تحاول أوروبا في الآونة الأخيرة التوصل لحلول لمكافحة تجارة المخدرات وارتفاع معدل الجريمة في القارة العجوز، وقالت إن مدن مثل مرسيليا في فرنسا وقادش في إسبانيا النقاط الرئيسية لتهريب المخدرات في القارة .
وأشارت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية في تقرير لها إلى أن تجار المخدرات يحققون مكاسب في أوروبا، وفي إسبانيا، يتزايد وجودهم في مناطق مثل كامبو دي جبل طارق، في مقاطعة قادش، حيث توفي اثنان من الحرس المدني قبل أسبوع نتيجة أعمال العنف التي نفذتها هذه الجماعات الإجرامية، وتتواجد شبكات تهريب المخدرات أيضًا في مناطق أخرى من القارة، مثل فرنسا. هناك هبطوا في بعض المدن. مرسيليا هي الأكثر تضررا من هذه المشكلة، حيث أنها أصبحت ملجأ لهذه المنظمات.
ووفقا للتقرير فإن الوضوع في أوروبا أصبح خطيرا وغير مسبوق، حيث شهدت القارة مشادات بين العصابات المتنافسة ، وقد وصل الوضع إلى حد أنه في العام الماضى توفى 49 شخصا نتيجة الاشتباكات بين الكارتلات المختلفة.
وأصيب أحد ضحايا عمليات إطلاق النار الدموية هذه بخمس رصاصات في صدره، مات على الفور من مثل هذا الهجوم. وهي سلوكيات إجرامية تحدث منذ عقود في بعض دول أمريكا اللاتينية، مثل المكسيك. ومع ذلك، يبدو أن العنف المتعلق بالمخدرات قد وصل الآن إلى أوروبا أيضًا.
يولد الاتجار بالمخدرات قدرًا كبيرًا من الدخل غير القانوني للمنظمات الإجرامية. إنهم يصدرون فاتورة تصل إلى ثلاثة مليارات يورو كل عام. إنه المال الذي يتحرك بحرية.
وتعتبر المافيا قادرة على فعل أي شيء للحصول على شيء أكثر. يقول نيكولا بيسون، المدعي العام في مدينة ليون: "تواجهني بانتظام حالات اختطاف وتعذيب لمجرد أن أحد المهربين الشباب سرق 20 يورو من تجار المخدرات لشراء شطيرة".
لماذا زاد تهريب المخدرات في أوروبا؟
ولم يعد يتم استيراد الكثير من المخدرات، بل يتم تصنيعها مباشرة في أوروبا. هذا ما يكشفه أحدث تقرير صادر عن مركز الرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان، إن الزيادة في إنتاج المخدرات في القارة تعني أن الجماعات الإجرامية تتوسع في مختلف البلدان لزيادة أسواقها.
أصبحت المخدرات متاحة لأى شخص حتى أن المختبرات الأوروبية أصبحت تصنع مخدرات اصطناعية جديدة مثل ما يعرف بـ "الكوكايين الوردى" وهو خليط بين الكيتامين والإكستاسى، والذى أدى تناوله إلى وفاة مراهق يبلغ 14 عاما، بعد أن قام بعض الأشخاص بوضعها في مشروب الطاقة الخاص به. وتحقق الشرطة في الحادثة بعد شكوى من أولياء الأمور.
هولندا
وقضت محكمة في أمستردام في 27 فبراير على المغربى رضوان التاجر، أحد زعماء الجريمة المنظمة المغربية في هولندا بالسجن المؤبد، وهو معتقل منذ 2019، لكن أتباعه واصلوا ترويع الشهود والمسؤولين، وكانت محاكمة رضوان التاجر جرت في أمستردام، وكان 16 من شركائه موجودين في قفص الاتهام معه. وهم جزء من عصابة مخدرات قام بتهريب أطنان من الكوكايين والمخدرات الأخرى من بيرو والمغرب إلى هولندا.
وقضت المحكمة بسجن التاجى وسعد.ر وماريو.ر مدى الحياة، ووزعت عقوبات سجنية تتراوح بين 29 سنة وشهرين وسنة و9 أشهر على 14 منتمين آخرين إلى المنظمة الإجرامية ذاتها.
وأفادت وسائل إعلام هولندية أن هذه الأحكام تأتي بعد محاكمة استمرت قرابة ست سنوات و142 يوما. وتتعلق القضية بـ6 جرائم قتل ارتكبت بين عامي 2015 و2017، وأربع محاولات قتل، وتخطيطات لمزيد من عمليات التصفية.
ويُعتقد أن مجموعة التاجى كانت تسيطر على ثلث إجمالي إمدادات المخدرات في أوروبا، وقد تتجاوز ثروته وقت القبض عليه مليار دولار.
إسبانيا
وفى إسبانيا كشفت المدعية العامية لمكافحة المخدرات عن توجيه طلب إلى وزارة الدفاع من أجل تعاون عناصر الجيش مع الحرس المدني في تعقب مهربي المخدرات.
كشفت المدعية العامة الاسبانية لمكافحة المخدرات "روزا انا موران"، أنها قدمت طلبا إلى وزارة الدفاع لمشاركة عناصر من الجيش في دوريات مع الحرس المدني في أعالي البحار لتعقب مهربي المخدرات.
ومن جهة أخرى أعلنت وزارة الداخلية أنها ستقوم بتجديد أسطول زوارق الحرس المدني لتعزيز قدرتها على تعقب المهربين، وسط اتهامات لوزير الداخلية بالتقصير ومحدودية العتاد اللوجستيكي للحرس المدني موجهة إليه من أطراف سياسية معارضة للحكومة.
يأتي هذا في وقت تعرف فيه اسبانيا جدلا حادا على إثر مقتل عنصرين من الحرس المدني على يد مهربين للمخدرات في ميناء "بارباتي" بإقليم "كاديس" جنوب البلاد.
يذكر أنه تم اعتقال 8 متهمين للتحقيق معهم على ذمة مقتل عنصري الحرس المدني، سبعة منهم إسبان فيما الثامن من أصول مغربية.
كما أن الشرطة الإسبانية تحقق فى وفاة طفل 14 عاما ، بعد تناوله "الكوكايين الوردي" في أحد مشروبات الطاقة، وتأخذ فى الاعتبار عدة فرضيات مثل أنها كانت أحد التحديات أو أن شخصا آخر قام بوضعه فى المشروب دون أن يشعر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة