دندراوى الهوارى

جيش مصر فقط ضرباته موجعة حاسمة.. الباقون ظواهر صوتية وفرقعات هوائية

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جيش مصر، إذا قال، صدق، وإذا هدد، نفذ، وإذا ضرب، أوجع، وإذا فرضت عليه الحروب، كان لها.. التاريخ شاهد، ومسجلة انتصاراته على جدران المعابد، ورسائل الأعداء وهم يتوسلون إليه، ودعوات الأصدقاء للاحتماء به، ولم يكن يوما ظاهرة صوتية، يقول ما لا يفعل، ولم يكن خائنا لعهد، أو ميثاق، أو معتديا طامعا ومستعمرا، لا يتحرك إلا للدفاع عن أرضه ومقدراته، ويمكن أن يصل إلى أبعد نقطة جغرافية للحفاظ على أمنه القومى.


لن أعدد انتصارات جيش مصر المدوية، قديما وحديثا، فالجيش الوحيد الذى تصدى للحملات الصليبية، وقهر قادة وجنرالات أوروبا فى «حطين» وكسر شوكة الجيش التتارى الذى قضى على الأخضر واليابس، فى عين جالوت، وهى المعركة التى تعد الأبرز والفاصلة فى التاريخ الإسلامى، وكانت فى 25 رمضان 658 هجرية، وأهمية هذه المعركة، أنها جاءت عقب انتكاسة مذهلة لدول ومدن إسلامية كبرى أمام الجيش المغولى، الذى أسقط الدولة الخوارزمية، ومن بعدها سقوط بغداد، وما استتبعها من إسقاط الخلافة العباسية برمتها، ثم سقوط جميع بلاد ومدن الشام، إلا أن جيش مصر بقيادة سيف الدين قطز، كان له رأى آخر، وألحق بالجيش المغولى بقيادة «كتبغا» هزيمة قاسية، مريرة، فيما يشبه إبادته بالكامل.


انتصار الجيش المصرى فى معركة عين جالوت، غْيّرَ من ميزان القوى حينذاك، فقد كسر شوكة المغوليين، وأعاد الأمل للتخلص من الصليبيين، وتمكن الجيش المصرى فعليا من تطهير كل الشام.


لن نتحدث عن انتصارات الجيش المصرى، حديثا، فى عهد محمد على، والذى أشاع الرعب فى قلب أوروبا، ووصل على حدود الأستانة، فى محاولة لاستعادة الإمبراطورية المصرية التى تأسست فى عهد الملك تحتمس الثالث، أحد أهم وأبرز القادة العسكريين فى التاريخ، ولولا المؤامرات والدسائس، لكان جيش مصر قد حقق ما كان يصبو إليه، واستعاد أمجاد أجداده من الأسرة الـ18.


أما فى تاريخنا المعاصر، فإن جيش مصر، الوحيد الذى ألحق بالجيش الإسرائيلى، هزيمته الوحيدة، والمنكرة، فى العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر 1973، وكأن جيش مصر خُلق ليحقق انتصاراته المدوية والفاصلة فى التاريخ فى شهر رمضان الكريم، فما بين معركة عين جالوت الفاصلة وحرب أكتوبر 1973 شريان تتدفق فيه دماء الانتصار والقدرة والجدارة بكل حيوية.


لذلك فإن الجيش المصرى بجانب قوته وأنه رقم صحيح فى معادلة أقوى الجيوش فى العالم، والرقم الأهم فى الإقليم، فإنه يرتكز على الخبرات والدروس المستفادة من الماضى، وهى من أبرز الأسس التى تُبنى عليها العقيدة العسكرية على مختلف مستوياتها، أى أن التاريخ العسكرى مصدر فعال وناجح لبناء العقيدة العسكرية وتطويرها.


وما أدل على ذلك، من أن وثائق حرب أكتوبر المجيدة المفرج عنها مؤخرا ونشرها الموقع الرسمى لوزارة الدفاع، تضمنت الكشف عن القدرة والجدارة الفنية فى التخطيط الاستراتيجى العسكرى وإدارة الحرب بمراحلها، وهو أمر عظيم، إلا أن هناك قصصا وروايات تتحدث عن العقيدة القتالية للجندى المصرى، والتى أدهشت العالم، وغيرت من النظريات العسكرية.


لن نتحدث عن البسالة والشجاعة والإقدام والفداء، فهى مبادئ وقيم راسخة فى نفس كل جندى مصرى تربى عليها فى بيته، وتبلورت وازدادت عند الانضمام لصفوف الجيش، لكن أيضا فى قدراته على ابتكار وتدشين نظريات عسكرية، موثقة باسمه، وغيرت من خطط و«تكتيك» الحروب بالمعاهد والأكاديميات العسكرية الدولية.


والأحداث المشتعلة حاليا فى الإقليم، ترفع من شأن الجيش المصرى، وتثبت فى الأذهان انتصاراته وقدراته وجدارته التاريخية، وأنه إذا فُرضت عليه الحروب، فإنه لها، وإذا ضرب، «أوجع» وليس كغيره ظواهر صوتية، «يفرقع» صاروخا هنا، أو قنبلة هناك.


سنتحدث فقط عن أن الجيش القوى نعمة، وعصب الأمة، وساعدها المتين، وأداتها القوية، وحماية لكيانها، ومن دون جيش قوى، تُنتهك سيادتها، وتُباح حدودها، وبقدر ما تمتلك الدولة جيشا قويا معدا إعدادا كبيرا، تسليحا وعددا وتدريبا، بقدر ما تفرض هيبتها على الآخرين، لذلك فإن جيش مصر نعمة، وأن تسليحه كان فقه الضرورة، وردا خشنا صاعقا على الذين عارضوا وسخفوا وشككوا فى أهمية تسليح الجيش المصرى، بأقوى الأسلحة والعتاد الحديث، والمتنوع، فالأحداث المشتعلة حاليا أثبتت أهمية التسليح، وإنه من أهم القرارات الاستراتيجية للقيادة السياسية الحالية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة