أكرم القصاص

القاهرة والحرب فى غزة.. قنوات ومفاتيح الاستقرار فى محيط مشتعل

الجمعة، 19 أبريل 2024 10:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدى أيام وفى ظل المواجهة بين إيران وإسرائيل، قد يرى البعض أن هذه المواجهة هى فقط بين طرفى نزاع بينهما خصومة طويلة، لكن الواقع أن هذه المواجهة هى جزء من تحولات متنوعة تفرضها الحرب فى غزة، طوال شهور، وتنعكس على كل تفاصيل العلاقات والتوازنات فى منطقة ملتهبة بطبعها، لم تتوقف التفاعلات والصراعات على مدى أكثر من عقد كامل من الاضطرابات والصراعات الداخلية والبينية، ومع هذا فقد بقيت مصر وسط كل هذا الصراع قادرة على التوازن والاستقرار، وهو أمر يتطلب جهدا مضاعفا، وقدرات وعملا يمتد على مدى الساعات والأيام.


الحرب على غزة تقترب من شهرها السابع من دون أفق واضح، وكل يوم تتزايد احتمالات اتساع الصراع الإقليمى، مع استمرار حرب الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى غزة، فتح جبهة مع لبنان وتنفيذ اغتيالات أو حملات، وغارات  الطيران الإسرائيلى على جنوب لبنان، ثم الغارة على القنصلية الإيرانية فى دمشق، والتى أسفرت عن مقتل قيادات إيرانية رفيعة المستوى، حوالى 16 قتيلا من بينهم، 7 من الحرس الثورى، وبدت خطوة نحو توسيع  نطاق الحرب وإنهاء عملية ضبط النفس، التى تمسك بها حزب الله، وأيضا طهران، ووكلاؤها بشكل عام، وباستثناء هجمات ضد المصالح الامريكية فى العراق وسوريا، أو تحركات وتهديدات وقرصنة قام بها الحوثى فى اليمن ما هدد الملاحة الدولية.


لكن الهجوم الإسرائيلى ضاعف من التوتر وصدرت تصريحات من القيادات العسكرية للحرس الثورى الإيرانى وأيضا من المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى الذى قال: «سنجعلهم يندمون على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم المماثلة بعون الله»، ورفع من «تأهب الإسرائيليين» بعد تهديدات الانتقام التى صدرت عن طهران، مع تمسك إيرانى  بتجنب الصراع المباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة، لكن إيران أعلنت تنفيذ مهمة وهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل أو مواقع بها، ونفذت تهديداتها فى عملية محدودة بدأت وانتهت ضمن سيناريو واضح، وحرصت طهران على إعلان انتهاء عمليتها، فى تأكيد عدم الرغبة فى توسيع المواجهة.


المواجهة بين إيران وإسرائيل بدأت وانتهت خلال ساعات، لكنها أول مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، بعد عقود ظلت خلالها المواجهة عن طريق وكلاء، وبالتالى فهى المرة الأولى التى تطلق إيران طائرات مسيرة وصواريخ من أراضيها على تل أبيب التى أعلنت إسقاط 99 % منها، ومع هذا سبقها الكثير من الدعاية والخوف فى إسرائيل، أعاد التذكير بالصواريخ التى أطلقها العراق فى أوائل التسعينيات أثناء حرب الخليج الثانية، والتى انتهت بغزو العراق، والذى كان الرابح الأساسى منه هو إيران التى حصلت على نفوذ كبير ومصالح داخل العراق بعد إنهاء البعث والنظام الذى مثل عدوا واضحا لطهران.


إيران كانت طرفا حاضرا فى حرب غزة، من خلال فصائل أو إعلانات وبيانات، وما تم من مواجهة لها انعكاساتها على دول المنطقة بدرجات مختلفة، على الخليج وعلى الأردن، وترتيبات وتفاصيل سير الحرب فى المنطقة وتترك ملفات مفتوحة وأخرى معلقة ترتبط بمستقبل الحرب التى تتصاعد فى غزة، وتعكس حجم الصراع المتعدد الأطراف والمصالح، التى تؤثر على سير المواجهة، حيث تتوزع التأثيرات بين دول المنطقة، وتؤثر وتتأثر بها.


ومن بين الدول المفتاحية تأتى مصر، التى لم تتوقف عن التواصل الدقيق مع أطراف متقاطعة ومتشابكة، بالكثير من السعى والصبر، والتعامل مع كل القنوات والاتجاهات، ضمن تحركات بدأت منذ اللحظات الأولى وصولا إلى مباحثاته وتصريحات الرئيس السيسى خلال لقائه ومباحثاته مع ملك البحرين والتمسك برفض التصفية والتهجير، والسعى إلى توحيد الإرادة الدولية للتصدى للعدوان على قطاع غزة وتداعياته على الوضع الإقليمى، مع التمسك بضرورة الاعتراف الدولى بدولة فلسطينية تكون ذات عضوية كاملة فى الأمم المتحدة، والانخراط الجاد والفورى فى مسارات التوصل لحل سياسى عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.


لم تتوقف تحركات ومساع الدولة المصرية لوقف التدهور ومواجهة أى تداعيات وانعكاسات خطورة تهدد بمزيد من الصدام والاشتعال، وتتحرك الدولة فى كل الاتجاهات، حرصا على تلبية الاحتياجات العاجلة فيما يتعلق بإدخال المساعدات ومضاعفتها، وفى نفس الوقت تتواصل للتوصل إلى هدنة محفوفة برغبات ومطالب كل طرف من الأطراف.


 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة