** الابنة الشهيدة تنادى على أمها تحت الركام «ماما الحقينى أنا بختنق».. والأم تصرخ من آلام المخاض
لم تكن تعرف «دعاء يونس»، أن لحظة القصف الإسرائيلى لمنزل أسرتها سيكون هو موعد المخاض، حيث كانت خلال اللحظات الأخيرة لولادة ابنتها «زينب»، التى خرجت للحياة فى نفس اليوم الذى استشهد فيه والد وشقيقة الرضيعة واسمها «زينب» أيضًا، ليقرر ما تبقى من العائلة أن يطلق على الرضيعة اسم «زينب» على نفس اسم شقيقتها التى استشهدت فى نفس يوم ولادتها، قصة يمكن أن تشاهدها فى فيلما مرشحا للحصول على جائزة «أوسكار» كأفضل قصة فيلم، ولكن هو ليس سيناريو من تأليف كاتب هذه السطور، بل حقيقة عاشتها أسرة فى غزة.
نزوح أسرة "دعاء يونس" إلى رفح والاحتلال يقصف منزلهم
تجتمع الأسرة فى مخيم للاجئين، الزوج وزوجته وابنتيه ووالدته وأشقائه فى المنزل، ينتظرون مولودة جديدة من المفترض أن تأتى للحياة، ولكن تأتى فى وقت هو أصعب الفترات التى يعيشها قطاع غزة، التى تعانى من أبشع عدوان يشنه الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، الأسرة التى تركت منزلها فى حى النصيرات لتذهب إلى رفح، بحسب ما ادعى الاحتلال بأنه سيكون مكانا آمنا لهم، ولكن كانت مدافع وقصف الاحتلال تلاحقهم حتى فى مكان نزوحهم، مشهد تجمع الأسرة كان هو المشهد الأخير قبل أن يباغتهم قصف الاحتلال للمنزل الذى يعيشون فيه.
دعاء يونس وابنتها هديل
وفاة الزوج وعائلته وابنته ودعاء وابنتها هديل تحت الأنقاض
شاءت الأقدار أن يستشهد زوجها وابنتها وحماتها وأشقاء زوجها، ولكن تبقى هى وابنتها تحت الركام، وفى تلك اللحظة جاءها المخاض، لينجح الأهالى فى انتشالها ويخوضون أحد أصعب الرحلات فى حياتهم وهو الذهاب بالمصابة إلى المستشفى فى ظل حصار للاحتلال لكافة مستشفيات القطاع واستهداف محيط تلك المستشفيات، ولكن تنجح عملية وصولها وابنتها للمستشفى ليجرى لها ولادة قيصرية وتخرج ابنتها الرضيعة بسلام، فيما أصبحت العائلة مشتتة، فالزوج وابنته فى المقابر، والأم فى مستشفى النجار، والابنة هديل فى مستشفى الأندونيسى بعد إصابتها بحروق خلال القصف، والرضيعة فى المستشفى الإماراتى حيث يتوافر حضانات.
دعاء يونس باكية: راحت العائلة والسند وأتمنى أقوم كى كى أذهب لبناتى
بالكاد حاولنا أن نتحدث مع «دعاء يونس» المصابة، والتى تعيش فى حالة نفسية وجسدية صعبة للغاية بعد إجراء الولادة القيصرية لها، حيث تحدثت وهى باكية وتتذكر المشهد المؤلم حيث لحظة فراق الأسرة، قائلة فى تصريحات خاصة: «استهدفنا كليتنا، وراحت العائلة كلها، راح زوجى السند وبنتى البكر، وأنا موجودة هالحين فى المستشفى».
وتضيف دعاء يونس، في حديثها مع «اليوم السابع»، وهى يعتصرها الألم من فقدان الزوج والابنة: «كنت أنا وزوجى يد واحد، هو يساعدنى وانا اساعده ولكن الحين راح السند، وبناتى واحدة استشهدت والأخرى مصابة بحروق، والثالثة رضيعة ذهبت فى حضانة بالمستشفى، وكنت أتمنى أقوم كى أذهب لبناتى وأغير لهم وألبسهم البامبرز».
وتابعت: «أنا مكسورة فى المستشفى ولا استطيع التحرك وعاجزة أن أفعل لبناتى أى شيء»، هكذا تتحدث دعاء يونس عن حالتها النفسية السيئة بسبب عدم قدرتها على الحركة ورؤية بناتها، قائلة: «ينظرون لى نظرة شفقة، بدى اسافر لإجراء العملية وأرجع لبناتى، هؤلاء امانة تركها لى زوجى قبل استشهاده».
شقيقتها زهراء يونس تروى تفاصيل مأساة العائلة
القصة بالكامل تحكيها زهراء يونس، شقيقة «دعاء يونس»- التى لم نستطع التحدث معها لمدة طويلة بسبب إصابتها الشديدة - حيث تروى تفاصيل استهداف منزل أسرة شقيقتها، وتقول: «عانت شقيقتى دعاء معاناة شديدة خلال هذه الحرب، حيث نزحت مع عائلتها من النصيرات إلى رفح تحت إطلاق النار والمدفعية المتواصلة وقنابل الفسفور التى سقطت على بيتها فاضطروا للفرار نجاة بأرواحهم ونزحوا إلى رفح كونها المكان الآمن حسب زعم العدو».
وتكشف زهراء يونس، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، من غزة، تفاصيل استهداف أسرة دعاء يونس مضيفة: «القصف الصهيونى باغتهم واستشهد زوجها أحمد وابنتها زينب وأم زوجها وأخوة زوجها وأولادهم جميعا، ولم يتبق من العائلة سوى دعاء وطفلتها الصغيرة هديل ذات السنتين التى أصيبت بحروق شديدة فى أرجلها ويدها، بينما شقيقى دعاء فقد كانت حامل وقدر الله أن تصاب بعدة كسور بالحوض وحروق فى الساق وجاءها المخاض وهى تحت الركام».
180 امرأة تلد كل يوم فى غزة
في 6 فبراير الماضي، أكدت تقارير صادرة عن منظمة الأمم المتحدة بأن قطاع غزة يشهد أحد أعلى معدلات المواليد في المنطقة، حيث تلد نحو 180 امرأة في القطاع كل يوم في المتوسط، والكثيرات الآن لا يحصلن على مساعدة طبية تذكر، وفي بعض الأحيان تتم الولادة في ملاجئ قذرة ومكتظة أو دورات مياه عامة أو خيام باردة.
وتضيف منظمة الأمم المتحدة، أنه في بعض الأحيان يمكن أن تكون الولادة في الأوقات العادية تجربة مؤلمة، فإن حدوث المخاض في منطقة حرب يضاعف من الضيق والخطر المتعلقين بهذه التجربة، بينما ونادرا ما تحصل الأمهات الحوامل اللاتي يصلن إلى المستشفيات في غزة على مستوى الرعاية التي يحتجن إليها، حيث على الرغم من وجود 36 مستشفى بالقطاع، فإن 13 منها فقط مستمرة في العمل، ولكنها تعمل بشكل جزئي فقط.
وأكدت المنظمة الدولية، أن هذه المستشفيات تعانى من نقص الموظفين، وتكتظ بعدد كبير من جرحى الحرب. وتقول الأمم المتحدة: إن خدمات الأمومة تحتل مرتبة منخفضة في قائمة أولويات المستشفيات، وغالباً ما يتم رفض النساء أثناء المخاض، ويعد المستشفى الإماراتي للأمومة في مدينة رفح، على الحدود المصرية، المرفق الوحيد المخصص لصحة الأمهات الذي لا يزال يعمل في القطاع، وفقاً للأمم المتحدة.
دعاء تعانى آلام الإصابة والفقد بعد إجراء عملية ولادة قيصرية
وحول تفاصيل إنقاذ «دعاء يونس» وابنتها، تحكى شقيقتها: «شاء الله أن تنجح طواقم الإسعاف فى إنقاذ شقيقتى ونقلها للمستشفى وتم إجراء عملية ولادة قيصرية عاجلة لها لإنقاذ الجنين الذى وضع فى الحضانة لمدة شهر بسبب استنشاق الأم البارود أثناء القصف، والحمد لله أصبحت المولودة بخير وسمتها أمها زينب على اسم أختها التى استشهدت».
وبشأن الحالة الصحية لدعاء وابنتها الرضيعة بعد إجراء الولادة القيصرية لها، تقول شقيقتها «زهراء»: «دعاء الآن مازالت فى المستشفى، حيث تعانى آلام الإصابة والفقد والعجز عن رعاية ابنتيها وخاصة المولودة الجديدة، حيث قررت المستشفى عمل تحويلة لدعاء للعلاج بالخارج لعدم وجود إمكانية فى غزة لإجراء العملية وحتى الآن وتنتظر حتى يصلها الدور وتسافر للعلاج».
آلام عديدة واجهتها دعاء يونس، خلال إجراء عملية الولادة القيصرية، فى مستشفى يوسف النجار، خاصة أن عملية الولادة جاءت بعد لحظات من انتشالها من تحت ركام المنزل، وهو ما تحيه «زهراء يونس» قائلة: «تم وضع بنج موضعى لها وشعرت بآلام شديدة للغاية خاصة بعد إجراء عملية الولادة القيصرية فى ظل نقص الإمكانيات فى مستشفيات غزة بفعل حصار الاحتلال للمستشفيات».
الرضيعة زينب
90 % من الأطفال دون سن الثانية و95 % من النساء الحوامل والمرضعات يواجهون فقرا غذائيا حادا
وفي 19 فبراير، أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها بثته عبر موقعها الرسمي، أن الوضع خطير في غزة، حيث إن 1 من كل 6 أطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد، ومن بين هؤلاء، يعاني ما يقرب من 3 % من الهزال الشديد، وهو أكثر أشكال سوء التغذية تهديدًا للحياة، مما يعرض الأطفال الصغار لخطر المضاعفات الطبية والوفاة ما لم يتلقوا علاجًا عاجلاً.
وتضيف المنظمة، في تقريرها، أن فحوصات مماثلة أجريت في جنوب قطاع غزة، في رفح، حيث تتوافر المساعدات بشكل أكبر من شمال غزة، كشفت أن 5 % من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد، وهذا دليل واضح على أن الوصول إلى المساعدات الإنسانية أمر ضروري، ويمكن أن يساعد في منع أسوأ النتائج، كما أنه يعزز دعوات الوكالات لحماية رفح من التهديد بالعمليات العسكرية المكثفة.
وفي هذا الشأن قالت نائب المديرة التنفيذية لليونيسف في المجال الإنساني وعمليات الإمداد، تيد شيبان، إن قطاع غزة على وشك أن يشهد انفجاراً في حالات الوفاة للأطفال التي يمكن تجنبها، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم مستوى وفيات الأطفال لذي يصعب تحمله بالفعل في غزة، وهناك خطر كبير من استمرار ارتفاع معدلات سوء التغذية في جميع أنحاء قطاع غزة بسبب النقص المقلق في الغذاء والمياه وخدمات الصحة والتغذية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن 90 % من الأطفال دون سن الثانية و95 % من النساء الحوامل والمرضعات يواجهون فقرا غذائيا حادا مما يعني أنهم استهلكوا مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم السابق - والطعام الذي يمكنهم الحصول عليه هو ذو قيمة غذائية منخفضة للغاية، وكذلك 95 % من الأسر تحد من عدد الوجبات وحجمها، حيث تتناول 64 % من الأسر وجبة واحدة فقط في اليوم، حيث قال أكثر من 95 % من الأسر إنهم قاموا بتقليص كمية الطعام التي يتلقاها البالغون لضمان حصول الأطفال الصغار على طعام يأكلونه.
وفي هذا الشأن تقول فاليري جوارنييري، مساعدة المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي لتطوير البرامج والسياسات ، إن الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية الذي نشهده في غزة أمر خطير ويمكن الوقاية منه تماما، حيث يحتاج الأطفال والنساء، على وجه الخصوص، إلى الوصول المستمر إلى الأطعمة الصحية والمياه النظيفة وخدمات الصحة والتغذية، ولكي يحدث ذلك، نحتاج إلى تحسينات حاسمة في الأمن والوصول الانساني، ونقاط دخول إضافية لدخول المساعدات إلى غزة.
منظمة الصحة العالمية
وبسؤال «زهراء يونس»، حول الصعوبات التى واجهت العائلة لانتشال «دعاء يونس» وابنتها من تحت الركام ونقلهما للمستشفى تقول: «نعم، واجهنا صعوبات كبيرة، هذه مأساة أخرى لوحدها، حيث تم قصفهم فى ظل انقطاع كامل لشبكة الاتصال والانترنت وبقيت تحت الركام فترة طويلة وقد سمعت ابنتها زينب وهى تنادى عليها.. يا ماما الحقينى انا بأختنق، وطبعا لم تستطع إنقاذها واستشهدت قبل وصول طواقم الإسعاف».
كما تكشف «زهراء يونس» عن مأساه أخرى تعانى منها شقيقتها، متمثلة فى أن دعاء تعالج فى مستشفى يوسف النجار، وابنتها هديل فى المستشفى الأندونيسي، أما مولودتها الجديدة فى المستشفى الإماراتى وهو ما يزيد من آلامها بسبب بعدها عن ابنتيها وعجزها عن رعايتهما لأنها إصابتها متمثلة فى كسور فى الحوض لذلك هى فى مستشفى النجار، وهذا المشفى لا يوجد فيه لا قسم توليد ولا حضانة ولا أطفال ولا حروق، بينما ابنتها هديل إصابتها حروق من الدرجة الثالثة فى أرجلها ويدها، وتم إجراء عمليات ترقيع لها للحرق ويتم علاجها حاليا فى المستشفى الميدانى الاندونيسي، وابنتها الرضيعة فى مستشفى الإماراتى حيث الحضانات والرعاية للرضع، لذلك كتب على هذه الأسرة الشتات، والأم تعانى معاناة شديدة.
وحول من يرعى بنات «دعاء يونس»، الصغار بعد استشهاد الزوج ووالدته وأشقائه تقول: «جميع عائلة دعاء استشهدوا، حيث زوجها وأم زوجها وأخوة زوجها، لذلك تقوم أم دعاء وهى سيدة مسنة وأخوات دعاء أيضا برعايتها ورعاية ابنتيها فى المستشفيات الثلاثة، أما توفير الحليب فى غاية الصعوبة وإن وجد فهو غالى الثمن، كذلك توفير البامبرز أصعب بكثيرة، وإضافة إلى المولودة الجديدة تحتاج دعاء وابنتها هديل إلى بامبرز بسبب الإصابة».
الطفلة الشهيدة زينب
سوء الخدمات فى مستشفى يوسف النجار بسبب نقص الإمكانيات وازدحام المكان بالنازحين
وبشأن وضع مستشفى يوسف النجار حيث تتواجد دعاء يونس، وأوضاع المستشفى فى ظل استهداف الاحتلال للمستشفيات فى القطاع، تضيف: «المستشفى وضعه صعب للغاية، حيث لا يصلح لعلاج المرضى والجرحى، والمكان مكتظ بالنازحين إضافة إلى المرضى والمصابين، لا يوجد علاجات أو مسكنات للألم، ولا يوجد عناية كافية من قبل الأطباء والممرضين بسبب الأعداد الهائلة فى المسشفى».
وتتابع «زهراء يونس»: «نعانى من ازدحام المكان حيث الغرفة التى تقيم فيها دعاء مساحتها 3 أمتار فى 3 أمتار، وتقريبا وفيها 3 مرضى مع مرافقيهم، تعانى دعاء من تقرحات لعدم توفر فرشة طبية هوائية وكذلك تعانى من التهابات فى حروقها، كما أن المستشفى يفتقر لمقومات النظافة والتعقيم بسبب كثرة النازحين وانتشار الأمراض المختلفة».
60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر نتيجة عدم توفر الرعاية الصحية لهن
المكتب الإعلامى الحكومي في غزة أصدر بيانا في 17 فبراير، أكد فيه أن هناك نحو 350 ألف مريض يتعرضون مزمن للخطر جراء عدم إدخال الأدوية للقطاع، و60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر نتيجة عدم توفر الرعاية الصحية لهن، خاصة مع نزوح نحو 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وإصابة 700 ألف فلسطيني بالأمراض المعدية نتيجة النزوح، ورصد 8 آلاف حالة التهاب الكبد الوبائي.
رصد حالات وفاة بين الأطفال الرضع نتيجة الجفاف وسوء التغذية
في تصريح للدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، في 24 فبراير، يؤكد فيه أن المرضى المزمنون والأطفال والنساء الحوامل يتعرضون لنقص في الغذاء يصل حد المجاعة، قبل أن يتبعها في 27 فبراير بتصريح أخر يؤكد فيه أنه تم رصد حالات وفاة بين الأطفال الرضع نتيجة الجفاف وسوء التغذية، بعد وفاة رضيعين نتيجة الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان، مؤكدا أن الجفاف وسوء التغذية سيحصد آلاف الأطفال والسيدات الحوامل في قطاع غزة.
ودعا المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، حينها المؤسسات الدولية إلى إجراء مسح طبي شامل في أماكن الإيواء لرصد وعلاج المصابين بالجفاف وسوء التغذية ومنع الكارثة الإنسانية، لافتا إلى أن المؤسسات الأممية عليها مسؤوليات أخلاقية ووظيفية لحماية الأطفال والنساء وتوفير كل أسباب النجاة من المجاعة التي تضرب قطاع غزة، ومطالبا المجتمع الدولي بوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة من خلال الاستهداف والتجويع والأوبئة.
مدير مستشفى يوسف النجار: نضطر لعمل تخدير نصفى لبعض الولادات ونعانى نقص شديد بالأدوية وأدوات التخدير
تواصلنا مع الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى يوسف النجار فى قطاع غزة، حيث تعالج فيها «دعاء يونس»، والذى كشف عن الأوضاع الصحية المتدهورة فى المستشفى، حيث يؤكد أن الولادة فى المستشفى أصبحت ولادة طبيعية تمشى بدون تخدير إلا بعد قليل من الولادات المبكرة والسيدات اللاتى يلدن لأول مرة نضطر لإعطاء بعض المسكنات أو تخدير نصفى وهذا متواجد ولا ضير فيه.
الدكتور مروان الهمص
ويضيف مدير مستشفى يوسف النجار فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن هناك نقص فى أدوية التخدير، والمشاهد المحزنة داخل مستشفياتنا وأغلب مستشفيات قطاع غزة، وقسم الاستقبال أصبح قسم مبيت ولا يمكن استقبال أى حالة داخل القسم إلا على الأرض، حيث نضطر فى بعض الأوقات أن نغطى بأجسادنا الحالات التى تحتاج لتخطيط قلب أو رسم قلب، حتى نستطيع خدمتها.
ويتابع الدكتور مروان الهمص: «فى كل الأوقات نضطر للتعامل مع حالات جلطات قلبية وإصابات خطيرة وإصابات بتر وإصابات فى الرأس كلها على الأرض لأن السرير الذى نحتاجه فى قسم الاستقبال قد ينام عليه بعض من يحتاج لأوكسجين وقد لا يجد متسع داخل المستشفى لمبيت فهو يضطر إلى البيات داخل الاستقبال ونحن نضطر للتعامل مع كل الإصابات داخل الاستقبال على الأرض».
ويقول مدير مستشفى يوسف النجار: «لا يوجد لدينا حضانات لذلك بعد إجراء عمليات الولادة القيصرية نقوم بنقل الرضع لمستشفى أخر، والرضع بعد إجراء عملية الولادة ننقلهم فورا إلى مستشفى الإماراتى حيث يتوافر حضانات فيها للرضع».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة