كنت كتبت مقالا منذ ما يقرب من 6 سنوات، وتحديدا فى 19 أغسطس 2018 كشفت فيه أوجه التشابه بين جماعة الإخوان الإرهابية ونظرائهم الشيعية، وأحصيت 11 صفة مشتركة. وبمناسبة عرض مسلسل الحشاشين، وإبرازه لحقائق تاريخية أكدت أن أفكار وأهداف كل الجماعات والتنظيمات المتطرفة، واحد، مهما اختلفت المسميات والطوائف، فقد قررت أن أعيد التذكير بـ11 صفة مشتركة بين جماعة الإخوان الإرهابية وطائفة الحشاشين.
فى البداية لا بد من إدراك أن نظرية «ميكافيللى». الغاية تبرر الوسيلة، والتى دشنها فى كتابه «الأمير» قد بنى عليها جماعة الإخوان الإرهابية نهجهم، وأصبحت جوهر دستورهم، يطبقونها عمليا فى السر، وينكرونها علنيا، وتتيح للجماعة وضع غاية ومصلحة الجماعة فوق كل الغايات، وتبرر اللجوء إلى أى وسيلة عملية متاحة تحقق الغرض والهدف، دون اعتبارات دينية أو أخلاقية بما فى ذلك العنف والقتل والتخريب والتدمير والخيانة والتآمر!
وفلسفة ذكر هذا المبدأ عادة مقرونة بالرفض والإنكار، نظرا لما ارتبط به من معانى الدناءة والانحطاط والتشويه والقسوة والدموية، لذلك فإن معظم رجال الدين، يرفضون هذا المبدأ، وهاجموه بقسوة، وأنكروه بصفة مطلقة، ودأبوا على تبرئة السلوك الإسلامى منه، والتأكيد على أن الإسلام لا يقبل لتحقيق الغاية الشريفة إلا الوسيلة الشريفة، وأن الغاية السامية والجليلة لا تسوغ بحال من الأحوال، استعمال وسيلة غير مشروعة.
ورغم أن جماعة الإخوان، أطلت على الناس منذ تأسيسها، باعتبارها جماعة ربانية، والمالكة لكل الحقوق الحصرية للتحدث باسم الإسلام، إلا أنها تتخذ من نظرية رآها كل فقهاء الدين تتعارض وتتقاطع مع صحيح الدين، نهجا تمارسه على الأرض، وترفضه فى العلن!
هذا النهج لجماعة الإخوان يتشابه إلى حد التطابق مع نهج طائفة الحشاشين، وكل منهما يخرج على الناس باعتبارهما المالكين الحصريين للدين الإسلامى، والمنوطين من السماء بالتحدث عنه، وأن لكل منهما طريقة.
ورغم أن «الإخوان» و«الحشاشين» تتقاطعان فى المسمى والطائفة، فإنهما تتشابهان فى 10 صفة حاكمة، تمثل جوهر الاعتقاد، وطريقة الترويج لأفكارهما.
المؤسف أن السلفيين والمتعاطفين مع الجماعة لا يَرَوْن فى أفعال الإخوان غضاضة، فى حين يرفضونها، ويكفرونها عند الشيعة، وكأن الدين له مكيالان، مكيال نكيل به لأتباعنا وأصدقائنا، والآخر لأعدائنا، فى أبشع تجارة خاسرة.
الصفات المشتركة والنهج المتشابه بين الإخوان والحشاشين، والتى أمكن حصرها، وتدوينها ونشرها فى مواضع عدة، على النحو التالى:
الأولى: الحشاشين لديهم مرشد «إمام» تتم مبايعته على السمع والطاعة، نفس الأمر عند جماعة الإخوان.
الثانية: الحشاشين لديهم حلم حكم العالم، وليس بهدف نشر الدين، نفس المشروع عند الإخوان، إحياء فكرة الخلافة وحكم العالم فى إطار الأحلام التوسعية، وليس لخدمة أهداف الدين الإسلامى.
الثالثة: الحشاشين يتخذون من التقية والكذب، نهجا، واعتبار «الغاية تبرر الوسيلة لتحقيق أهدافهم» شعارا، وهو نفس السلوك عند الجماعة الإرهابية.
الرابعة: الحشاشين تمتلك ميليشيات مسلحة، سرية ومعلنة، والأمر ينسحب على الإخوان بميليشياتها الإجرامية الإرهابية المختلفة، وبدأت تأسيسها بما يعرف «التنظيم الخاص» والذى أسسته الجماعة 1940.
الخامسة: الحشاشين وباقى الطوائف الشيعية يتخذون من ولاية الفقيه، والإمامية الجعفرية الإثنا عشرية، مرجعا، أما الإخوان فيتخذون من الأصول العشرين لمؤسس الجماعة حسن البنا، مرجعا، وليس كتاب الله أو سنة رسوله.
السادسة: الحشاشين أضفت القدسية والكهنوتية على قادتهم «حسن الصباح» ونفس الأمر تفعله جماعة الإخوان مع «حسن البنا».
السابعة: فى الأغلب الأعم، الحشاشين وباقى الطوائف الشيعية لا يتزوجون إلا من شيعية، والعكس، فى سيناريو متطابق مع الإخوانى فإنه لا يتزوج إلا من إخوانية.
الثامنة: الحشاشين يعتبرون أنفسهم، مالكى الحقوق الحصرية للإسلام، ويكفرون كل من يخرج عن طاعتهم، والإخوان كذلك، يعتبرون من ينشق عنهم، مارق، وضد الإسلام ويجب تكفيره.
التاسعة: الحشاشين تتعاطف مع أى جماعة مهما كان نهجها واسمها وعقيدتها طالما تتفق مع أهدافها، ونفس الأمر تفعله جماعة الإخوان عندما تتشابك المصالح، والدليل أنها فى 2012 توددت لإسرائيل، التى كانت تصف قادتها وشعبها بأحفاد القردة والخنازير، كما ارتمت فى أحضان أمريكا، والتى كانت تصفها بالشيطان الأكبر، وفتحت أحضانها للشيعة فى إيران.
العاشرة: الحشاشين يناصبون العداء الفج لأهل السنة، ويضعونهم فى مرتبة «ألد الأعداء»، وجماعة الإخوان تناصب العداء، للسلفيين حاملى لواء الدفاع عن أهل السنة، وأعلنت الحرب ضد حزب النور وقياداته وأعضائه، واعتبروهم مارقين عن الإسلام، ويجب استتابتهم.
وللحديث بقية.