أكرم القصاص

«المزايدون» مع الاحتلال والتهجير ويظنون أنهم يدعمون غزة!

السبت، 30 مارس 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكثر من زاوية يمكن النظر منها إلى الحرب على غزة بحثا عن تقييم سياسى أو عسكرى لهذه الحرب، وتحديد المنتصر والمهزوم، لكن المؤكد والظاهر للعيان هو حجم الدمار، والموت الذى يمارسه الاحتلال ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والذى يعلن كل يوم أنه يقترب من تحقيق النصر، بينما فصائل المقاومة تعلن انها تحقق انتصارات تكتيكية واستراتيجية، فى المقابل فإن حجم الدمار وأعداد الضحايا من المدنيين يفوق أى أرقام سابقة، وهو أمر يجب أن يتم الإبقاء عليه ضمن الجرائم التى لا يمكن أن تسقط بالتقادم لجيش الاحتلال.

والواقع أن هذه الحرب لا يمكن تحقيق مكاسب فيها من دون القدرة على فضح جرائم الاحتلال عالميا وإنسانيا، وقد أشرنا إلى أن الفصائل الفلسطينيين لديها الفرصة للاتحاد وتحقيق نتائج على الأرض فى حالة قدرتها على التوافق واستعادة وحدة الصف الفلسطينى والتوقف عن ممارسة الاتهامات البينية أو المزايدة على بعضهم البعض، وهو مرض قديم، وآفة تنتشر على مدار عقود بين التيارات والفصائل المختلفة وتظهر للعلن فى صورة مزايدات متنوعة ومتعددة، بجانب أن أحدا لا يمكنه التعرف على الجهة التى يمكن أن تمثل مرجعية لهذا الفصيل أو ذاك وهى أزمة تتعلق بالقدرة على توظيف أدوات السياسة بجانب أدوات العسكرية، ثم إن الفصائل المختلفة أو أغلبها لا تمتلك القدرة على ممارسة أى نوع من النقد بل وتمارس المزايدة على بعضها، فى المقابل فإن الاحتلال يستخدم كل الأدوات والطرق لتحقيق أهدافه بالاغتيالات أو العمليات النوعية، بل وأيضا يمارس الكذب والدعايات المضادة لإبعاد تهم الإبادة والقتل العمد للأطفال ومنع المساعدات، مع مزاعم وأكاذيب ومحاولات لتعليق أسباب منع المساعدات على شماعات أخرى، مثلما جرى أمام محكمة العدل الدولية، وزعم محامو الاحتلال أن مصر المتحكم فى دخول المساعدات وهو ما ردت عليه مصر بالوثائق والبينة والفيديوهات، وأيضا لم يخلُ الأمر من ادعاءات من قبل الاحتلال لتبرير التهجير والتصفية للقضية الفلسطينية.

وإذا كان الاحتلال يحاول الهروب من تهم الإبادة، فقد ردت عليه مصر بكل الطرق لتفنيد الأكاذيب لكن الواقع أن هناك قليلين من المنسوبين إلى مصر أو دول عربية يعملون بوعى أو من دون وعى لترديد أكاذيب الاحتلال الإسرائيلى، وبعضهم يفترض أنه سياسى أو حاصل على شهادة نضال مزمن هؤلاء يرددون بوعى أو من دون أكاذيب الاحتلال، وقد رأينا بعضا من هؤلاء التائهين المخدوعين يطالبون بفتح معبر مفتوح ويعرفون أنه مفتوح! ومن هنا فإن هناك تفسيرات أو احتمالات لتحول هؤلاء المدعين إلى أبواق، الأول أنهم ينضمون إلى منصات الأكاذيب التابعة للإخوان، ومنصاتهم التى اتضح بالبينة أنها تعمل - مثل «داعش» - مع الاحتلال وأجهزته، أو أن هؤلاء يريدون كسب أى صورة أو تعويم أنفسهم بعد غرقهم فى مستنقعات التفاهات والادعاءات.

لقد وصل الجهل ببعض هؤلاء المحسوبين زورا على السياسيين، أنهم يدعمون وجهات نظر الاحتلال فى تهجير الفلسطينيين، ويدعون إلى ما يسمونه فتح المعبر واستقبال النازحين فى سيناء، أو فى الأردن، أو حتى السماح لهم بالسفر إلى أوروبا عن طريق مصر، وهو رأى يشير إلى جهل وما يشبه الاستعمال من الاحتلال الإسرائيلى، لدرجة أن أحد هؤلاء كتب على صفحته يطلب استقبال النازحين لحين انتهاء الحرب، وهو يظن أنه يحسن رأيا أو صنعا بينما يتبنى وجهة نظر الاحتلال التى واجهتها مصر بكل قوة مثلما واجهت الكثير من التحديات وخاضت حروبا متعددة لمواجهة مخططات كادت تنجح لولا التصدى لها.

والواقع أن قدر مصر أن تخوض حروبا على أكثر من جبهة تسعى لوقف العدوان ومواجهة القصف والحصار على غزة، وتضمن استمرار دخول المساعدات وتفتح معبر رفح طوال 24 ساعة، وتواجه محاولات المنع والحصار من قبل الاحتلال، وتتمسك مصر برؤية شاملة لدعم الدولة الفلسطينيين، وتوحيد الفصائل ومواجهة الفرقة والمزايدات، والحفاظ على القضية من تصفية كادت تحدث، ومع كل هذه الحروب فإن مصر تخوض حربا مع هؤلاء الذين يتبنون وجهة نظر الاحتلال فى التصفية ويظنون أنهم يحسنون دعما للقضية الفلسطينية.


مقال أكرم القصاص فى عدد اليوم السابع

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة