شيريهان المنيرى

العالم الافتراضى تحت مجهر "المتحدة"

الجمعة، 12 أبريل 2024 10:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اقتحمت دراما رمضان 2024 عالم الإنترنت بقوة، والذى بات استخدامه وآليات توظيفه قضية مهمة ضمن قضايا المجتمع التى تمس كثير من الشرائح والفئات؛ فالجميع فى عصرنا الحالى يحرص على امتلاك الأجهزة الحديثة التى يُمكنها الاتصال بالإنترنت، للولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة؛ البعض للتسلية والتواصل المجتمعي، وآخر ربما لمواصلة عمله، فيما أن قاعدة كبيرة أصبحت تستخدم هذا العالم للشهرة وجنى الأرباح.


الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على مدار السنوات الماضية ألقت الضوء عبر الدراما على كثير من القضايا المجتمعية والسياسية، ورأينا كيف أن إنتاجها من المسلسلات خلال الأعوام الأخيرة حرص بشكل ملحوظ على القيام بدور الفن على أكمل وجه، رافعة شعار الوعى وتنمية الأفراد بما يُساهم فى بناء مجتمع مثقف متحضر قادر على مواجهة الصعاب والتحديات، وذلك من خلال تناول كثير من الموضوعات التى أصبحت مُسيطرة على مجتمعاتنا بحكم العولمة وما نشهده من تغيرات على المستويين المحلى والعالمى.


وشهد هذا العام اهتمام واضح بالسوشيال ميديا التى تُمثل أحد روافد التكنولوجيا الحديثة والتى اقتحمت جميع نواحى الحياة؛ وتأثيرها على الشباب كونها لاعبا محوريا فى حياتهم، وأيضًا كبار السن ممن يحتاجون إلى معرفة هذا العالم الجديد بالنسبة لهم، للتعامل مع أولادهم وأحفادهم، فهم يختلفون عنهم إلى حد كبير بسبب هذا العالم المفتوح وما يتعرضون له من معلومات ومواقف ربما تختلف عن قيمنا وتقاليدنا.


كثير من المسلسلات هذا العام اتخذ الإنترنت فيها مساحات كبيرة، للتوعية بآثاره السلبية وكيفية التعامل مع هذا العالم والاستفادة منه، بعيدًا عن سلبياته، فرأينا فى «عتبات البهجة»، كيف عانى الجد «يحيى الفخرانى» مع أحفاده، فقد كان مسؤولا عنهم وتربيتهم منذ سن صغيرة، فـ«جميلة» عانت من آثار الموبايل والواتس اب السلبية، حيث استدرجها للحديث مع صديقها عبر تقنية الفيديو وتصويرها، ونشر صورها عبر جروبات الواتس اب، أما «عمر» أخوها فقد كان أداة فى عالم «الدارك الويب»، هذا العالم الموازى المُظلم الذى يتم به الكثير من العمليات غير الشرعية، مثل تداول المخدرات، وبيع الأعضاء، وتجارة الأسلحة وغيرها من الجرائم فى عالمنا على أرض الواقع، كما تناول المسلسل آثار «التيك توك» السلبية ولجوء بعض الشباب وخاصة من الفتيات له، كنوع من التسلية والشهرة دون أى محتوى هادف، ما يُمكن أن يتسبب لهم فى الكثير من المشاكل.


«فراولة» أيضًا بطولة الفنانة نيللى كريم، كانت السوشيال ميديا محور أحداثه، فقد كانت صدفة انتشار فيديو لـ«فراولة» عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعى، خلال إنقاذها لفتاة شارفت على الانتحار، سببًا فى شهرتها، وانتقالها إلى العمل فى مجال الطاقة، والاعتماد على السوشيال ميديا والإنترنت فى الترويج لها وعملها. كما كانت «شيماء سيف»، والشهيرة بـ«اس اس»، اختصارا لسامية سوشيال، مشهورة بصناعة التريند، وأوضحت هذه الزاوية من المسلسل، كيف أن غالبية التريندات على مواقع التواصل الاجتماعى تكون مدفوعة من صناعة جماعات مُحترفة فى هذا العالم، وبالتالى فهى مُوجهة طبقًا لتوجُهات من أطلقها.


المسلسل ألقى الضوء أيضًا على «اللايف» وإقحام الناس فى تفاصيل الحياة وأضرار ذلك على الفرد ذاته وخاصة الأطفال، وأهمية أن يهتم الأهالى بتنمية مهارات أولادهم وهواياتهم والرياضة بدلًا من التركيز على السوشيال ميديا واللايف والبحث عن الشهرة دون مجهود، خاصة فى هذا السن الصغيرة.


ولعل «الكبير أوى» عبر أجزائه خلال الأعوام السابقة، كان حريصًا على مواكبة الحداثة، وألقاء الضوء على عالم الإنترنت والسوشيال ميديا، ما له وما عليه، وهو ما استمر عليه فى الجزء الـ8.


ربما كان تناول «بابا جه» للسوشيال ميديا، مختلفًا بعض الشىء، فعلى الرغم من تسبب «اللايف» فى بعض من المشاكل، من حيث تسببه فى إقحام الآخرين فى حياة الأسر، إلا أنه كان سببا أيضا فى فتح باب للعمل، ما أوحى أن السوشيال ميديا يُمكن استغلالها بشكل إيجابى، من خلال التفكير فى مشروعات عملية ومفيدة يتم الترويج لها عبر المنصات والتطبيقات المختلفة.


وفى سياق مُشابه، ذكر «مروان» ابن «مختار أبو المجد» - خالد النبوى - فى مسلسل «امبراطورية ميم»، عبارة أوضحت كيف يُمكن استخدام السوشيال ميديا فى استعادة الحقوق التى يُحاول البعض الاستيلاء عليها، عندما قال أنه سينشُر عبر العديد من الصفحات غير الرسمية على «فيسبوك» ما تحاول شركة المقاولات الشهيرة عمله، حيث رغبتها فى الاستيلاء على منزلهم بكل الطرق غير القانونية وصلت إلى حد التزوير والتهديد، بهدف إنشاء مجمع سكنى استثمارى، فيما كانت شخصية الابن الأصغر «مصطفى» تُلقى الضوء على أهمية مراقبة الأهالى لأطفالهم عند استخدام الإنترنت، فقد كان يهوى «الشات» مع الفتيات، خافيًا سنه الحقيقي، كما أوضحت أحداث المسلسل كيف أن الإنترنت أصبح محورا رئيسيا فى حياتنا، فقد تضرر أولاد «مختار» جميعهم عند قطع شركة المقاولات لخدمات الاتصالات والإنترنت عن منزلهم، وهو ما تسبب بحياة صعبة بالنسبة لهم، حيث انعزالهم عن الجميع دون موبايل أو إنترنت.
أما مسلسل الأنيميشن «نورة»، رأيناه يهتم بكثير من نواحى الإنترنت فى حياة الأطفال، لاسيما السوشيال ميديا، والموبايل و«اللايف» والذى مثّلَ نقطة تحول فى حياة «نورة»، التى اشتهرت وسط أصدقائها ومتابعيها بأنها قادرة على مساعدة الجميع فى أى مشكلة، حيث بدأت أول «لايف» بسؤال عن فصيلة دم كانت تحتاجها إحدى صديقاتها بعد إصابتها أثناء اللعب بالنادى؛ وقد نجح الـ«لايف» فى تحقيق هدفه، وتدافع الكثيرون إلى المستشفى للتبرع وإنقاذ حياتها، لقد ألقى المسلسل الضوء على إيجابيات وسلبيات الإنترنت والسوشيال ميديا، وكيفية الاستغلال الأمثل لهذه التقنيات الحديثة، تحت إشراف الأهالى ومتابعة أطفالهم ومشاركتهم فى هذا العالم، حتى يعود على هؤلاء الأطفال بالنفع والفائدة.


لقد نجت الشركة «المتحدة» فى تناول هذا الجانب الحديث، الذى أصبح لا غنى عنه فى عالمنا المُعاصر، فكل مشهد بكل مسلسل اعتنى بتناول السوشيال ميديا؛ ما لها وما عليها، واستطاع أن يكون مصباحًا استرشاديًا للأسر والأهالى لتوجيههم بضرورة متابعة أولادهم فى ظل هذا العالم المُنفتح، لإرشادهم لما هو خير وصواب يُمكنه بناؤهم وتنميتهم ومن ثم تنمية المجتمع ككُل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة