حمدى الكنيسى

تعلموا -أيها السادة- من «النمل»!!

الإثنين، 16 أبريل 2012 04:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن أتركك -عزيزى القارئ- نهباً للتساؤلات عما أقصد بعنوان مقالى هذا، وسأدخل فى الموضوع فأبدأ بأن أقول إن «السادة» الذين أعنيهم هم «قيادات قوى الثورة» باختلاف مواقفهم وميولهم وانتماءاتهم.

أما حكاية «النمل» ودروسه ونصائحه لهؤلاء السادة، فقد جاءت من بريطانيا، حيث توصل بحث علمى إلى حقيقة رائعة وهى أن أسراب النمل عندما تواجه صعاباً أثناء سيرها نحو هدفها كأن تكون الأرض غير مستوية وبها بعض الحفر «طبعاً قياساً بحجم النملة» يسارع بعض النمل إلى التمدد داخل الحفر والنقاط غير المستوية، وذلك لصنع مسار أكثر انسيابية لباقى سرب النمل، ومعنى ذلك -يا حضرات- هو أنه لا بديل عن تضحية البعض بمصالحهم الخاصة من أجل المجموع وحتى يتم استكمال المسيرة المنشودة، يعنى -بالبلدى- إذا كان قادة قوى الثورة حريصين فعلاً على إنقاذها، وضخ دماء الحيوية والفتوة والإصرار فى شرايينها لكى تحقق بقية أهدافها فإنهم مطالبون اليوم قبل الغد بأن يوحدوا صفوفهم ويتفقوا على «مرشح واحد» أو «مجلس رئاسى» للانتخابات القادمة، أى يضحى باقى المرشحين بطموحاتهم وتوجهاتهم وجهودهم التى بذلوها منذ كانوا مرشحين محتملين، وذلك حتى يمكن سد الحفر الخطيرة التى صنعها -باحتراف- أعداء الثورة لكى تتعثر فيها وتسقط فى النهاية جثة هامدة وتنطلق عندئذ زغاريد الفرح والتشفى من زبائن داخل طرة وغيرهم!

هذا ولكى تصلوا أيها السادة «قادة القوى الثورية والوطنية» إلى هذا الموقف التاريخى الذى يجسد قيم ومبادئ الإيثار والوعى المحترم لدرس ونصيحة النمل، عليكم ألا تفتحوا الأبواب لأى مشاعر أو كلمات عتاب تتبادلونها وتتنابزون بها، فلا مجال مثلاً لتحميل «الجماعة» مسؤولية التخلى عن شباب الثورة فى مواقع ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، ولا مجال لتحميلها مسؤولية التناقض مع ائتلافات الشباب فى إصرارهم على أن مرور عام على الثورة لا يعنى عيدها الذى يتم الاحتفال به لأنها -فى رأيهم- لم تحقق أهم أهدافها، ولا مجال للحديث عن موقف «المغالبة» التى جاءت على جثة «المشاركة»، ولا مجال لتحميل الائتلافات مسؤولية افتقادهم لوحدة الصف والموقف ولا مجال لتحميلهم مسؤولية كثرة المليونيات دون تخطيط علمى وعملى مسبق!

باختصار -أيها السادة القادة- لا بديل عن التحرك على قلب رجل واحد إنقاذا للثورة، ولتعلموا أنكم تعملون الآن -بلغة كرة القدم- فى «الوقت بدل الضائع»، ولا بديل عن الإسراع بتجاوز اختلافاتكم، لا بديل عن أن تتجردوا فوراً من أهوائكم وطموحاتكم، وتضربوا المثل للسائرين وراءكم فى دربكم الواثقين فى اختياراتكم، الذين سوف يقدرون ترفعكم عن المصالح الضيقة الشخصية والحزبية.
أقول قولى هذا وقد أسعدنى ما علمته عن اجتماع القوى السياسية الوطنية بالإسكندرية بمقر حزب الوسط لحماية إنجازات الثورة، بالاتفاق على «مرشح وطنى واحد» أو «فريق رئاسى»، ويتفق ذلك مع «مبادرة الوفاق الوطنى» التى أطلقتها «حركة المحامين الثوار» بدعوة كل القوى الوطنية والثورية إلى أن تلتف جميعها حول مرشح واحد.
أقول -مرة أخرى- أنتم أيها السادة الآن أمام أخطر اختبار, إما أن تنجحوا فيه وتنجح الثورة معكم، أو نبكى جميعاً -لا قدر الله- على اللبن المسكوب يوم لا ينفع البكاء، ولا يجدى الدعاء، لأننا نكون قد فشلنا فى استيعاب درس ونصيحة «النمل»، وهذه فضيحة أخرى!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة