يقترب العدوان الإسرائيلى على غزة من إكمال شهره السابع، من دون أفق لوقف العدوان الذى طال بشكل تجاوز كل التوقعات، ووصل إلى مرحلة من الإبادة والتصفية لم يسبق أن جرت بهذا الشكل، مع حصار وتجويع وصفته جهات عديدة بأنه تصفية عرقية وفصل عنصرى يستدعى تدخلا دوليا عاجلا.
وتواصل قوات الاحتلال استهداف المدنيين وحصار المستشفيات فى غزة، وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلى 8 مجازر ضد العائلات الفلسطينية فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 84 شهيدا و106 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية، وارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 32.3 ألف شهيد و74.6 ألف إصابة منذ 7 أكتوبر الماضى.
وتواصل الدولة المصرية جهودها لوقف العدوان والتوصل إلى هدنة واتفاق لتبادل المحتجزين، وضمان تدفق المساعدات بشكل كاف إلى غزة، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال استقباله لسكرتير عام الأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» و«فيليب لازارينى» مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، و«إلينا بانوفا» المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر.
السكرتير العام للأمم المتحدة أعرب عن تقديره لدور مصر الإقليمى كركيزة محورية للاستقرار وجهودها لوقف إطلاق النار، وإبقاء منفذ رفح مفتوحا بشكل متواصل، وإيصال المساعدات لأهالى غزة، على الرغم من الصعوبات التى تواجهها تلك العملية.
واستعرض الرئيس السيسى الجهود المكثفة للوصول إلى وقف فورى لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات بالقدر الكافى لإغاثة المنكوبين بالقطاع، سواء بالطريق البرى بالتنسيق مع الأجهزة الأممية ذات الصلة، أو من خلال الإسقاط الجوى، لا سيما لمناطق شمال القطاع.
وثمن الرئيس فى هذا الصدد مواقف السكرتير العام من الأزمة الجارية، مؤكدا ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته فى ذلك الصدد، لافتا إلى خطورة قطع بعض الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيما يعد عقابا جماعيا للفلسطينيين الأبرياء.. اللقاء شهد تطابقا فى المواقف بشأن رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والتحذير من أى عملية عسكرية فى رفح الفلسطينية، وحتمية حل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق العدل والأمن والاستقرار بالمنطقة.
فى الوقت نفسه دعت المجموعة العربية فى مجلس الأمن إلى التصويت على مشروع قرار لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ودعت جميع أعضاء مجلس الأمن بالتصويت لصالح مشروع القرار الذى قدمه الأعضاء المنتخبون والمقرر التصويت عليه اليوم الاثنين، وأكدت التفاعل البناء مع مجلس الأمن نحو تحقيق مسؤولياته فى الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وتجاه الشعب الفلسطينى، فى مواجهة الاحتلال غير الشرعى والكارثة الإنسانية التى تسبب فيها العدوان العسكرى المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضى.
وشدد البيان على دعم الجهود الجارية للوصول إلى اتفاق، والدعم الكامل لتحرك مجلس الأمن ولمشروع القرار الذى رعاه أعضاء مجلس الأمن المنتخبون وحظى بدعم واسع داخل وخارج المجلس، والذى يطالب بوقف فورى لإطلاق النار خلال شهر رمضان يفضى إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
فى الوقت نفسه وجه ناشطون وحقوقيون رسائل إلكترونية للرئيس الأمريكى جو بايدن وأعضاء الكونجرس «الشيوخ والنواب»، طالبوه فيها بوقف تسليح نظام الفصل العنصرى الإسرائيلى وضرورة تماشى سياسات الولايات المتحدة مع حقوق الإنسان والقانون الدولى وتقرير المصير للشعب الفلسطينى، حيث إن سياسات الإدارات الأمريكية التى استمرت لعقود من الزمن فى استرضاء إسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية شجعت الاحتلال على الإفلات من العقاب وجعل السلام العادل والدائم أبعد من أى وقت مضى.
فى الوقت نفسه فإن الموقف الأمريكى ما زال مترددا وملتبسا، بين الدعوة لوقف إطلاق النار، واستمرار رفع الفيتو بمواجهة أى قرارات لوقف العدوان، ونقلت «وول ستريت جورنال» مخاوف أمريكية من حمام دماء فى رفح يزيد الغضب العالمى ضد إسرائيل وأمريكا. وأشارت «وول ستريت» إلى أنه على الرغم من تحذير واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من عواقب الهجوم البرى على مدينة رفح المكتظة باللاجئين، فإن إسرائيل تخطط للمضى قدما فى هجومها، وتقول إن أخذ رفح من حماس مهم جدا لاستراتيجيتها للفوز فى الحرب.
كل هذا يشير إلى احتمالات لوقوع كوارث، حال اقتحام الاحتلال لرفح، فى وقت ما زال الاحتلال يواجه مقاومة، ما يضاعف من غياب استراتيجية لدى الاحتلال غير استمرار عمليات الهدم والتدمير، من دون أفق آخر، ما يجعله رهانا أخيرا.
مقال أكرم القصاص فى عدد اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة