تحل علينا اليوم ذكرى رحيل الإمام البخارى جامع الحديث النبوى، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 1 شوال 256 هـ وكان يوافق 1 سبتمبر عام 870م، بدأ الإمام البخاري دراسة لحديث في سن مبكر، ثم أكمل دراسته بعد ذلك في بخاري، وأتم حفظ الكثير من كتب العلماء المشهورين وهو لا يزال في سن السادسة عشرة، ومنهم كتاب الواقي لعبد الله بن المبارك، وذلك بالإضافة إلى حفظ الحديث الشريف وكتب العلماء الأوائل.
ويعد الإمام محمد بن إسماعيل البخارى، أهم علماء علم الحديث، وصاحب كتاب "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه" المعروف بصحيح البخارى، والذى يعد أهم وأوثق الصحاح الستة.
تمكن الإمام البخاري من حفظ سِيَر جميع الرّواة الذين شاركوا فى نقل الحديث الشّريف، وتاريخ ولادتهم وموتهم، ومكان ولادتهم وما إلى ذلك، وزار البخارى مكّة مع أمّه وأخيه لأداء فريضة الحجّ عندما كان فى سنِّ الثّامنة عشرة، وبعد الانتهاء منها عادت أمّه وشقيقه إلى بخارى، بينما بقى هو فى مكّة لمواصلة التّعليم، أمضى عامين فى مكّة وتعلّم فيها الحديث من العلماء والدّراسات الدّينيّة الأخرى، ثّمّ ذهب إلى المدينة المنوّرة وبقى فيها أربع سنوات، دَرس فيها الفقه ومزيدًا من علم الحديث، وبعدها غادر إلى الكوفة وبغداد ومصر والشّام، وقال عن مسيرته التّعليميّة:
"سافرت لطلب العلم إلى مصر والشّام مرّتين، وإلى البصرة أربع مرّات، وأمضيت ستَّ سنوات فى الحجاز، وغادرت إلى الكوفة وبغداد فى مناسبات عديدة برفقة المُحدّثين".
وقيل عنه في موسوعة "سير أعلام النبلاء ( ج 12 ص 453)" للمؤرخ شمس الدين الذهبي بأن البعض أخرجه من الملكة وطردوه من مدينة نيسابور، "أن صاحب "صحيح البخارى" عندما وصل إلى نيسابور، اجتمع عليه الناس هناك، فحسده بعض من كان فيها من مشايخ لما رأواه من إقبال الناس عليه، واجتماعهم عليه، حتى جاء محمد بن يحيى الذهلى، الذى حضر مجلس البخارى من قبل وحسده وتكلم فيه، يطلب من بعض أصحاب الحديث أن يذهبوا إلى هذا الرجل ويستمعون إليه، قائلا: اذهبوا إلى هذا الرجل، فإنه يقول: اللفظ بالقرآن غير مخلوق، فامتحنوه فى المجلس".
وتعد قضية خلق القرآن، أو كما عرفها البعض بمحنة خلق القرآن وهو فكر انتشر فى عهد الخليفة العباسى المأمون من قبل فرقة المعتزلة، والتى تعتبر أن القرآن مخلوقا وليس كلام الله المنزل على نبيه محمد كما يؤمن المسلمون، واقتنع بهذا الرأى الخليفة المأمون وطالب بنشر هذا الفكر وعزل كل قاضٍ لا يؤمن به، وهو ما لقى معارضة واستهجان كثير من الأئمة مثل الإمام أحمد بن حنبل، والذى تحمل من أجل ذلك الكثير من التعذيب حتى قام الخليفة المتوكل بإنهاء هذه المحنة وأفرج عنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة