يحق لنا أن نفتخر هذا العام بما أنتجته الدراما المصرية وأخص بالذكر مسلسلين هما: مسلسل الحشاشين ومسلسل جودر، فكلاهما مدعاة للفخر بما يقدماه من مضمون وشكل، فكلاهما بنفس الجودة والإبهار، فعندما كنت أشاهد الأعمال التاريخية في السينما أو الدراما الغربية كنت أشعر بالغيرة، وأتساءل دائمًا: لماذا لا نقدم أعمالاً تحترم عقل ووجدان المشاهدين؟، وهل تنقصنا الإمكانيات البشرية أم التقنيات أم العقلية الإنتاجية المغامرة؟.. هذا الموسم وصلت الإجابات على كل أسئلتى من خلال هذين العملين الكبيرين.
هذا العام أدركت أن لدينا إمكانات تستطيع أن تصنع دراما على نفس المستوى العالمي بل تتخطاها، فنحن في هذين المسلسلين: "الحشاشين" و"جودر" أمام إنتاج عالمي ضخم، فكل العناصر في هذين العملين متكاملة، ديكورات مبهرة وأزياء مناسبة وإضاءة موحية ومكملة للصورة وتقنيات على أعلى مستوى، وممثلين متقنين لأدوارهم ويقدمون أفضل ما لديهم.
علينا أن نفتخر لأن الإنتاج المصري أصبح عالميًا وأصبح مبهرًا وأصبح حديث العالم، فكلما أفتح نافذة في برنامج عربي أو أوروبي أجد حديثًا عن هذين المسلسلين، وكل يوم تقريبًا منذ بداية الشهر الكريم أتلقى طلبات لمداخلات للحديث عن مسلسل الحشاشين وعن مسلسل جودر من إذاعات وتليفزيونات في تونس والجزائر والمغرب ومن قنوات في تركيا وروسيا والأردن وغيرها من الدول، فوصول صدي هذين المسلسلين لهذه البلدان مؤكد هو النجاح وهي العالمية في الإنتاج، وهي الريادة المصرية في الدراما تلك الصناعة التي لابد أن تكون من مصادر الدخل لمصر مثلما كانت في الماضي.
مسلسل جودر، أدخلني في حالة من النوستالجيا لحكايات ألف ليلة وليلة التي كانت وجبة أساسية في دراما رمضان، ولكننا هنا نشاهد ألف ليلة وليلة بمنظور ورؤية حديثة في الشكل والمضمون وفي التقنيات الحديثة جدًا وآخر ما وصل إليه الجرافيك وأحدث الكاميرات في التصوير والإبداع في الملابس والإتقان في الأداء من الممثلين وكل العناصر في هذا العمل مبهرة وتأخذنا في عالم الخيال، وهي بالمناسبة مهمة جدًا لأن الخيال هو مصدر الإلهام دائمًا لأي مبدع وكل الاختراعات والإبداعات بدأت بخيال.
مسلسل "الحشاشين" عمل يحاكي الأعمال الملحمية الهوليودية، عمل يحمل الكثير من الرسائل المهمة ونري التاريخ من خلاله بمنظور كاتب مخضرم مزج الحقائق والوقائع التاريخية بالخيال أيضًا، فلا يخلو عمل فني من خيال مؤلف ومخرج يحمل فكر يريد إيصاله لنا، و"ما أشبه الليلة بالبارحة"، كما يقول المثل العربي، فهذا المسلسل يؤكد علي جريان الأمور على وتيرة واحدة عبر الأزمنة التاريخية وأن التاريخ يعيد نفسه والأحداث تعيد نفسها ولكن بشخصيات مختلفة تظهر في كل عصر.
أخيرًا وليس آخرًا.. علينا أن نستكمل هذه الخطوات من الوعي في صناعة الدراما العالمية بهذه الإنتاجات الضخمة، والتي ستعود علينا بمكاسب كثيرة ومتنوعة منها مكاسب مادية وأخرى معنوية فمصر هي الرائدة وستظل الرائدة بفضل مبدعيها في كل المجالات، وأرشح هذين وهي الخطوة التي لابد أن نسعي لها بهذين العملين لدخول المسابقات العالمية والجوائز الدولية في الدراما ومنها جائزة ( Emmy Award) وهي جائزة أمريكية تمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، وهي المقابل لجائزة الأوسكار، فالحشاشين وجودر يستحقان التسابق في مثل هذه الجوائز، وعلينا أن نفتخر بما قدمناه، وأن نفتخر أن لدينا شركة إنتاج مثل: Synergy Art Production (تامر مرسي)، وشركتي Media hub سعدى – جوهر و Arouma تامر مرتضى.
وعليكم متابعة كل المسلسلات عبر بوابة دراما رمضان