أشكر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على قيامها بهذه الخطوة الطموح المهمة؛ وذلك بإنتاجها لمسلسل الرسوم المتحركة للأطفال الضروري "يحيي وكنوز" بأجزائه الثلاثة، والذي وجد صدى كبيرًا واهتمامًا ليس له مثيل من الجميع، الكبار قبل الصغار؛ وذلك لأن هذا المسلسل يقدم مضمونًا هادفًا يعمق ويأصل الهوية المصرية والوعي بتاريخنا في ظل المحاولات العديدة التي تحاول مرارًا سلب هويتنا المصرية وسرقة تاريخنا.
إن الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تولي بكل تأكيد اهتمامًا كبيرًا بتاريخ مصر، خصوصًا تاريخ وحضارة مصر القديمة، وتقدم لها نهضة غير مسبوقة في كل المجالات، خصوصًا في الحفاظ على الآثار المصرية والتراث المصري العريق. ولقد تجلى ذلك في أكثر من فعالية، ولعل أشهرها موكب المومياوات الملكية ونقل مومياوات أجدادنا الملوك والملكات من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، أو متحف الحضارة، في الفسطاط، وكذلك افتتاح طريق الاحتفالات والمعروف خطأً بطريق الكباش في الأقصر، وتطوير منطقة الهرم الأثرية، والاستعداد لقرب افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يعد هدية مصر للعالم والإنسانية كلها، وأكبر مشروع ثقافي وأثري وسياحي في العالم في القرن الحادي والعشرين، والذي يتطلع العالم كله إلى يوم افتتاحه بكل شوق. إن مصر الحالية تعيد نهضة مصر القديمة وتربط الماضي بالحاضر، وما أشبه الليلة بالبارحة حين تم اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، أهم اكتشاف أثري في القرن العشرين وفي كل القرون قاطبة، ونهضت مصر بقوة، وقدمت كل إبداعاتها المصرية الأصيلة معبرة عن روح مصر القديمة الخالدة في أعمال النحات الرائد محمود مختار والموسيقار العبقري سيد درويش والكاتب الكبير توفيق الحكيم والكاتب الكبير نجيب محفوظ.
إن العظيم في هذا المسلسل أنه جاء من أرض مصر الحضارة وصاحبة التاريخ والمجد والخلود وبسواعد مصرية وطنية لا تقل في كل المستويات، خصوصًا في التأليف والإخراج والتمثيل والتحريك، عن أي مستوى عالمي، بل تزيد عنها من خلال بصمتنا الحضارية المميزة لنا، ومن خلال تقديم محتوى تاريخي دارمي شيق وجذاب وهادف، ولا يتعارض مع قيمنا المصرية والعربية الأصيلة، ويتفق مع ثقافة الأطفال المصريين والعرب.
إن هذا المسلسل المهم سوف يبقى لأجيال عديدة، وسوف يزيد الوعي وينشر المعرفة بتاريخ مصر المجيدة من خلال هذا المسلسل الكبير الذي يقدم تاريخ مصر للأطفال بشكل لافت وجذاب ومشوق واحترافي. والحقيقة أن الجزء الأول والثاني من المسلسل قدما الحضارة المصرية وبعض من ملوكها وملكاتها بشكل معلوماتي ودرامي موثق وجاذب. ولعل من بين أجمل ما جاء في الجزء الثالث هو الدفاع القوي عن الحضارة المصرية العريقة ضد محاولات تزييف هويتنا المصرية العظيمة، وتوضيح الحروب الموجهة ضد حضارتنا المصرية؛ والتي تحاول جاهدة، دون أي نجاح يُذكر، سرقة حضارتنا المصرية وسلبنا تاريخ مصر منا عبر وسائل عدة دون وجود أية دلائل أثرية أو تاريخية على صحة ادعاءاتهم.
أنني أدعو إلى ترجمة هذا المسلسل الجميل؛ كي يراه كي أطفال العالم ويعرفون الحضارة المصرية بكل قيمها الجميلة وبكل أصالتها وعراقتها ومن منظور مصري صميم يقدم الحضارة المصرية بشكل تاريخي صحيح دون أي زيف أو تشويه أو ادعاء أو مبالغة.
إنني أشكر ثانيةً الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على إنتاج هذا المسلسل المهم، والكاتب المبدع الأستاذ محمد عدلي الذي أبدع في هذا المسلسل بكل أجزائه الثلاثة، والمشرفة على المحتوى الدرامي للمسلسل الناقدة المبدعة والكاتبة الصحفية المتميزة الأستاذة علا الشافعي، والمخرج المبدع الأستاذ محمد عيد، وكل نجوم العمل الفنانين ريهام عبد الغفور وعصام السقا وعلاء مرسي وغيرهم، وكل فريق العمل، الذين قدموا عملاً مصريًا عالميًا ينافس أعمال ديزني لاند، غير أن الجميل في مسلسلنا المصري الجميل هو وجود هذه الروح المصرية الصميمة النابعة من الأرض المصرية المباركة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة