تعلن مصر اليوم تأسيس الجمهورية الجديدة، التى تتزامن مع بدء ولاية جديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، والتى تنطلق بحلف اليمين الدستورية من داخل مقر مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة، اليوم مصر تتزين من أجل إعلان العبور إلى جمهورية جديدة تتسع لكل المصريين، تقوم على ركائز مهمة منها تعظيم القوى الشاملة عسكريا وسياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا، بالإضافة إلي ركيزة مهمة وهي تحقيق العدالة الاجتماعية من حيث عدالة توزيع الدخل ورفع الحد الأدنى للأجور بشكل مستمر ورفع المعاشات وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية، كذلك بناء الإنسان والعمل علي توفير حياة كريمة لكل مواطن، فضلا عن تحسين مستوي الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز المفهوم الشامل لحقوق الإنسان.
ولا يخفي علي أحد حجم التحديات التي واجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اليوم الأول لتوليه حكم البلاد سلسلة طويلة من التحديات التى كادت أن تعصف بهذا الوطن، الذي واجه مؤمرات ومخططات لاسقاطه، باستخدام سلاح الفوضي ونشر العنف وتعزيز الانقسام المجتمعي، والاستقطاب بين أطياف المجتمع، لكن بعقلية ورؤية القائد تمكن الرئيس خلال 10 سنوات فقط من الحكم أن يعيد مصر لمكانتها، فقد خاض حربا على جماعات الإرهاب التى حاولت السيطرة على قطعة غالية من أرض الوطن، سيناء الغالية التى بذل أبناء مصر أرواحهم من أجل الحفاظ عليها ، وعدم التفريط في حبة رمل واحدة منها، كما خاض الرئيس تحد آخر وهو إعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية التى تسببت سنوات الفوضي في إضعافها خاصة في عهد جماعة الإخوان الإرهابية التى عملت بتفاني على تفكيك مؤسسات الدولة لإحكام السيطرة عليها وفرض سيطرتها، إضافة إلى حالة الانهيار الاقتصادي التى أصابت مصر بعد اسقاط جماعة الشر.
الحقيقة أن النظر إلى ما قبل عهد الرئيس السيسي ضرورة لكي نقف على حجم الانجازات التى تحققت على أرض الواقع، وكيف انتقل القائد بمصر من مرحلة الانهيار إلى النهضة، فقد تميزت السنوات العشر الماضية بالعمل على خطوط متوازية، وكأنه سباق مع الزمن لإعادة هذا الوطن إلى مكانته الطبيعية، فالحرب على الإرهاب في سيناء لم تمنع قطار التنمية في أن يجوب أرض الفيروز الغالية لتحسين البنية التحتية وإقامة مشروعات تنموية تساهم في تحسين حياة أبناء المحافظة، إيمانا من القيادة السياسية أن البناء والتنمية هي حائط الصد الأول لمواجهة الطامعين في هذه البقعة الغالية من أرض مصر، بالإضافة إلى مواجهة التطرف والإرهاب بمحاربة الفقر، كما عمل الرئيس على إطلاق المشروعات التنموية ومشروعات البنية التحتية في جميع محافظات مصر لتحسين بيئة الاستثمار لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، بالإضافة إلى تحسين شبكات الطرق والكبارى وتطوير الموانىء، فضلا عن دعم القطاعات الإنتاجية خاصة القطاع الصناعي والزراعي لتشهد مصر نهضة غير مسبوقة رغم ما واجهته من تحديات كادت أن تعرقل هذه الجهود، بداية من جائحة كورونا ومرورا بالحرب الروسية – الأوكرانية، وصولا إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وما تسببت فيه من تداعيات أثرت سلبا على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وقناة السويس.
لكن.. ماذا عن القادم؟!
اعتقد أن التحديات هي جزء من تاريخ هذا الوطن، لذلك فالتحديات التي تواجه مصر لن تتوقف يوما، فالرئيس عبد الفتاح السيسي علي مائدته عدد من الملفات شديدة الأهمية سواء المحلية منها أو الخارجية، فعلي الصعيد المحلي لازال الوضع الاقتصادي وخطط الإصلاح التي تنفذها الدولة تحظي بأولوية كبيرة في ظل حرص القيادة السياسية علي مواجهة ارتفاع معدلات التضخم ومحاولة السيطرة عليها، والحفاظ علي استقرار سعر الصرف ورفع قيمة العملة المحلية في مواجهة الدولار، فضلا عن استحداث آليات جديدة لزيادة حجم التدفقات الدولارية، كما تواجه الدولة تحدي خاص بدعم الانتاج المحلي وتشجيع الصناعة الوطنية، وتمكين القطاع الخاص في مقابل تخارج الدولة من الأنشطة الاقتصادية.
أما علي الصعيد الخارجي، فمصر في موقف لا تحسد عليه بسبب حدودها المشتعلة شرقا في قطاع غزة، وغربا في ليبيا، وجنوبا في السودان، الأمر الذي بات تهديدا لمصر وأمنها القومي، لذلك اعتقد أن الرئيس السيسي في ولايته الجديدة سيواصل العمل من أجل إنهاء هذه الصراعات والحروب، وتعزيز أمن واستقرار المنطقة.
لذلك نقول أن المسئولية التي يحملها القائد عبد الفتاح السيسي خلال ال٦ سنوات المقبلة، هي مسؤولية بقدر ثقة المصريين، الذين يضعون آمالهم في الرئيس عبدالفتاح السيسي علي العبور بمصر من الأزمات الاقتصادية حتي تتحسن أحوال المصريين، كذا استعادة التهدئة في المنطقة التي تعاني من التوتر والعنف مما أثر سلبا علي الاقتصاد المصري، لذلك يجب أن نقف جميعا صفا واحدا خلف قائدنا لاستكمال ملحمة العبور من هذه التحديات.
وأخيرا.. اتوجه بالتهنئة إلي الزعيم والقائد عبد الفتاح السيسي لبدء ولاية جديدة داعيا الله أن يرزقه التوفيق والسداد وأن يُمكنه من العبور بمصر إلي بر الأمان.