موقف حيادى تتبناه الدولة المصرية تجاه الأزمات المتلاحقة في الشرق الأوسط، حيث تعتمد نهجا يقوم في الأساس على ضرورة وقف التصعيد في منطقة الشرق الأوسط والتوصل إلى تهدئة، حيث تبقى المستجدات الأخيرة، وعلى رأسها الهجوم الإيراني على إسرائيل، بعشرات من الطائرات المسيرة أعقبه إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على إسرائيل، كرد على استهداف تل أبيب للقنصلية الإيرانية في دمشق، مثالاً واضحًا على ما حذرت منه مصر مرارًا وتكرارًا منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وبحسب المركز المصري للفكر والدراسات اعتمد الموقف المصري على التأكيد على أن عدم وقف العدوان سيسهم في اتساع رقعة الصراع بما يؤثر على الأمن والسلم في المنطقة برمتها، ولن يكون في صالح أي من الأطراف، وهو ما أكد عليه بيان وزارة الخارجية المصرية الذي أعربت فيه عن قلقها البالغ تجاه مؤشرات التصعيد الإيراني الإسرائيلي، مطالبة بممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
الموقف الذي تتبناه الدولة المصرية ينطلق من حقيقة مفادها أن أي تصعيد في المنطقة سيلقي بآثاره السلبية على كل دول المنطقة بل والسلم والأمن الدوليين وليس فقط على الدول محل التصعيد، وهو ما يتطلب العمل بجدية من جانب القوى الدولية والإقليمية للتهدئة وخفض التصعيد، بينما يبقى مفتاح الحل، هو القضية الفلسطينية.
ومثل الهجوم الإيراني نقلة في معادلة التصعيد والاشتباك بين إيران وإسرائيل، بحسب المركز، على اعتبار أنها المرة الأولى التي تستهدف فيها طهران الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر بينما تفاوتت تقديرات أعداد الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل. ولكنها لم تقل عن 200 حسب تقديرات إسرائيلية، فيما أشارت تقديرات إيرانية إلى أنها 500 طائرة مسيرة و220 صاروخا.
سيتوقف مستقبل التصعيد بين إيران وإسرائيل على طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، ويمكن تقدير سيناريوهات هذا الرد بين ثلاثة احتمالات أولها خفض الصراع وهو السيناريو الأرجح وفقا للمعطيات والمؤشرات الأساسية للجانبين الأمريكي والإسرائيلي على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
ويعزز ذلك السيناريو، أن الولايات المتحدة لم تنته من دراسة طبيعة الهجوم الإيراني والخسائر المتسببة منه على إسرائيل بالإضافة إلى أن هناك عدة جبهات مفتوحة على إسرائيل من الجانب اللبناني في المقام الأول، والجانبين السوري واليمني، وتلك المناطق في حاجة إلى فرض الاستقرار واستعادة الهدوء الأمني قبل التصعيد ضد إيران لذلك من المتوقع أن تكثف واشنطن جهودا دبلوماسية حثيثة لغلق ملف الحدود الإسرائيلية واللبنانية من خلال مبعوثها "هوكستاين"، اعتمادا على وثيقة اتفاق محتمل بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وأما السيناريو الثاني، فيتمثل في رد إسرائيل ضد أهداف في إيران ويعتمد هذا السيناريو على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإمكانية اتخاذه قرار بالرد بمعزل عن التنسيق مع الولايات المتحدة بعد محاولة إقناع مجلس الحرب الإسرائيلي بذلك.
وفى هذا الإطار، ستشرع إسرائيل في توسيع بنك الأهداف داخل إيران، قد يكون منها أهداف حيوية تدخل ضمن البرنامج النووي والعسكري الإيراني.
ويقلل من ترجيح هذا السيناريو وتحديدا استهداف أهداف داخل إيران أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين وحتى الإقليميين قد لا يرغبون في تحول الصراع القائم إلى مواجهة شاملة ستؤثر بالتأكيد على مصالح الجميع بما فيها مصالح واشنطن.
وأما السيناريو الثالث يدور حول عملية عسكرية إسرائيلية محدودة، وهو ما يعني ضمنا أنه سيكون من الضروري وجود رد فعل إسرائيل ضد الهجوم الإيراني لحفظ ماء الوجه، ولكن لا يعني ذلك أن سيناريو أن تكون هناك حربا شاملة ومفتوحة بين إسرائيل وإيران.
في هذا الإطار من المحتمل أن يشمل القرار الإسرائيلي عدة أمور أساسية، وهي..
أولا.. شن حملة جوية مكثفة ضد بنك أهداف إيرانية في سوريا.
ثانيا.. من المحتمل شن حملة جوية مكثفة ضد حماس في غزة قد يشملها عملية برية في رفح.
ثالثا.. استئناف حرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة