كلنا نعرف من هو سيد قطب، مُنظر جماعة الإخوان المسلمين وفيلسوفها ومفكرها وعالمها وشيخها وكبيرهم الذي علمهم أحادية التفكير والتكفير، والمتابع للتنظيم وشئونه وأفراده وشيوخه وقياداته يعي كيف يقدسون سيد قطب ويصفونه بأفاضل الألقاب، فقد نال من الأهمية بمكانة داخل الجماعة لم ينالها أحد بعده بينما نالها قبله حسن البنا.
سيد قطب قبل أن يصبح إخوانيا، كان يصف الإخوان بالحشاشين فقد كان علي دراية بالتاريخ والتنظيمات السرية، فلماذا إذن ينزعج الإخوان عندما ربط الكثير من المتابعين لمسلسل الحشاشين إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وبطولة كريم عبد العزيز، بين الإخوان والحشاشين.
سيد قطب كان يعتبر حسن البنا شبيه حسن الصباح، وكلاهما - أي الحسنين - وجهان لعملة واحدة، والتشابهات بينهما كثيرة، والقصة برمتها موثقة ومدونة ومكتوبة ففي كتابه "سيد قطب: سيرة التحولات" لوزير الثقافة السابق حلمي النمنم، يروى أن موقفا يرصد فيه سخرية سيد قطب من حسن البنّا، نقله على لسان الدمرداش العقالي، الذي كان نائباً لرئيس حزب العمل، وكان سيد قطب زوج خالته، وتقول الرواية كما نقلها النمنم: "إنّ أحمد سالم، ابن أخت سيّد قطب، كان من الإخوان وأنّ قطب كان كلّما زار القرية كان يلتقي ابن أخته ومعه عدد من إخوانه، أتباع حسن البنّا، وأن قطب كان يتعمّد انتقاد حسن البنّا أمامهم، وأنه سمعه ذات مرة يسأل أحمد سالم: ماذا فعل بك حسن البنّا مؤسس الإخوان وحسن الصبّاح مؤسس الحشاشين؟".
وصف سيد قطب للإخوان بالحشاشين، وتشبيه لحسن البنا بحسن الصباح ليست عبقرية منه، لأن التشابهات بينهم حقيقة ومعروفة، فالحشاشين والإخوان يؤمنون بالعنف ويكفرون الآخر ولديهم يقين بأن الغاية تبرر الوسيلة، ويطوعون الدين لمصالحة تنظيمهم، ويعملون في السر حتي تقوى شوكتهم ثم يظهرون في العلن حال امتلاكهم السلاح والقوة.
مسلسل الحشاشين إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، صدر لنا حقائق هامة، وسهل القضية بأكملها للمشاهدين وهو من أسمى أهداف المتحدة، ولذا وجب الشكر للشركة المتحدة.