قال الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الفارسية بكلية الآداب جامعة عين شمس، إننا نرى فكرة الفدائين الظاهرة في مسلسل الحشاشين والتي تعرف بالفداوية، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة لم تكن بهذا المنظر من قبل.
وأضاف "لاشين" خلال حواره لبرنامج “الشاهد” مع الإعلامي الدكتور محمد الباز والمُذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أنه كان لدى جماعة الحشاشين نوعين من الحياة العسكرية إذ كان هناك الجيش الذي كان يحارب بشكل مفتوح في الميادين، وجماعة أخرى يطلق عليها التنظيم الخاص أو السري، وهذا الفريق هو الذي كان يعرف بالفداوية.
وأكد، أن فرقة الاغتيالات في جماعة الحشاشين كان لها تأثيرًا كبيرًا وكانت الرعب في وسط الأوساط الاجتماعية في ذلك الوقت، وكانت هي الأكثر حضورًا وتأثيًرا، مؤكدًا أنهم كانوا يقومون بتنفيذ العمليات ثم ينتحروا بعد ذلك، أو يقوموا بتنفيذ عمليات معقدة جدًا لدرجة أنهم كانوا على وشك اغتيال صلاح الدين الأيوبي، كما اغتالوا الكثير من قادة الدولة السلجوقية.
وقال أحمد لاشين، إن فكرة الولاء الشديد جدًا والسمع والطاعة هذا الأمر كان موجود عند جماعة الحشاشين بشكل قوي جدًا وكل الجماعات التي كانت ما قبل الحشاشين وأيضًا الجماعات التي بعد ذلك والمحاولات الأخرى من قبل الجمعات لإحياء الحشاشيين بعد نهايتهم مرة أخرى.
وأضاف "لاشين"، أن هذه المساحات وأدبيات الحشاشين التي انتشرت في هذه المساحة، كان كل الجماعات التي جاشت بعد جماعة الحشاشين أخذت فكرة الولاء والبراء وفكرة التبعية المطلقة لأسطورة الفرد للشخص الأسطوري الذي يملك قدرات غير عادية وصاحب مفتاح الجنة، أيًا كان المسمى.
وأوضح، أنه في الجماعات الحديثة لم يكن المسمى بهذا الشكل، بل كان هناك أسطورية في الجماعات الحديثة تبنى في شخص كـ"حسن البنا"، أو في شخص أخرى كـ"سيد قطب".
وقال أستاذ الدراسات الفارسية، أن المساحة الأسطورية لجماعة الحشاشين، هي التي بدأت في الإنتشار، بل تم التضخيم فيها، حيث أن العلاقة التاريخية بين الأسطورة والحقيقة متداخلة بشكل كبير.
وأضاف "لاشين" أن واقعة السفينة التي كان يستقلها حسن الصباح لـ "اصبهان"، اسطورية بشكل كبير، ولا يتم أخذها على محمل الجد، فهدفها هو الترويج لنفسه بأنه هو المخلص والذي سيحكم العالم.
وأشار، أن قبل الحشاشين ظهرت الكثير من الجماعات التي أخذت نفس الفكر، ولكن لم تأخذ نفس الشهرة، ولعل أهمها "القرامطة"، والجماعة التي ظهرت في جعفر الصادق أسمها "المنصورية"، وكانت من أكثر الجماعات تطرفًا، حيث دعا صاحبها أنه عرج به للسماء وأنه يحمل مفتاح الجنة.
وأكد، أن الجماعات لم تكن تعترف بالدولة الفاطمية، وأعتبروا أن محمد ابن جعفر الصادق هو "المهدي المنتظر"، الذي سيعود بعد نهاية الزمان.
وتابع، أن حسن الصباح، هو نتاج تطور جماعات متطرفة أخري، والحشاشين أكثر جماعة استمرت وكان لها نظام قائم، وبلاد فارس في هذا التوقيت كانت تنتمي إلي الأفكار الأسطورية القديمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة