يحمل وجداننا المصري حبًا وتقديرًا واحترامًا لمؤسسة أخذت على عاتقها مسئولية الحفاظ على مقدرات الوطن، وصارت على درب الإخلاص والولاء والانتماء ما بقيت السماوات والأرض؛ فاستطاعت أن تحقق الأمن والاستقرار في ربوع المحروسة، وتمكنت من صد كيد المعتدي على مر الزمان؛ لتصبح سيفًا ودرعًا لمصرنا الحبيبة، ومن ورائها شعب وقيادتها تعضدها وتعلي من قدرها ومقدارها، وتخصها بالرعاية.
إن سجل المؤسسة العسكرية المصرية يزخر بالبطولات لرجال شرفاء قدموا أرواحهم الطاهرة ودماءهم الذكية لتبقى بلادنا عزيزة ويعيش أهلها كرامًا على أرضها؛ فالعزة والحرية تتطلب بسالة وتضحية، وهذا ما قدمته المؤسسة الوطنية التي تحمل راية الشرف والمجد والفخر جيل تلو جيل؛ لتبقى مصر وطنًا غاليًا حرًا أبيًا آمنًا مستقرًا.
وهذا يوم الشهيد 9 مارس من كل عام تحرص القيادة المصرية الرشيدة على الاحتفاء به، تعبيرًا عن الامتنان والتقدير لشهداء مصر الأبرار؛ فتقام المراسم وأوجه التقدير لأسرهم تأكيدًا على أن الدولة تقدر العطاء والتضحية ولا تنسى أبدًا أبناءها شهداء الكرامة الذين حافظوا عليها وعلى شعبها من كافة صور العدوان والإرهاب.
إن سر ترابط وتلاحم النسيج المصري واصطفاف الشعب خلف قيادتها ومؤسساته الوطنية يكمن في وجود مؤسسة عسكرية مخلصة لتراب هذا الوطن؛ فالمبدأ الذي تتربى عليه أجيال العسكرية ينسدل من قيم المجتمع النبيلة وهو الأمانة والشرف والتضحية بالنفس في سبيل رفع راية البلاد، وبدون شك يدرك القاصي والداني ممن يبيتون النوايا غير السوية للدولة المصرية أن جيشها وطني يستحيل أن ينال منه مغرض مهما بلغت قدرته، ومكانته، وإمكانياته، ومخططاته.
كما يدرك المغرضون أن مصر دولة فتية تزخر بمن يسارعون كي يقدموا أرواحهم فداء للوطن؛ فالتاريخ أثبت أن ما يقدمه شهداء الوطن والواجب ليس بجديد؛ إذ للمقاتل المصري مع التضحية باع وتاريخ طويل؛ فالشهادة في نفسه لها قدر كبير مرتبطة بالعقيدة التي تربى عليها في مصنع الرجال ويعيش من أجلها.
وفي يوم الشهيد نفخر بمكونات الجيش المصري العظيم التي تسهم على الدوام في الحفاظ على استقرار الدولة المصرية في الداخل والخارج؛ حيث العمل المخطط والمتواصل على مدار الساعة في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب المتلون بصوره المقيتة، وهذا ما نشهده على الساحتين الدولية والإقليمية، وبذلك يحقق جيشنا الباسل المعادلة الصعبة، من تجفيف لمنابع خطرة، قد تنال من الدولة المصرية ومصالحها في الداخل والخارج بواسطة عملاء لا دين لهم ولا وطن.
ونود الإشادة بالجهود المتواصلة والفعالة لتحقيق الأمن والأمان والتي تبذلها وتقدمها المؤسسة العسكرية، وفي المقابل فإن ثمرتها نجنيها نحن المصريين، ويبدو ذلك في جهود التعزيز والاستعداد والتدريب المستمر؛ ليصل بها المقاتل المصري (مشروع الشهيد) لمستوى يرقى لتأمين وحماية الأمن القومي المصري من جميع المخاطر والتحديات التي تحدق بالدولة.
لقد بات الوقوف والاصطفاف خلف المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية الوطنية فرض عين؛ لذا ينبغي التكاتف محليًّا ودوليًّا لدحر كل التحديات والتهديدات وصور الإرهاب، مع ضرورة العمل الجاد على القضاء على الفكر الإرهابي وداعميه وغلِّ يد مموليه ومحاسبتهم على دعمهم للإرهاب، كما ينبغي الإشادة بتضحيات رجال الجيش والشرطة الأبطال العظماء، مع التأكيد على أن يد الخسة والغدر لن تنال من عزيمة أبطال قواتنا المسلحة الشرفاء.
وفي خلدنا نحن جموع الشعب المصري نقدر ونثمن ما تبذله قواتنا المسلحة المصرية والقيادة السياسية في بناء الدولة وتضحياتها المستمرة بدمائها من أجل الوطن، وبما يسهم في البناء والتنمية المصرية الخالصة، وهذا يمثل النبل والشهامة في العطاء والشجاعة في المواجهة والتضحية في سبيل تراب الوطن العظيم بكل مكوناته، حمى الله مصر وأهلها، وجيشها المقدام ورحم الله شهداء الوطن وألحقنا بهم في الصالحين في جنات الفردوس الأعلى إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.