مسلسل الحشاشين الحلقة 22.. ما علم الكلام؟

الإثنين، 01 أبريل 2024 09:38 م
مسلسل الحشاشين الحلقة 22.. ما علم الكلام؟ مسلسل الحشاشين
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت الحلقة 22 من مسلسل الحشاشين الذى يعرض على قناة dmc بالتزامن مع عرضه على منصة watch it  دعوة زيد بن سيحون إلى مناظرة فكرية بين علماء فرقته وعلماء السلاجقة قائلا: إنه وطائفته يمتلكون ناصية علم الكلام فما هو علم الكلام؟

للعلماء في تعريف علم الكلام عبارات مختلفة، كثيرًا ما تدل على الاختلاف في وجهة النظر ولأبي نصر الفارابي المُتوفى سنة 950 ميلادية قول في تعريف الكلام وفرق ما بينه وبين الفقه، تفرد به فيما نعلم وهو منْ أقدم ما وصل إلينا من تعاريف هذا العلم، حيث قال: صناعة الكلام يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال المحدودة التي صرَّح بها واضع المِلَّة، وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل، وهذا ينقسم إلى جزءين أيضًا: جزء في الآراء وجزء في الأفعال.

ووفقا لكتاب ضحى الإسلام لأحمد امين فإن الظاهر أن إطلاق هذا الاسم على هذا العلم كان في العصر العباسي، وعلى الأرجح في عصر المأمون، فقد رأينا أنه قبل ذلك كان يسمى البحث في مثل هذه الموضوع «الفقه في الدين» نظير «الفقه في العلم» وهو علم القانون، فقالوا «الفقه في الدين أفضل من الفقه في العلم»، وسمى أبو حنيفة كتابه في العقيدة «الفقه الأكبر»

ويقول الشهرستاني: «ثم طالع بعد ذلك شيوخ المعتزلة كتب الفلاسفة حين فسرت أيام المأمون، فخلطت مناهجها بمناهج الكلام، وأفردتها فنًا من فنون العلم، وسمتها باسم الكلام»، فعلى قوله يكون المعتزلة هم الذين سموا هذا العلم علم الكلام، وأن ذلك كان بعد أن نقلت إلى العربية كتب الفلسفة اليونانية أيام المأمون.

ويحدد أحمد أمين في ضحى الإسلام فرقًا بين علم الكلام والفلسفة الإسلامية من حيث نشوؤهما؛ فالكلام في الإسلام نشأ تدريجيًا ونشأ مسائل متفرقة، تثير فرقة مسألة فيبدي فيها قوم رأيًا آخر، ويكوّنون فرقة وهكذا، كالذي حدث في مسألة مرتكب الكبيرة أكافر أم مؤمن؟ تقول الخوارج إنه كافر، فيأتي قوم ويقولون هو في منزلة بين المنزلتين، لا هو مؤمن ولا هو كافر، وتتكوّن حول هذا الرأي الأخير فرقة الاعتزال.

وهكذا كانت المسائل المتفرقة تثار، ويتكوّن المذهب تدريجيًا، وكلما تقدم العصر أثيرت مسائل جديدة، ووضعت لها حلول جديدة، وهذا شأن كل العلوم الإسلامية من نحو وفقه وبلاغة. أما الفلسفة في الإسلام فلم تتدرج هذا التدرج لأنها قطعت شوط النشوء عند اليونان، ثم نقلت كاملة أو شبه كاملة، والجديد فيها إنما كان اشتغال المسلمين بها وتفهمها وشرحها والتعليق عليها، وإبداء بعض الآراء فيها، والتوفيق بين بعض قضاياها والقضايا الإسلامية. وهذا ماجعلنا نعدّ علم الكلام علمًا إسلاميًا، وإن كان فيه بعض المسائل الفلسفية اليونانية، على حين أنَّا لا نستطيع أن نسمي الفلسفة التي اشتغل بها الكندي والفارابي وابن سينا فلسفة إسلامية إلا بقدر من التجوّز.
 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة