أطفال غزة.. رحلة "مبتورة الأطراف" مع الحياة.. والسبب احتلال يغتال البراءة ومجتمع دولى مزدوج المعايير.. "يونيسيف": 1000 طفل فقدوا أطرافهم منذ بداية العدوان.. صغار يحلمون بـ"طرف صناعى".. ومأساة عهد بسيسو الأشهر

الأربعاء، 06 مارس 2024 12:32 م
أطفال غزة.. رحلة "مبتورة الأطراف" مع الحياة.. والسبب احتلال يغتال البراءة ومجتمع دولى مزدوج المعايير.. "يونيسيف": 1000 طفل فقدوا أطرافهم منذ بداية العدوان.. صغار يحلمون بـ"طرف صناعى".. ومأساة عهد بسيسو الأشهر الفلسطينية عهد بسيسو
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الرحمة لم تمر من هنا، فوسط الركام وغبار العدوان الإسرائيلي، لا تجد أثراً لغزاة يحترمون قوانين الحرب، ولا دليل واحد علي وجود للمجتمع الدولى، أو شاهد علي حياد الغرب ونزاهته.. والنتيجة أطفال على موعد مع رحلة قاسية في الحياة، بأطراف مبتورة.

 

 

 

في القطاع ، وبعد أكثر من 150 يوما من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، باتت مشاهد الصغار فاقدي الأطراف مشهداً معتاداً ، وكشف مدير الإعلام في منظمة "يونيسيف" لتليفزيون "اليوم السابع" عن معاناة أطفال غزة الذين فقدوا أطرافهم وقد بلغ عدد 1000 طفل فلسطيني في غزة.

"فقدنا أطرافنا بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ونتمنى مساعدتنا في الحصول على حقوقنا بتلقي العلاج والرعاية الطبية لتركيب أطراف صناعية" رسائل ومناشدات من أطفال غزة الذين يعانون بشكل كبير من ويلات الحروب ونزوح لعدة مرات وفقدانهم عائلاتهم في القصف العشوائي العنيف على غزة.

لجأت الأطقم الطبية في قطاع غزة إلى بتر أطراف لعدد من الأطفال الذين يتم استهدافهم في الغارات الإسرائيلية، وذلك لإنقاذ حياتهم ولعل قصة الطبيب الفلسطيني هاني بسيسو التي بتر ساق ابنة أخيه عهد بسكين مطبخ في أحد المنازل شمال غزة بدون بنج، أحد أصعب الحوادث التي وقعت خلال الأشهر الماضية.

تتحدث الفتاة الفلسطينية عهد بسيسو لـ"تليفزيون اليوم السابع" عن اللحظات الصعبة التي عاشتها خلال الأسابيع الماضية بعد نقلها على القاهرة لتلقي العلاج، موضحة أنه "بتاريخ 19 ديسمبر 2023 صعدت إلى الطابق السادس فى منزلنا بشمال قطاع غزة للحصول على إشارة للهاتف المحمول تمكننى من التواصل مع أبى المقيم فى بلجيكا منذ 6 سنوات.. جلست على الكرسى واضعة قدمى اليمنى على اليسرى وانتظرت التقاط إشارة من شبكة المحمول.. إلا أن دبابة إسرائيلية أطلقت قذيفة استهدفتنى وأسقطتنى أرضا".

وشرحت الفتاة الفلسطينية  عهد بسيسو  صاحبة مقطع بتر ساقها على طاولة مطبخ بواسطة عمها طبيب العظام تفاصيل عملية البتر التى أحدثت تفاعل واسع فى الشارع العربى والدولى، مؤكدة عدم توافر أدوات طبية دفعت عمها الدكتور هاني لبتر ساقها على طاولة المطبخ وتنظيف الجرح من الشظايا والرمال بـ"ليفة صحون".

تضيف الفتاة الفلسطينية التى تبلغ من العمر 18 عاما وتتلقى العلاج فى مستشفيات القاهرة: تحدثت إلى عمى الدكتور هانى بسيسو وقولت له لا تقطع قدمى رغم علمى أنه الحل الوحيد لإنقاذ حياتى هو بتر القدم.. حملنى ابن عمى ونقلنى إلى الطابق الرابع وشعرت بأنى فقدت قدمى بشكل كامل".

تعد حالة عهد بسيسو واحدة من عشرات القصص الإنسانية التى ترصد معاناة أطفال وشباب غزة فى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر.

تقول عهد بسيسو: أحلامي كانت بسيطة مثل أي فتاة بعد إنتهاءها  دراسة الثانوية العامة بالتفكير في دراستها الجامعية وحياتها المهنية والسيارة التي تحلم بشرائها وتتنزه مع أصدقائها، مؤكدة أن "نصف شباب غزة فقدوا أطرافهم وأصبحت واحدة منهم."

في مستشفى شهداء الأقصى بغزة، طالب الطفل الفلسطيني يوسف الحطاب الذي يبلغ من العمر 13 عاما بضرورة تركيب طرف صناعي له بعد فقدانه لساقه اليسرى خلال قصف إسرائيلي لمنزلهم خلال الأسابيع الماضية.

وأكد الطفل الفلسطيني الذي فقد ساقه اليسرى ويتلقى العلاج في مستشفى شهداء الأقصى لتليفزيون اليوم السابع ضرورة الحصول على حقه للعلاج في الخارج، لتركيب طرف صناعي للعودة لممارسة كرة القدم وقيادة الدراجة.

فيما تتحدث الطفلة الفلسطيني جنى يوسف عن تفاصيل إصابتها في قدميها وبتر يدها اليسرى في قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لمنزلهم، مؤكدة أنها لا تستطيع السير على قدميها بعد تعرضها للإصابة، وتتلقى الطفلة الفلسطينية العلاج في مستشفى شهداء الأقصى في غزة والتي تعاني من نقص في الأدوية الطبية اللازمة لعلاج المصابين.

وطالبت الفتاة الفلسطينية التي تتلقي العلاج بمستشفى الأقصى في غزة خلال حديث لتليفزيون اليوم السابع بضرورة الحصول على حقوقها كطفلة في تلقي العلاج بالخارج، مضيفة: أتمنى أن أكون مثل أطفال العالم وأعود للعب والتعلم وهذه أبسط حقوقي ..ساعدونى في تركيب طرف صناعي ليدى اليسرى.

من جانبها، تحدثت الطفلة الفلسطينية قمر فاروق المصابة ببتر في ساقها اليمنى، عن رغبتها في تركيب طرف صناعي بعد بتر ساقها اليمنى في قصف للطيران الإسرائيلي، مضيفة "تاريخ الـ 4 ديسمبر من كل عام يفترض أن يكون أجمل يوم في حياتي لأنه يوم ميلادي، لكن منزلنا قصف وفقدت قدمي  ... بعد القصف قولت لأمي أصبت بشظية في قدمي .. أصبت بشظية في قدمي .. أصيبت أختي وأمي .. وأخي الصغير تحت الأنقاض والدمار."

وأعرب الطفلة الفلسطينية في حديث لتليفزيون اليوم السابع عن أملها في العودة لممارسة حياتها الطبيعية باللعب مع أصدقائها وشقيقتها، وتابعت بالقول: لا بد أن أسافر لتركيب طرف صناعي

فيما أكد الدكتور محمد شاهين الطبيب الفلسطيني في مستشفى شهداء الأقصى بغزة، أن الأطفال بحاجة لإعادة تأهيل ما بعد البتر وترميم الجرح والطرف وتركيب طرف صناعي، مشيرا إلى أن العلاج أبسط حقوق الطفل والمصاب ويجب تأهيلهم ما بعد البتر كي يستطيع تركيب صناعي، ودمجه في المجتمع وإعادته لحياة الطبيعية وحقوقه وأبسط الأشياء التي يستطيع فعلها.

أوضح الدكتور محمد شاهين في حديث لتليفزيون اليوم السابع أن ما يقارب 50 % من الإصابات أطفال ومعظمها بليغة ومنها بتر الأطراف العلوية والسفلية، مشيرا إلى استشهاد طفل يبلغ من العمر تسعة أشهر قد وصل لمستشفى شهداء الأقصى وهو مصاب بتر طرفيه العلويين والقدم اليسرى، مؤكدا أنه تم ادخال الطفل مباشرة لغرفة العمليات للسيطرة على النزيف، ورغم المحاولات الحثيثة من الكادر الطبي إلا أن الطفل استشهد.

بدوره، أكد عمار عمار المدير الإقليمي للإعلام في اليونيسيف  أن 1000 طفل فلسطيني في غزة بترت أطرافهم، مشيرا إلى أن المنظمة التقت بالعديد من هؤلاء الأطفال الذين عاشوا أوضاعا مروعة فيما يتعلق بالقصف الذي طاله، وفقدانهم عائلاتهم وكذلك طرف من أطرافهم وتعرضهم للنزوح عدة مرات للوصول إلى أماكن أكثر آمنا.

وأكد "عمار عمار" في حديث لتليفزيون "اليوم السابع" أن هؤلاء الأطفال يعيشون الآن في ظروف مأساوية وغير إنسانية لعدم توافر الخدمات الأساسية فيما يتعلق بخدمات الدعم النفسي، مشيرا إلى حاجة هؤلاء الأطفال لخدمات التأهيل الحركي والجسدي المطلوبة لمساعدتهم على التأقلم مع حالتهم الجديدة.

وتنص المادة 24 من اتفاق حقوق الطفل على أن "تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه وبحقه في مرافق علاج الأمراض وإعادة التأهيل الصحي . وتبذل الدول الأطراف قصارى جهدها لتضمن ألا يحرم أي طفل من حقه في الحصول على خدمات الرعاية الصحية هذه."







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة