من أهم خصائص هذا الشهر الفضيل التى تجمع الناس، قيام الليل، بدءا بصلاة التراويح وانتهاء بالتهجد، مع الحرص على أداء الفرائض فى أوقاتها، وهو أحد أهم موجبات المغفرة فى هذا الشهر الفضيل، وقال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، «صحيح البخارى»، بل إن الله عز وجل جعل هذا الفضل كاملا لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، فقال صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، «صحيح البخارى».
وفى بيان شرف قيام الليل، والثناء على أهله، وبيان عظيم شأنهم وشرف عملهم، يقول الحق سبحانه وتعالى: «أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوى الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أولو الألباب»، «الزمر: 9»، ويقول تعالى: «إن المتقين فى جنات وعيون* آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين* كانوا قليلا من اللّيل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون* وفى أموالهم حقّ للسائل والمحروم»، «الذاريات: 15- 19»، ويقول سبحانه: «تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون* أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون»، «السجدة: 16- 18».
ومن الأحاديث الواردة فى فضل قيام الليل، ما رواه أبوهريرة رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»، «صحيح مسلم»، وعن جابر رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ فى اللّيل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدّنيا والآخرة إلا أعطاه إيّاه، وذلك كل ليلة»، «صحيح مسلم».