تفسير القرآن.. ما قاله القرطبي فى "الذين هم عن صلاتهم ساهون"

الجمعة، 29 مارس 2024 08:00 ص
تفسير القرآن.. ما قاله القرطبي فى "الذين هم عن صلاتهم ساهون" تفسير القرآن
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نواصل، اليوم، الوقوف مع كلام الإمام القرطبى فى تفسيره المعروف بـ"الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآى الفرقان"، ونقرأ ما قاله فى تفسير سورة الماعون فى الآية الـ 5(الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ).

الذين هم عن صلاتهم ساهون فروى الضحاك عن ابن عباس قال هو المصلي الذي إن صلى لم يرج لها ثوابا ، وإن تركها لم يخش عليها عقابا.
وعنه أيضا: الذين يؤخرونها عن أوقاتها.
وكذا روى المغيرة عن إبراهيم، قال: ساهون بإضاعة الوقت .
وعن أبي العالية: لا يصلونها لمواقيتها، ولا يتمون ركوعها ولا سجودها .
قلت: ويدل على هذا قوله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة حسب ما تقدم بيانه في سورة (مريم) عليها السلام .
وروي عن إبراهيم أيضًا: أنه الذي إذا سجد قام برأسه هكذا ملتفتا .
وقال قطرب: هو ألا يقرأ ولا يذكر الله .
وفي قراءة عبد الله (الذين هم عن صلاتهم لاهون).
وقال سعد بن أبي وقاص: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ي قوله: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون قال: (الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، تهاونا بها) .
وعن ابن عباس أيضا: هم المنافقون يتركون الصلاة سرا ، يصلونها علانية وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى الآية .
ويدل على أنها في المنافقين قوله: الذين هم يراءون، وقال ابن وهب عن مالك .
قال ابن عباس: ولو قال في صلاتهم ساهون لكانت في المؤمنين وقال عطاء: الحمد لله الذي قال عن صلاتهم ولم يقل في صلاتهم .
قال الزمخشري: فإن قلت: أي فرق بين قوله: عن صلاتهم، وبين قولك: في صلاتهم؟ قلت: معنى عن أنهم ساهون عنها سهو ترك لها، وقلة التفات إليها، وذلك فعل المنافقين، أو الفسقة الشطار من المسلمين .
ومعنى في أن السهو يعتريهم فيها، بوسوسة شيطان، أو حديث نفس، وذلك لا يكاد يخلو منه مسلم .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع له السهو في صلاته، فضلا عن غيره؛ ومن ثم أثبت الفقهاء باب سجود السهو في كتبهم .
قال ابن العربي: لأن السلامة من السهو محال، وقد سها رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته والصحابة: وكل من لا يسهو في صلاته، فذلك رجل لا يتدبرها، ولا يعقل قراءتها، وإنما همه في أعدادها؛ وهذا رجل يأكل القشور، ويرمي اللب .
وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسهو في صلاته إلا لفكرته في أعظم منها؛ اللهم إلا أنه قد يسهو في صلاته من يقبل على وسواس الشيطان إذا قال له: اذكر كذا، اذكر كذا؛ لما لم يكن يذكر، حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة