** على مر عصور الدولة المصرية العظيمة، كان للمرأة دور فاعل في كافة أنشطة الحياة اليومية، فهي الأم الحنونة، والزوجة الصالحة، والأخت الداعمة، والإبنة البارة.. لعبت دوراً محورياً في نهضة المجتمعات القديمة، وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي.. حضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دوماً، دليل على كونها عنصراً أساسياً في الحياة الإنسانية..
المرأة والرجل بمثابة جناحا طائر لا يستطيع التحليق بدون أي منهما، وهما بالفعل كفتا ميزان البشرية لا غنى لأي منهما عن الآخر لاستقرار الحياة.
وللمرأة قدسيتها في كافة الشرائع السماوية، لا يجوز تهديدها أو ترويعها أو ابتزازها، وإن حدث فهو الجرم الأكبر في الحياة الدنيا والآخرة!.. فالمرأة هي نصف المجتمع من حيث التكوين، وكل المجتمع من حيث التأثير في النشأة، فعلى يدها تربي النصف الآخر من المجتمع.
وقد خصّ الدين الإسلامي الحنيف، المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، وأمر الرجال بحسن معاملتهن سواء كانت أماً أو أختاً أو بنتاً أو زوجة، كما أكد الإسلام أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية، وذكر الله تعالى في كتابه الكريم أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد ونفس واحدة.
** في 16 مارس من كل عام، تحتفل مصر بيوم المرأة المصرية؛ تخليداً لذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار البريطاني الغاشم، ووقوفها بشجاعة ونضال ضد الاستعمار خلال ثورة 1919.
بدأت القصة في هذا اليوم من عام 1919، عندما تظاهر أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي، ورفعن أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني وجنوده، ليطلق جنود الاحتلال النيران على النساء، ما أسفر عن استشهاد أول مصرية ثائرة وهي حميدة خليل، ليسقط من بعدها مجموعة من الشهيدات المصريات برصاص الاحتلال الإنجليزي، عند خروجهن للمشاركة في الثورة والتنديد بالاحتلال.
وعقب تلك الملحمة التاريخية، تم الإعلان عن تأسيس أول اتحاد نسائي في مصر بقيادة هدى شعراوي في 16 مارس 1923، حيث طالب برفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية للرجل، وفي يوم 16 مارس عام 1928 دخلت أول مجموعة من الفتيات إلى جامعة القاهرة، ليس هذا فحسب، بل إنه في مثل هذا اليوم من عام 1956، حصلت المرأة المصرية للمرة الأولى على حق الانتخاب والترشيح بعد إقرار دستور 1956.
** واليوم، تعيش المرأة المصرية عصرها الذهبي بامتياز، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يؤكد مراراً وتكراراً في كل المناسبات، أن المرأة ساهمت بدور واضح في رفعة الوطن، باعتبارها الشريك المعطاء والداعم القوي للرجل بمختلف وتنوع أدوارها، فهي من احتضنت وربّت وتفوقت وأجادت وألهمت وقادت وحملت هموم الوطن على عاتقها، وقدمت في سبيل رفعة الوطن وسلامته فلذة كبدها وزهرة عمرها، هي أم الشهيد الصابرة، والزوجة الداعمة وقت الشدة، والأخت الفاضلة، والإبنة التي تملأ الدنيا سعادة وبهجة متطلعة لبناء غد مشرق لبلادنا.
المرأة المصرية في عهد الرئيس السيسي، حققت الكثير من طموحاتها، خاصة بعد أن جعل عام 2017 عام المرأة، وبدأت وقتها الإنجازات وحدثت طفرة غير مسبوقة في تعزيز مكانة المرأة وتمكينها في جميع القطاعات، ومنها: تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة لعام 2030 في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ووصول تمثيل المرأة في مجلس النواب إلى 165 مقعداً وفي مجلس الشيوخ إلى 41 مقعداً، وزاد تمثيل المرأة بالتشكيل الوزاري إلى 6 وزيرات حالياً، وتم تعيين 26 قاضية في محاكم الدرجة الأولى و66 قاضية في المحاكم المصرية، بالإضافة إلى تعيين 6 قاضيات نائبات لرئيس هيئة قضايا الدولة ليصل عدد القاضيات بالهيئة 430 قاضية.. كما زاد تمثيل المرأة في مجالس الإدارة والمناصب القيادية العليا بنسبة 3%، وهناك حوالي 3.6 مليون سيدة تستفيد من برنامج تكافل وكرامة، وتم تخصيص 3.2 مليون جنيه سنوياً لدعم السيدات ذوات الهمم، وتحسن وضع مصر في المؤشرات الدولية التي تعكس وضع المرأة وتقدمت 49 مركزاً في مؤشر تمكين المرأة السياسي، وارتفاع نسبة الإناث المقيدات بالتعليم العالي، فضلاً عن إطلاق مبادرات رئاسية لدعم صحة المرأة، بجانب استفادة أكثر من 2 مليون سيدة من منظومة التأمين الصحي الشامل، وتأهيل 15 ألف رائدة اجتماعية للتوسع في برنامج وعي للتنمية الأسرية.
** الرئيس الإنسان عبدالفتاح السيسي، يضع المرأة المصرية في مقدمة اهتماماته، ولا يترك مناسبة إلا ويشيد بها وبدورها الفاعل ويقدرها تقديراً عظيماً، فقد أطلق على نساء مصر (عظيمات مصر).
وظهر ذلك جلياً في احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2024، التي شهدها الرئيس عبدالفتاح السيسي والسيدة قرينته انتصار السيسي، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة، منذ أيام قليلة، للاحتفاء بيوم المرأة المصرية وتكريم الأمهات المثاليات.
خلال كلمة الرئيس السيسي في هذه الاحتفالية الكبرى، زاد (عظيمات مصر) تقديراً على تقديره المعهود لهن، حيث وجه تحية إجلال وتقدير لكل امرأة مصرية تسجل كل يوم في مختلف المجالات والميادين أسمى معاني العطاء والصبر والتضحية والكفاح ساعية بكل إخلاص وجهد للحفاظ على أسرتها ووطنها، مؤكداً أن المرأة المصرية تظل دائماً محوراً أساسياً لأمن واستقرار المجتمع والوطن ومصدر إلهام لا ينقطع عطاؤه.
وحينما وجه الرئيس حديثه لعظيمات مصر - كما يحب أن يناديهن - سيداتها وفتياتها، قال: "لقد أكدت خلال السنوات الماضية التزامنا الأصيل بتعزيز مكانة المرأة المصرية بما يعكس قيمتها وحجم التضحيات التي قدمتها بكل تجرد من كل هوى، إلا هوى الوطن فهي ضمير الأمة ونبضها والحارس الأمين على الهوية المصرية والسند ومنبع العطاء وقت المحن والدرع الواقية أمام محاولات النيل من عزيمة هذا الوطن".
حِرص الرئيس السيسي على دعم المرأة وتكريمها وتمكينها ورفع مكانتها بالمجتمع، كبير جداً وغير محدود، حتى أنه أعلن خلال احتفالية المرأة المصرية الأخيرة 8 قرارات جديدة لدعم المرأة وزيادة تمكينها، ووجه الحكومة بتخصيص 10 مليارات جنيه لصندوقي تنمية الأسرة وكبار السن، وإنشاء متحف للمرأة المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة لحفظ تراثها وجهود تمكينها على مر العصور، وأيضاً التوسع في برامج التدريب التحويلي لرفع مهارات المرأة بما يزيد من فرص حصولها على الوظائف في المستقبل، وتنمية اقتصاد الرعاية لتوفير فرص عمل جديدة للمرأة وتحقيق توازن بين دورها الإنتاجي ودورها الاجتماعي.
كما وجه الرئيس بتوفير التمويل للمرأة بأقل الشروط والضمانات لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتوعية المالية ببرامج الشمول المالي للسيدات، واستحداث محور لتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية في المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية لضمان بناء مجتمع متماسك وفعال، ومراجعة أسس المساواة بين الجنسين خاصة في الاستفادة من الخدمات المصرفية، وتشجيع الاقتصاد الرقمي لما يشكله من قيمة مضافة للاقتصاد القومي لتمكين المرأة من المشاركة بفاعلية.
** ويبقى القول، إن المرأة المصرية هي القوة المؤثرة والفاعلة في صمود البيت المصري، ولها قدسيتها الكبيرة، لا يجوز تهديدها أو ترويعها أو ابتزازها.
ولنأخذ من حديث الرئيس السيسي في ختام كلمته باحتفالية المرأة، عظة لكل الأجيال الحالية والقادمة، حينما قال: "لك أيتها المرأة المصرية الصابرة الصامدة المكافحة المخلصة والوفية خالص تحيات وتقدير أبناء هذا الوطن، فماضيك حضارة سبقت التاريخ وحاضرك شموخ وصمود، ومستقبل هذا الوطن تضيئه شمس وجودك المشرقة".
لك كل الشكر والتحية يا سيادة الرئيس الإنسان، وكلماتك عن المرأة تاج شامخ فوق رؤوس كل (عظيمات مصر)..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة