كرمه جهاز التنمية ويؤمن بأن التقدم ليس بالإمكانيات
"القدوة بلا تعنيف أو لوم" و"الانتماء فعل وليس كلام"، والتقدم ليس بالإمكانيات، هكذا اختزل الرجل الستينى تجربته المميزة على مدار 20 عاما فى إحدى المدن العمرانية الجديدة، تمكن خلالها من تحويل الموبيليات القديمة وكاوتش السيارات والجراكن والبراميل البلاستيك لقطع ديكورية يفاجئ بها أصحابها فيقفون لالتقاط الصور بجوارها.
مدحت إسماعيل أبوزيد، 60 عاما، بكالوريوس علوم جامعة عين شمس، قرر أن يعمل مدرسا للرياضيات لأكثر من 20 عاما بإحدى مدارس حدائق القبة، بعد أن استقر فى القاهرة خلال دراسته، تاركا بلدتهم الصغير بلقاس أحد مراكز مدينة المنصورة محافظة الدقهلية، وبعد 20 عاما من العمل وصل فيها لموجه رياضيات، قرر الخروج على المعاش مبكرا، واصطحب ابنتيه واستقر فى مدينة الشروق، إحدى المدن العمرانية الجديدة.
وهناك فى الشروق بدأت المرحلة الأجمل والأقارب لقلب الأستاذ، وهى زرع الوعى فى نفوس الأطفال الصغيرة وحب البلد بالفعل، حيث عمل بالعديد من الجمعيات الأهلية مع الأطفال، ورأى فيهم المستقبل الاخضر، هكذا تحدث مستر مدحت عن تجربته فى لقاء خاص مع اليوم السابع.
مستر مدحت كما يناديه أطفال الحى والمجاورة التى يعيش فيها فى مدينة الشروق، بعد المعاش كان لديه طاقة ووقت استغلها لجمع حسنات والخير، فوهب وقته لتضبط الجناين وتعليم الأطفال المبادئ والقيم والزراعة، قائلا: "بلدنا احسن بلد فى الدنيا، ولازم مننتظرش الحكومة تعمل كل حاجة، انا استهدفت الشباب الصغير من سن 10 سنين، من طلابى، وقررت ازرع فيهم الوعى بشكل غير مباشر، حين كانوا يرونى وانا بشتغل بايدى فيهرولوا لمشاركتى".
ويكمل مستر مدحت، أن التوجيه والوعى المباشر ينفر البعض من حولنا، لكن حين كنت أراهم يلعبون بالكرة فى الجناين ويكسروا زرع أو يبهدلوه، أروح أنا أصلحه وأعدله وعمرى ما قلتلهم: "متلعبوش كرة فى الجناين"، لكنهم بدأو يستجيبوا لنا أفعله ويشاركونى فيه، حتى حينما كنت أرى شخص بيرمى قمامة برفعها بنفسى، فيحرج ولا يلقى عليه اللوم من نفسه كراجل كبير.
وبقول مدحت خلال حديثه مع اليوم السابع: "فكرة أن تكون قدوه بلا تعنيف أو لوم، تأتى بثمار أفضل، الإحساس بالود، يجعل الجميع يشارك والأطفال بدأت تتعلم تعمل شتلات الزرع بنفسها، فالزرع فيه بركه وخير وجمال، ويكمل: "كرامتك موجودة فى الانتماء، لانه فعل وليس كلام، بهذه الجمل، تذكر ما كان يفعله معه جيرانه حين كان يجمع مخلفاتهم التى يرمونها فى الشارع، وفى بداية الأمر ظنوا أنه جامع قمامه، حتى أن بعضهم كان يناديه ليعطيه القمامة، فلم ينهر أحد يوما،ويىد "حاضر من عنية"، وكانوا مستغربين، ومع الوقت عرفوا أنى موجه رياضيات، وأنى اعمل هذا لحبى لبلدى، وعشقى للأرض، واعتبرها رفات اجدادى ولازم نحافظ عليها ونكحل بيها عنينا".
ومن أين جاءت فكرة استغلال المخلفات لتجميل الميادين؟ أكد مستر مدحت قائلا بنبره كلها فخر: "التقدم ليس بالإمكانيات، وانما من أبسط شىء ممكن تعمل شىء كبير، المثل الأعلى مضخة المياه لهدم خط بارليف، وكل ما احتاجه المهندس المبدع ترجمه حبه لبلاده فعل بفكرة بسيطه لا تخطر على بال احد، وبإمكانيات بسيطة ومحدودة، الهرم الاكبر منظومة يمكن استمداد الأفكار الكثيرة منه، كمصريين بيبهروا العالم، وعدم المشاركة بتعكس عدم الحب، ومحاربة الفعل يصيب القائم بيه بالاحباط، فالمنظومة العكسية محدش هيغرنا احنا اللى هنغير نفسنا واللى حوالينا".
عمق الاحساس بالانتماء وحب البلد بالفعل، كان سببا لظهور نماذج تستطيع ترجمه هذا الحب لحاجة جميلة، مدرس الرياضيات، تمكن من تحويل الموبليات القديمة والكاوتش وأى مخلفات لتحف فى ميادين مدينة الشروق، والقطعة المخلفة بتعتمد على الابتكار بالشكل الطبيعى، وكل المخلفات اللى تخرج من الشجر، حيث أن المخلفات بتعيد تدوير نفسها، و كل الهدف احاول انور على مربعى الشخصى الغيرة فى الخير.
فى النهاية، تزخر شوارع الوطن وبيوته، بناس تحب تراب الوطن وتحافظ عليه، ومستر مدحت نموذج يستحق كل التقدير، بالمشاركة والكتابة، فهو نموذج يستحق الفخر بيه ووهو ما جعل أحد رؤساء جهاز تنمية مدينة الشروق يكرمه، فيما انتشرت ابنتيه من الفخر بيه وهما الكبرى متزوجة طبيب، وحاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، أما الثانية فكان لها نصيب من جمال روح والدها وتخرجت منذ 7 سنوات وتعمل مدرسة تربية موسيقية.
إعادة التدوير ثقافة تراكمية
الجمال لا حدود له
الرى الذاتى للزرع
الساقى للحديقة هو أحد اختراعاته
العمل بحب يؤتى بثمار
جانب من حديقته
جمال مختلف لفكر مختلف
حتى الأثاث القديم له استخدام
خلال تشغيل اختراعاته من المخلفات
عم مدحت وهب حياته لإعادة التدوير والوعى والانتماء
كل ركن بالحديقة يروى حكاية مخلف أعيد تدويره
كل شىء له استخدام من المخلفات
مستر مدحت يروى حكايته مع الزرع والوعى
من المخلفات يكون الجمال