دندراوى الهوارى

الرئيس واستكمال المشروع الوطنى.. انتهاء مرحلة الدواء المر وانطلاقة اقتصادية كبيرة

الثلاثاء، 02 أبريل 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وسط دفقات أمل، وأخبار مبشرة، ونضج سياسى واقتصادى وإدارى كبير، يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى ولاية رئاسية جديدة لمدة 6 سنوات، واستكمال للمشروع الوطنى فى بادرة لأول مرة فى تاريخ مصر، يستكمل فيها مشروعا وطنيا خالصا وبملامحه الواضحة. فالمعلوم بالضرورة تاريخيا أن كل المشروعات الوطنية حُطمت فى المهد منذ عصر بناة الأهرامات والتى انتهت بانهيار الدولة القديمة، ومرورا بمشروع محمد على، وحتى مشروع الراحل جمال عبدالناصر والذى لم يستكمل عقب تآمر الخارج لإحباطه ووأده فى المهد.

الولاية الجديدة للرئيس السيسى، مغايرة ومختلفة وتحمل كل ما هو جديد، ونهاية لمرحلة الدواء المر، وتصحيح المسارات التى تحتاج إلى تصحيح، وملامح مبشرة لانطلاقة اقتصادية كبيرى، قوامها الصناعة والزراعة، وجلب الاستثمارات الأجنبية، والحنكة فى إدارة الملفات الخارجية بذكاء وقدرات متميزة فى كيف تمارس دبلوماسية ناعمة، ومتى تمارس دبلوماسية خشنة، وأين ترسم خطوطا حمراء، وهى سياسة استطاعت الحفاظ على مصر من الانزلاق فى مغامرات غير محسوبة، وسط نيران مشتعلة على جميع المحاور الاستراتيجية، وتهديد حقيقى للأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل.

ولاية رئاسية جديدة، تحمل شعار «كله جديد فى جديد» بدءا من أداء اليمين الدستورية فى مبنى البرلمان الجديد، بالعاصمة الإدارية الجديدة، جوهرة الجمهورية الجديدة، وبأفكار ورؤى وأهداف جديدة. وبالمناسبة أود هنا ومن خلال سرد التاريخ، أن أرد على الذين يهاجمون العاصمة الإدارية، ومحاولة التشكيك فى جدوى تأسيسها، أن المصريين ومنذ فجر التاريخ، جوهر عقيدتهم الفكرية، البناء والتعمير، ولذلك فإن الملك مينا مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى، على سبيل المثال، عندما وحد مصر، كانت عاصمة البلاد «أبيدوس» فى سوهاج، وبعد تثبيت دعائم الوحدة، رأى «سياسيا وإداريا» أن من الضرورى لتثبيت دعائم الوحدة بين مصر العليا ومصر السفلى، تأسيس عاصمة جديدة تتوسط جغرافيا بين الوجهين القبلى والبحرى، وأن يكون قريبا من الوجه البحرى، فأسس عاصمة جديدة تحمل اسم «منف» وهو القرار الرائع والذى أثبت نجاعة فى تثبيت دعائم الوحدة.

حينها لم يتمسك الملك مينا بفكرة أن يدير البلاد من سوهاج، ويبتعد سياسيا وإداريا عن الوجه البحرى، فكان القرار المهم تأسيس عاصمة جديدة، تتوسط المسافة بين الوجهين، وتلعب دورا أكثر أهمية وتفاعلا، من العاصمة «أبيدوس» فى «الصعيد الجوانى».. وجاء التاريخ لينصف هذا القرار واعتبره، من أهم القرارات الاستراتيجية التى اتخذها الملك مينا، وبداية متميزة لتثبيت دعائم الوحدة، وتخفيف المعاناة عن سكان الوجه البحرى، وعدم إشعارهم بمعاناة التنقل إلى جنوب الصعيد، واستمرت «منف» عاصمة لمصر حتى الأسرة الثامنة أى منذ 2895 وحتى 2360  قبل الميلاد.

وبعد مرور ما يقرب من 5 آلاف عام على قرار تأسيس الملك مينا لعاصمة «منف» جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، ليتخذ قرارا استراتيجيا بتأسيس عاصمة جديدة، تواكب التطور والحداثة والثورة التكنولوجية، بجانب وهو الأهم تكون عاصمة اقتصادية بالدرجة الأولى، قادرة على مواكبة ثورة الاتصالات، والنقلة الاقتصادية العصرية، بعدما صارت القاهرة عاصمة عتيقة، يسيطر عليها الروتين والبيروقراطية، وصخب السهر، مع الاستفادة الكبرى من المنشآت المهمة واستثمارها وتوظيفها، ويمكن وضع خطة لتحويل القاهرة التاريخية وكورنيش النيل إلى منطقة سياحية رائعة.

الأمر اللافت أنه وطوال العقود الماضية كانت وسائل الإعلام خاصة المعارضة والمستقلة، تنادى بضرورة تخفيف العبء عن كاهل القاهرة، والتى صارت لا تطاق من الزحام والتلوث، وعندما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى تأسيس عاصمة جديدة متطورة تواكب الثورة التكنولوجية الكبرى، وتتمكن من اللحاق بركب التقدم والازدهار، والاعتماد على الرقمنة للقضاء على البيروقراطية المعطلة لكل تقدم ونهضة، خرج نفس هؤلاء الذين كانوا يطالبون بضرورة تخفيف العبء عن كاهل القاهرة المنهك، وتأسيس عاصمة جديدة، يعارضون وينتقدون العاصمة الإدارية، فى رِدة فى الرأى غير مفهوم.

ولاية جديدة يُستكمل فيها المشروع الوطنى الضخم، ويوقظ مصر من بياتها الشتوى الممتد، وغيبوبتها الصيفية القاتلة، والتى اقتربت من 6 عقود كاملة، مع «فرمطة» البلاد، ونفض تراب الإهمال عن كاهلها، وتقطيع خيوط العنكبوت التى أُسدلت على مؤسساتها، وكان إنذارا قويا ونهائيا على مدى ما وصلت إليه الدولة المصرية من انهيار فى كل القطاعات بفعل الإهمال وغياب الإرادة السياسية، وتكلس الرؤية، وغياب الأمن والاستقرار بفعل 25 يناير، وما صاحبها من انهيار اقتصادى.

نعم، ولاية رئاسية جديدة قوامها انتهاء مرحلة الدواء المر، وانطلاقة اقتصادية كبيرة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة