عصام محمد عبد القادر

العاصمة الإدارية المصرية.. آمال على أرض الواقع

الخميس، 11 أبريل 2024 11:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تُعد العاصمة الإدارية من مدن الجيل الخامس الذكية بعد اكتمال مراحلها؛ حيث صممت في ضوء ثمرات النتاج العلمي والتقني الذي تمخض عن الثورة المعلوماتية في الاتصالات، وما نراه من طرقٍ ومبانٍ ومساحاتٍ خضراءٍ ومرافقٍ متميزةٍ مدعومةٍ بالأنظمة الرقمية الذكية، يواكب التطور المجتمعي الحالي لأجيالٍ بدى توجهها الرقمي من أولويات حياتها العلمية والعملية والمعيشية، وهذا ما يؤكد عمق وجدية الرؤية المصرية في مسار نهضتها المعمارية في شتى ربوع الوطن الحبيب.


ونتفق أن المدن الذكية يقابلها مجتمعاتٌ ذكيةٌ توظف التقنيات الرقمية في أسلوب وطريقة العمل والحياة، وهذا بالطبع يؤدي لمزيدٍ من الابتكار والإنتاجية غير المسبوقة في إنجاز وتحقيق الأعمال، كما يُسهم بالقطع في النمو المعلوماتي؛ مما يساعد في تقديم كافة الخدمات التي يطلبها المواطن من أي مكانٍ وفي أي وقتٍ، وبالطبع يرتبط ذلك بقواعد بياناتٍ عالية الأمان وتطبيقاتٍ رقميةٍ ذات فعاليةٍ، وبدون شكٍ ينعكس ذلك على ما يبديه الفرد من رضًا وشعورٍ بالراحة والانشراح والسعادة والإقبال على مفردات الحياة بكامل طاقته الإيجابية.


وتقع العاصمة الإدارية المصرية على عدة محاورٍ وطرقٍ استراتيجيةٍ؛ فهناك الطريق الدائري الذي يربطها مع القاهرة الجديدة، ويتقاطع أيضًا مع طريق القاهرة السويس وطريق العين السخنة، وبمحاورٍ نشطةٍ مع مدينة نصر، وهذا يدل على التميز المكاني لموقعها من حيث سهولة الوصول والاتصال، بما يسمح بالاستفادة التي ينشدها جميع قاطني العاصمة من كافة الخدمات في شتى مجالاتها العملية والحياتية.


والإطلالة على التركيبة الداخلية للعاصمة تفيد ببراعة الفكر التخطيطي الاستراتيجي للدولة المصرية العظيمة؛ فهناك الحي الحكومي الذي يتضمن مبانٍ وزارية وما فيها من روعة التصميم، وبرلمانٍ معدٍ على أحدث طرازٍ، ومبنى لمؤسسة الرئاسة يدل على عظمة الدولة ومكانتها ومقامها، بالإضافة لمبنى مجلس الوزراء ومراكز المؤتمرات ومدينة المعارض والحدائق المبهرة والمدينة الطبية والاستاد الأوليمبي والمطارات، وهناك الحي السكني المتنوع وفقًا لمعدلات الدخول، والذي يستهدف استيعاب أكثر من ست ملايين مواطنٍ، وتفردت العاصمة بأطول محورٍ أخضرٍ في العالم يصل طوله إلى (35) كليو مترٍ وفي مراحلٍ متواصلةٍ ومتصلةٍ يكتمل النهر الأخضر بهذا الموقع المتميز.


ومن مزايا العاصمة تدشين الاقتصاد الذكي الذي يستهدف شراكةً دوليةً ومحليةً، ومن ثم أسس حي الأعمال الذي يشمل مقرًا رئيسًا للبنك المركزي والبورصة ومقرات لبنوك دولية ومحلية، وأبراجًا شاهقةً لمنطقة الأعمال ورجاله، وبنية تحتية تيسر كافة التعاملات الاستثمارية على أرض العاصمة بشكلٍ مباشرٍ وسهلٍ؛ ونظرًا لأن العاصمة أسست على أحدث الطرز التقنية العالمية؛ فقد وجهت القيادة السياسية إلى تدشين مدينة المعرفة، وتوفير ما يلزم من متطلباتٍ لها بغرض تعظيم المنتج التقني، وهو ما سيؤدي مستقبلًا إلى استيعاب المزيد من العمالة الماهرة، واحتواء العديد من المراكز البحثية في مجالات العلوم المختلفة وخاصةً التقنية منها.


وفي العاصمة نرى أنظمة النقل الذكي المدعوم بربط منظومة النقل بالتقنيات الحديثة بما يحقق الأمان والاستدامة والدقة، كما ربطت العاصمة بشبكات السكك الحديدية وبالقطار الكهربائي بعدة مدنٍ، بما يسهل الوصول إليها من كل مكانٍ بالجمهورية، والدولة بدأت خطواتٍ جادةً من خلال استراتيجيات استهدفت تهيئة مؤسسات الدولة الوطنية من إدارة شئونها عبر الحوكمة الذكية، وهذا الأمر هيأ لها أسباب النجاح في إنجاز أعمالها بهذه العاصمة التي توصف بأنها عالية الكفاءة التقنية.


إن رؤية الدولة المصرية المدعومة من قيادتها السياسية الرشيدة تدل على استشراف مستقبل البلاد نحو نهضةٍ مستدامةٍ وتقديم حلولٍ ابتكاريةٍ لمشكلاتٍ تفاقمت على مر أزمنةٍ، وتطلع لانطلاقٍ حقيقيٍ نحو إدارة شئون البلاد بصورةٍ تُسهم في تحقيق آمال وطموحات المصريين، والعاصمة الإدارية تحقق بفضل الله نقلةً نوعيةً في مجالات التنمية المستدامة وفق خطة الدولة ورؤيتها الاستراتيجية.


وفي ضوء الوصف المختصر للعاصمة نجد أنها راعت عنصر التنافسية في التصميم والإخراج؛ فالبيئة نظيفة مواتية للمعيشة الهادئة الراقية التي يستفيد منها جميع طبقات المجتمع المصري دون استثناءٍ، ومناخ العمل والإنتاجية داعم في مقوماته التقنية واللوجستية، وفرص العمل في ازديادٍ مضطردٍ، وهنا نستطيع أن نقول وداعًا للعشوائية والأزمات والكثافات السكانية والتخبط وصعوبة نيل الخدمات من مراكزها المتعددة.


نثمن جهود الرئيس ومؤسسات الدولة والقائمين على تنفيذ العاصمة الإدارية اللبنة الرئيسة للجمهورية الجديدة، ونشد على عضد الدولة في تبني فلسفة تدشين المدن الذكية الجاذبة للاستثمار والميسرة لأوجه المعاملات والتعاملات والأعمال؛ فالفرصة تجاه النهضة المصرية ما زالت قائمةً بأيدٍ وسواعدٍ وفكر أبناء الوطن المخلصين في شتى التخصصات والميادين؛ لتصبح الدولة المصرية في مصاف الدول المتقدمة في القريب العاجل بعون الله تعالى وقدرته.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة