"ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه"، هذا المعنى الرائع، والقاعدة الرصينة، للآسف تغيب عن البعض، خاصة في شهر رمضان الكريم، مع ظهور السوشيال ميديا بشكل كبير، ووجود "مجاذيب الفيس بوك"، المولعون بنشر صورهم وتحركاتهم اليومية بشكل مبالغ فيه، حتى لو تعارض ذلك مع القيمة الدينية والأخلاقية.
ما أقوله لك هنا ليس دربًا من الخيال، ولكنه واقع مرير نعيشه كل يوم، عندما نتصفح السوشيال ميديا، فنجدها مزدحمة بصور غير إنسانية، للبعض ممن يحرصون على نشر صور وفيديوهات لوجبات غذائية رمضانية، قبل وصولها للبسطاء والمحتاجين.
قمة الوجع وأنت ترى صورا توثق لحظات تقديم الأغذية للبسطاء ونظرة الحزن ترتسم في الوجوه، وأنت ترى من يقيم موائدا لافطار المحتاجين فيطاردهم بكاميرات موبيله، ويوجعهم بنشر صورهم على السوشيال، متناسيا هذا المعنى الرائع " فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه"، وهنا لا نقصد حفلات إفطار الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل، فهي "لمة" محببة"، ولكن ما نقصده تصوير الصداقات فهو أمر مذموم"
على الشاطئ الآخر، يقف هؤلاء المخلصون في أعمالهم، يوزعون الصداقات ويطعمون المحتاجين دون أن يدري أحدا بهم، يرسمون البسمة على الوجوه، ويدخلون السعادة على القلوب، و"يطبطبون" عليها بمحبة وستر.
ما أحوجنا إلى الإخلاص في العمل، خلال هذا الشهر الكريم، فهو فرصة للتقرب من الله، ومد يد العون للغير، والاعتصام بحبل الله المتين، لا بوستات وصور السوشيال ميديا الهزيلة، فالزبد يذهب جفاءً وما ينفع الناس يمكث في الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة