مصطفى عبد التواب

مسلسل مسار إجباري.. كل شىء فى مكانه الصحيح

الأحد، 24 مارس 2024 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رهان صعب أن تقرر وسط موسم مكتظ بالنجوم، أن تراهن على عمل بطولة نجوم شباب حديثي العهد بالمنافسة المنفردة داخل حلبة السباق الرمضاني، هذا هو الحال ما أن قررت أن أتابع مسلسل مسار إجباري بطولة النجمين عصام عمر وأحمد داش، ومعهما القديرتان صابرين وبسمة.

منذ الحلقة الأولى شعرت أن الرهان قد ربح، فأنت أمام عمل أفضل ما يميزه أن كل شيء في مكانه الصحيح، من مزج بين صوت طارق الشيخ وفريق مسار إجباري في تترات المسلسل، أراد أن يقول هذا بوضوح، مزجنا بين حيوات مختلفة إحداها تنتمي لطبقة الفقراء فى المناطق الشعبية والثانية لأبناء الطبقة المتوسطة التى تورث أبناءها العلم لا المال أو الجاه والسلطان، كلاهما اختمر في وعاء المسلسل دون أن يزعج المشاهد هذا الخلط.

تتابع الأحداث برشاقة دون أن تسرب الملل للمشاهد، دون أن تتورط في حشو أحداث لا تفيد السياق الدرامي السريع، وفى الوقت نفسه لا تهمل تفصيلات دون أن تخدمها وتمنحها الحق الكافي لإشباع المشاهد وغرسه في التفاصيل، ليجد المشاهد نفسه متورطًا مع علي وحسين فى القضية التى غيرت حياتهما، بل يسأل نفسه فجأة ماذا لو كنت مكانهما، وتذهب النساء لسؤال جانبي هو: ماذا لو كنت مكان الزوجتين "نعناعة" و"إحسان" ووجد أنها زوجة مخدوعة لما يزيد على 20 عامًا ولزوجها زوجة أخرى وأبناء غير أبنائها، وفى المقابل يحتار الرجال في سؤال آخر لن يجدوا له إجابة فى المسلسل "كيف فعلها؟".


الرهان على عصام عمر وأحمد داش كبطلين للعمل، جاء فى سياق التوظيف الصحيح للأشخاص، أو ما يعرف بالكاستينج المثالي، كلاهما لا يمكن أن يتبادلا الأدوار، السونس يليق بأحمد داش كأنها شخصيته في الحقيقة، على الرغم من صعوبة المهمة، لأنه بات أمام تحدي الفصل بين هذه الشخصية وأخرى قدمها الموسم الماضي في مسلسل جعفر العمدة ولنا حديث عن ذلك لاحقًا، وعلي الذي يضع عصام عمر في اختبار حقيقي هو خلع رداء الكوميديا الصريحة في مسلسله السابق بالطو، ليندمج في بحر الدراما والكوميديا السوداء، ويكفيني أن أخبرك أن اللحظة التي توتر فيها عندما وجد ما وجده في "كراكيب" والده، نقلت لي التوتر وكأنني معهم في الغرفة، لا لشيء إلا لمهارة عصام عمر البالغة في تقديم الدور.


صابرين وبسمة، كلاهما يقدم أدوارًا قد تبدو جديدة عليهما، فهما أمهات لأبناء في سن الجامعة، صابرين تمسك خيوط شخصيتها وكذلك بسمة، ولو لي التفضيل والإشادة فسأعلن انحيازي لبسمة، لا لشيء إلا أنها تقدم شخصية عمرية مخالفة لما اعتدنا أن تقدمه، ليس هذا فحسب، بل تقدم شخصية من محيط لم نعتد رؤية بسمة به، الأم الشعبية نعناعة، كلما ظهرت وجدتني أسأل الشاشة، من أين لكِ بكل هذا التمكن يا بسمة؟ كيف غيرتِ جلدك في هذا العمل دون أن نشعر أنك تائهة في الدور أو أنه غريب عليكِ.

وفاكهة الختام سأمنحها للفنان رشدي الشامي، المحامي مجدي حشيش الشخصية الشريرة التي اكتسبت كراهية الجمهور، على الرغم من أن النجم رشدي الشامي هو نفسه من أبكى الجمهور العام الماضي بنهاية شخصيته "عم ربيع" أو الريس ربيع في مسلسل تحت الوصاية.


وأخيرًا تحية لكل صناع العمل منتجين وعمالا ونجوما، لأنهم تمكنوا من تقديم مهمتهم بنجاح ليكون في الصف الأول بين الأعمال التي ستعيش لما بعد الموسم الرمضاني، لا لشيء إلا أنهم وضعوا كل شىء في مكانه وجنبونا ويلات الحشو الدرامي.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة