تعلم جيدا أن هناك من يعشق النوم في العسل، وتكبير الدماغ، واللعب على أوتار الأعذار، والهروب من المسئوليات العملية، والدخول في نوبات كسل والانتقال منها إلي موجات سٌبات عميق، ومنا من يذهب إلي مقر عمله ليبحث عن أشياء يتحايل بها علي الوقت للهروب من مسئولية العمل، وتمرير وقته بعيدا عن فلسفة عمله، معتبرا ذلك إنجاز الإنجازات وتنمية التنمية وقوة القوة، باحثا عما يشبع رغباته، مطيعا لأهوائه ومتناسيا تماما أو معتمدا أن ما يرتكبه في حق مؤسسته هو في الأصل ضد بلاده ووطنه وحضارته.
منا أيضا من يبحث عن فكرة تستيف الورق وتقفيل الموضوعات إزاء أي تكليفات عمليه بعيدا عن مضمون تكليف العمل، مطمئنا ذاته بأن "كله تمام" غير مدركا بأن أفعاله وأفعال من معه أخرت وتأخر الدولة سنوات، وتبعدها عن الحداثة، وتدفعها نحو التخلف لتعادي التقدم وتقضي على خطط التنمية والازدهار.
نحن أمام أزمة حقيقة، بل أزمات تتلخص في أن الشخصية المصرية انهال عليها التراب، واُدخل عليها ما ليس فيها، واختلطت بمصطلحات غريبة وتوغلت فيها ثقافة "الفهلوة" وانتشرت بأفكار "التأليب والتهليل " وابتعدت عن ثقافة إتقان العمل والابتكار والإبداع.
عيوبنا ندركها جيدا، ولا أخفيك سرا أن داء البلد ودواؤها أمام كل مصري، لكننا نضل الطريق لصالح تضيع الوقت بعيدا عن العمل والإنتاج، بعيدا عن كل شيء مفيد لنا قبل أن يكون لبلادنا، لنعاني وتعاني بلادنا من أزمات كل الأزمات.
أقولها بصراحة واختصار أن أداء عملك بمهارة واحترافيه بعيدا عن العبث الذي نعيشه كفيلا بنقلك ونقلي ونقل بلادنا من مكان إلي مكان أفضل كانت يوما فيه تصدر العلم والمعرفة وتصنع الحضارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة