مروة محمود إلياس

الباشا "أستاذ" ..كريم عبد العزيز الذى سيطر على "حسن الصباح"

الجمعة، 08 مارس 2024 04:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الفن صنعة، والفنان الحقيقى المتمكن "الأسطى"، هو الذى يعى معنى الصعود التدريجى، معنى النضج على نار هادئة، أهمية الوقت والتجارب والمحطات وصولا لمرسى الخبرة والتمكن، تلك الأدوات إذا ما أمسك بها الفنان، تمكن وأنجز وتفرد وأمتع !

منذ أن أطل علينا بوجهه البرئ في أولى خطواته الفنية من نافذة العمالقة في فيلم  "المشبوه" بجانب عادل إمام وسعاد حسنى،  وهو ملفت للإنتباه، لا تمر مشاهده إلا وأنت تردد مجبرا بينك وبين نفسك " الولد ده له مستقبل"، كريم عبد العزيز، بوجهة المصرى، عيونه المعبرة، وهيئته الشامخة، يطل بها علينا منذ أيام قلائل في برمو مسلسل "الحشاشين"، هذا العمل الدرامى التاريخى الذى يجب أن يطلق عليه مسمى "التحدى"، والذى أتوقع له أن ينافس الأعمال الدرامية العالمية، حيث جودة الصورة، إبداع الكادرات، الاختيار المتقن للأبطال، الموسيقى الحماسية الخلابة،  وأخيرا والأهم، مناقشة تلك القضية الشائكة، التي تصف لك جرائم تغييب العقول الشابة، والسيطرة عليها بـ"حرفنة" ودهاء، وتلغى منطقها، متمثلا في دور "حسن الصباح" الذى يتحكم في عقول الشباب حوله، فيقودهم بدهاء إلى أهدافه، وهم مسلوبىن الإرادة.

كريم عبد العزيز من برومو الحشاشين

تلك الشخصية شديدة التعقيد التي يقوم بتجسيدها الفنان "كريم عبد العزيز" ، شخصية مؤسس طائفة "الحشاشين" حسن الصباح"، تعد تحدى كبير، ونضج عال، ففي لقطات بسيطة في البرومو التشويقى للمسلسل، يظهر كريم شامخا، بعباءته البيضاء، عينه المتحجرة، نظراته الحادة، حركات جسده البطيئة الهادئة المتمكنة، مؤكدا على أن الشخصية "لبسته"، معلنا لنا أنه تمكن من السيطرة على "حسن الصباح" هذه المرة، ولن يفلت منه إلا بعد أن يقدم لنا حالة درامية تاريخية مختلفة سوف ترتكز في أذهاننا لسنوات.

مسلسل الحشاشين الذى تدخل به الشركة المتحدة تحديا غير مسبوق في المجال الدرامى الهادف، الذى يقدم حقبة تاريخية هامة وفريدة، من خلال شخصية "مسيطرة" استطاعت حشد العقول وتغييبها بطرق غريبة وغير مألوفة، لتتحكم في عقول شابة لم تنضج بعد، غيبتها واستخدمتها في أغراضها الدموية، هذا العمل أنتظره بشدة، أقدره منذ أول مشهد في البرمو التشويقى الذى يشعرك بالفخر والهيبة الدرامية، مسلسل "الحشاشين" حالة، بعده سوف تصبح الدراما المصرية التاريخية في مكان آخر.

 

فهو ممثل له "ستايل"، صاحب طراز مختلف، وصل منذ فترة لمرحلة النضج بأعمال "الفيل الأزرق، وعندما تأكدنا من وصوله لقمة النضج، فاجئنا الآن بأداء مختلف، وشخصية فريدة معقدة شديدة التشابك، ليؤكد لنا أن النضج الفني لا سقف له، معلنا أنه تمكن وأتقن وأن الباشا "أستاذ" مش "تلميذ".

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة