نال مسلسل "الحشاشين" بطولة النجم كريم عبد العزيز، نجاحًا كبيرًا خلال موسم مسلسلات رمضان 2024، حيث استطاع الكاتب عبد الرحيم كمال تركيب الروايات التاريخية المختلفة وسد الفراغات فيما ذكره المؤرخون عن قصة واحدة من أكبر الجماعات السرية في التاريخ، وهى جماعة الحشاشين، ومؤسسها شيخ الجبل الداهية الحسن بن الصباح، الذي استطاع أن يجذب إليه اتباع يؤمنون بفكره وعقيدته ومخلصون لدرجة تجعلهم يقدمون على الموت فداء له.
لكن في الحقيقة لم يكن عبد الرحيم كمال أول من يكتب عن الحشاشين، حيث سبقه عدة أدباء مثل فلاديمير بارتول في رائعته "آلموت" والأديب اللبناني الكبير أمين معلوف في روايته "سمرقند" وكذلك الكاتب التونسي الهادي التيمومي الذي كتب "قيامة الحشاشين"، لكن في مصر أيضا كانت هناك معالجات أخري لقصة الحسن بن الصباح وفرقته "الحشاشين"، كانت أغلبها في المسرح، وقدمت بعضها في مسارح الثقافة الجماهيرية والمسرح الحر، لكنها أيضا عرفت طريقتها إلى الرواية، وفي السطور التالية نرصد بعض الكتاب المصريين الذين سبقوا السيناريست والروائي عبد الرحيم كمال في معالجة قصة الحشاشين مسرحيا وروائيا:
أمير الحشاشين لـ محمد أبو العلا السلامونى
تدور الأحداث حول مناقشة قضايا السلطة والشعارات الدينية، من خلال مشاهد من حارة الحرافيش من العصر الفاطمى لأحداث الحب بين تميم الفاطمى ابن الخليفة، والمغنية برديس المصرية، ومع تصاعد الأحداث يتم اقصاءه من الحكم وتولى شقيقه مما يجعل تميم وصديقه برهام يتحدوا مع مجموعة من الحرافيش أطلق عليهم فيما بعد بالحشاشين اعتمادا على لعبة السياسة والدين، وتم تصوير مشاهد للمعارك بالحارة بفصول المسرحية مع تابلوهات استعراضية غنائية.
قلعة السفاحين
وتدور أحداث الرواية حول عبير الفتاة البسيطة التي تقابل مبرمجا ثريا يغيِّر حياتها بتجربة غريبة، كان يريد أن تذهب إلى عالم "ألف ليلة وليلة" لكن التجربة قادتها حيث مقر أخطر جماعة على الأرض وهم "الحشاشين"، يروى أحمد خالد توفيق في رواية قلعة السفاحين أن الفتاة التى كان من المفترض أن تذهب لعالم وردي قادها القدر لحياة الوحوش، حيث نيسابور، خرسان وبغداد، مقر حسن الصباح، زعيم عصابة الحشاشين، وحينها فطنت عبير بطلة قصة قلعة السفاحين أن خروجها من عالمها الجديد لا مفر منه.
شرحت الرواية أبعاد العلاقة بين الثلاثي الشاعر عمر الخيام وحسن الصباح زعيم طائفة الحشاشين، ونظام الملك وتشرح الرواية أبعاد تلك العلاقة بينهما وكيف انقلب نظام الملك على حسن الصباح فسافر الأخير إلى مصر ليقابل وزير المستعصم الأفضل ومن هنا تبزغ في رأسه فكرة الدعوة النزارية، وبعد أن يسجن يجد الصباح وسيلة للهرب ويرجع إلى عكا ثم أصفهان ليبدأ في نسج أسطورته على مهل في قلعة "ألموت" وأورد خالد توفيق أن الصباح كان قد استحضر نوعا من القنب الهندى ليضعه فى الأكل والشراب لمن معه فيغيبون عن الوعى فينقلهم إلى روضة عظيمة من شجر وابهة عالية ومناظر خلابة وقينات في غاية الجمال.
جنة الحشاشين لـ إبراهيم الحسيني
حيث يلتقى ثلاثة من عصر واحد وتحت حكم الدولة السلجوقية فى أيام صباهم، وهم "عمر الخيام" و"نظام الملك" و"الحسن الصباح"، جاءوا للدنيا جميعا فى بدايات القرن الخامس الهجرى، أواخر الحادي عشر الميلادى، ورغم أن الوقائع التاريخية تقول بأن "نظام الملك" قد سبق زميليه للدنيا بنحو عشرين عاما، غير أن "الحسينى" فضل الارتكاز على واقعة اللقاء بينهم فى مرحلة الصبا بمدينة نيسابور، وأدار حدثه الدرامى على فكرة التفرق بينهم ثم اللقاء بعد نحو ثلاثين عاما فى مدينة أصفهان عاصمة الدولى السلجوقية ، وقد حقق كل منهم حلمه المتشابك مع حركة الواقع ومتغيراته، فيصبح "الخيام" شاعرا فيلسوفا وعالما ذائع الصيت، ويضحى "نظام الملك" وزير الدولة القوى فى عهد السلطان "ملك شاه"، ويمسى "الصباح" أحد قادة الطائفة الإسماعيلية النزارية، وأبرز مؤسسيها، والتى عرفت تاريخيا باسم جماعة (الحشاشين)، يهيمن بفكره على أتباعه، ويحركهم ضد من يخالفه الرأى كما يشاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة