غيرهم بالاختلاف.
أثار الشيخُ المُتصوِّف حفيظةَ المُتطرّفين، تنظيماتٍ وأفرادًا. الفكرةُ فى ذاتها مُزعجة لهم؛ لأنها تحلُّ قبضتَهم عن عقول النشء، وتحرمهم مُستقبلاً من التُربة الحاضنة لأفكارهم السوداء، كما أنهم لا يستوعبون أنْ تُثار مسائلُ الدين دون محاذير وممنوعات، وأن تصير القضايا التى وُظِّفَت لترويض العوام موضوعًا مفتوحًا للنقاش والمُجادلة. ثمَّ إنهم، أى تيَّارات الأُصوليّة الخشنة، يكرهون «على جمعة» كراهيةَ الخفافيش للضوء؛ فالرجل يُجاهر بهواه الصوفى، وكان مُفتيًا من داخل دولاب الدولة، وساندها علنًا إبان موجة الإرهاب الشرسة بعد إطاحة الإخوان، وما زال على موقفه الواضح من المسألتين. وعلى تلك الصفة؛ فإنه عدوٌّ لهم، وتزداد العداوةُ بخطابه المُتلطِّف مع الناس، وخصومُه بين نارين: الرأى الليِّن المُريح، وكاريزما العالِم حَسِن السيرة واللسان، ولا يفلح استهدافُ أحد الأمرين؛ طالما يُحافظ الآخر على جذبه وفاعليَّته لدى الجمهور المُستهدَف.
يستدعى «نور الدين» شواغلَ الأطفال والطلائع من الهامش الذى حُبِسَت فيه دائمًا؛ ليضعها فى متن التداول، ويُسلِّط عليها ضوءًا كثيفًا. شركاءٌ مُتدرِّجون من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، يقفون أمام شيخهم، أو بالأحرى جَدّهم، ليُفصِحوا عن مكنون عقولهم وأرواحهم دون حرجٍ أو خشيةٍ من العواقب، ولا فارقَ لديهم بين فرع العقيدة بما له من صيغةِ إذعانٍ توقيفيّة، وموضوعات التشريع الناتجة عن سياقات زمنية واجتماعية، وفقه العبادات والمعاملات بفتاواه الظرفيّة وديناميكيته المُتّصلة بالعصر وضروراته. وإزاء الخيالات الحُرّة، والأسئلة الشائكة من خارج الكتالوج المُعتاد؛ فالتجربة تتطلُّب مُرشدًا روحيًّا تتوافر فيه شروط الدراية وسعة الاطّلاع ورجاحة العقل والقلب، ليكون مُعينًا على الفهم والتدبر؛ وليس أداةَ قمعٍ وقولبة للناشئة، وهُم يسعون لفَهم دينهم والتعرُّف على هُويَّتهم بالقُرب والممارسة؛ ولعلَّ الصفة اللازمة لإنجاز ورشة الأجيال على وعىٍ وبصيرة، لا تتحقُّق بتَمامِها إلَّا فى شخص الدكتور على جمعة.
ساءَ المُتطرِّفين أنْ يقولَ الشيخُ للصغار إنَّ الاختلاط ليس مُحرَّمًا؛ طالما التزم العفافَ وسلامةَ النيَّة، وأنَّ الجنّة ليست حِكرًا على المُسلمين، بحسب الفهم الضيِّق الذى يُصادر رحمةَ الله وعدالته المُطلقة؛ إنما هى شأنٌ إلهىّ خالص بالأساس، معياره صلاحيةُ القول والفعل، على غاية الإحسان وعمارة الأرض وتحقيق مُراد الله فى استخلاف الإنسان. والواقعُ أنهم لكراهية الشيخ؛ كانوا سيقدحون فيما يقول على أيَّة صورةٍ؛ لكنَّ اللوثةَ ازدادت عندما هدَّد تجارتَهم الكاسدة، وجوهرها أن يحبسوا الناس وراء أسوارٍ تعزلهم عن الحياة، وأن يحتكروا طريقَ الآخرة كرشوةٍ لأتباعهم، وممرٍّ لتعميق أجواء الفتنة والفرز الطائفى واستعداء الآخر المُختلِف، فى الدين أو المذهب، أو المُقاربة السياسية داخل الحظيرة الواحدة.
لا ينفصلُ الهجوم على البرنامج والشيخ عمَّا يفعله المتطرفون تجاه خصومهم جميعًا: الأزهر، والدُّعاة المُعتدلين، والمُثقفين التنويريين، بل وعامة الناس ممَّن لا يسيرون فى قَطيعهم. والواقع أنَّ استهدافَ شخص على جمعة بالتهجُّم والوقاحة، لا يختلف عن محاولتهم سابقًا لاغتياله قبل ثمانى سنوات. منطقُ الإلغاء واحدٌ، وقد سَعوا لإنفاذه أخيرًا بالوَصْم والتشهير؛ بعدما أخفقوا فيه بالقوَّة والدم. وإن قال قائلٌ إنَّ الحملةَ الضارية ليست كلّها من الإخوان وحُلفائهم؛ فإنه يُسقِط كثيرًا من المُقدِّمات المنطقيّة التى أفضت للنتائج الحاضرة. لقد افتتحت الجماعةُ موجةَ التصويب على الرجل، ووجَّهتها عبر لجانها بتأثير سيكولوجية القطيع، وهى تعلمُ بالضرورة أن ما أسبغته على الوعى الدينى طوال عقودٍ، يُوفّر حظيرةً من المُتطرِّفين غير المُلتزمين تنظيميًّا، وربما يُجاهرون بكراهية التنظيم؛ لكنهم يتورَّطون فى لُعبته الوضيعة عن غير وعىٍ، وبدَفعٍ من ميراث الحشد والتوجيه وإذكاء عاطفة الانغلاق والتشدُّد.
والمُفارقة؛ أنَّ ثقافة الاستعلاء الفجَّة أنتجت حالةً من الجهل الغشوم.. كثيرون ممَّن لم يُحصِّلوا أىَّ حظٍّ من المعارف الدينية، يستسهلون التبجُّح على مقامِ عالمٍ جليل.. وهُم أنفسهم ستجدهم يُهلِّلون فى منشورات الُمتطرِّفين من ضِباع السلفيّة وخِرافها الصغيرة، ويتطاولون على دار الإفتاء إذ تُمارس دورَها المهنىّ والشرعىّ بضوابط العلم والقياس. لم يعُد الكتابُ والسنَّة والآراء المُعتبَرة مَرجعًا يقيسون عليه؛ بل ما حُشِيَت به أدمغتُهم من ابتذالِ الدواعش وخُطَب المُتنطِّعين، وبات استقبالُهم للقاعدة والرأى محكومًا بما يُوافق هواهم، أو يُخالف المنفعةَ العامة ومنطق المصالح المُرسلة، وهى بالضرورة لا تُفرِّق بين المواطنين فى دولةٍ حديثة مهما اختلفت ألوان اعتقادهم أو تصادمت. هكذا تُدار الهجمةُ الرجعيّة بين القبائلية والكَيد السياسى، وبعيدًا ممَّا يُمكن أن يراه البعض تضخيمًا أو تزيُّدًا؛ فالواقع أن الهجوم على «نور الدين» يتجاوز شخصَ على جمعة وقيمته، ويقعُ فى نطاق التهجُّم المُباشر على المدنيَّة ومنطق الدولة المُحايدة أمام أفرادها، أى يستهدفُ قِيمَ التعايش والسلم الاجتماعى؛ بأكثر ممَّا يسعى لحَسمِ مُنازعةٍ فقهيّة تخصُّ المسلمين وتنحصر فى دوائرهم اللصيقة.
ما نزالُ واقعين فى بئر القرن الرابع الهجرى على الأكثر، ومع الإقرار بأنَّ السلف اجتهدوا بحسب ظروف عصرهم؛ فإنَّ تيَّارًا مُعاصرًا لا يُريد لنا أن نتجاوز مأثورَ ابن تيمية وابن القيم وغُلاة الحنابلة، ولا أن نُطَبِّع تُراثنَا الروحىّ مع زمانه الجديد؛ توكيدًا لصلاحيته الدائمة وقُدرته على التجاوب مع المُتغيِّرات. لقد كان الإخوانُ فى نشأتهم محاولةً مُتعسِّفة للعودة إلى الماضى، بمنطقِ الفِرقة الناجية وعباءة الخلافة التى صارت «أُستاذية العالم». ومن رَحِمِهم طفحَ مُستنقع الجهاديين والتكفيريين والجماعة الإسلامية، وصولاً إلى القاعدة وداعش؛ بل عادت الجماعة نفسُها إلى الحركيَّة العنيفة بأذرُعها المُباشرة بعد 2013، ومنها حركات: حسم ولواء الثورة والعقاب الثورى وغيرها. ولا ينشط السلاحُ إلَّا عندما يتعطَّل العقلُ، وتصير آلةُ الدعوة عاجزةً عن استيعاب السياق والتعاطى معه، أو الحلحلة حِوارًا وجَدلاً؛ لإنضاج الأفكار وترقيتها. وإذا كان خصومُ «على جمعة» يشنّون حربًا على تجربته الساعية لرَدم الهِوّة بين الخطاب والمُمارسة، وعَصرنة تُراث الأجداد وتقريبه إلى الأحفاد؛ فإنّهم لن يتوقّفوا عن حُروب النار والدعايات المُلوَّنة طالما هناك من يتصدَّى لهم، كما لن يكون بمقدورهم إعاقة التطوُّر الطبيعى بأدواتٍ تجاوزها عصر الانفتاح، وتكسير التابوهات، ووَضع قضايا الخواص على موائد العوام.
إنّ فضيلة المفتى السابق بالتأكيد ليس فى حاجةٍ إلى دفاعٍ أو تقريظ؛ لكنَّ التقييم المُجرَّد يُوجِب القولَ بأنّه يلعبُ دورًا شديد الأهمية، ويفتحُ كِوّة فى جدار التطرُّف واختطاف الدين من أصحابه الأصليِّين، ومَوكب التنوير ربما يكون بطيئًا بطبيعته؛ لكنه يتقدَّم دومًا بجَهد المُخلصين وثباتهم، وسينتقلُ حتمًا من عُهدة الفقهاء إلى المُفكّرين والفلاسفة وقادة الرأى وبقيَّة عناصر القوى الناعمة. والحكمةُ التى لا رادّ لها أنّ مشوارَ الألف ميل يبدأ بخطوة، ومن سار على الدرب وصل.. وإذا كانت فى الهجوم على البرنامج وشَيخه إشارةٌ واحدة مهمّة؛ فإنها تخصُّ استشعار الرجعية وقُطعانها للخطر، وتوجُّسَهم ممّا وراء الصدام مع الأئمة المُعتدلين، بعدما تستكمل المدنيّة عدَّتها وتُدار الحياة بشروطها الموضوعية، فنًّا وإبداعًا وانضباطًا حصريًّا بالقانون. وعلى معنىً أوضح؛ فإنّ تسعير الحرب دليلُ ضعفٍ لا قوّة، كأنها حلاوة الروح إذ تستفيقُ جثث الجماعات الزائلة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. وربما تتحلّل تمامًا، أو تُبعَث فى أبدانٍ أُخرى؛ لكنها لن تعود لسابق سطوتها، ولن يتيسَّر لها فى المستقبل، الرقصُ والخبص والخداع والتضليل، كما كانت فى الماضى وإلى وقتٍ قريب.. نقتربُ من نقطة الاتزان؛ عندما يصير الدِّينُ ضابطًا أخلاقيًّا يقبع فى صدر الإنسان، ولا يعود طَوقًا فى رقبته، يلفُّه الجُهَّال ويشدُّه الأغبياء والمُجرمون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة