كثير هم الرؤوساء ولكن الزعماء في تاريخ الأمم قليلون، وفي تاريخ مصر الحديث يقف المواطن عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي أحد أبرز هذه الزعامات، ليس في الأمر مبالغة فإن وصف أي شخص بالزعامة يستلزم ثلاثة شروط وهي: استثنائية الفرد، واستثنائية الظرف، واستثنائية الفعل، وجميعها تنطبق في حالة الزعيم عبد الفتاح السيسي.
لم يكن الرئيس بشخص عادي يسكن قصر الرئاسة، ولكننا أمام رجل يحمل رؤية وينتهج فكرًا ويرسم خارطة طريق، يحلم ولديه قدرات إنفاذ الحلم، فهو بحق شخص استثنائي في تاريخ مصر الطويل الممتد عبر آلاف السنين.
أما عن استثنائية الظرف، فإننا نتحدث عن بطل قومي وجد نفسه في موقع لا يحسد عليه أحد، بلد يخرج من ثورتين، مهدد أمنيًا في الداخل وعلى الحدود وممزق اجتماعيًا وسياسيا بسبب حالة الاستقطاب الحادة، ومنهك اقتصاديًا بأزمات داخلية وخارجية، وهنا التقت استثنائية الفرد الذي حمل المسئولية بكل أمانة وشرف وشجاعة مع استنثائية الظرف وخطورته وحساسيته على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
أما استثنائية الفعل، فهي تسع سنوات من الإنجازات، يمكننا تقسيهم إلى 3 حقب، حقبة "معركة الوجود" لضمان عدم سقوط الدولة في مخطط دُبِرَ بليلٍ، ثم حقبة "معركة البناء" لاستعادة بنية تحتية ممزقة ومهترأة على مستوى البنية المادية أو البشرية أو المالية، ثم حقبة "معركة الانطلاق" لرسم خريطة الجمهورية الجديدة القوية القادرة على كافة المستويات.
لم يكن الطريق ممهدًا ولن تكون مرحلة التحول من "معركة الانطلاق" نحو "معركة الريادة" سهلة، فالمتربصون بالدولة المصرية في الخارج كثيرون، وأعوانهم وأذنابهم في الداخل أكثر، ووكلائهم في الإقليم لا يزالون يحيكون المؤامرات ويخططون لها، كما أن إصلاح الأوطان وصناعة النهضة فيها ليست بمهمة يسيرة على مدار التاريخ ولن تكون مصر استثناء من تلك القاعدة.
بحلف اليمين ندخل عصرًا جديدًا ومعركة مختلفة إلا وهي معركة الريادة، عنوانها بناء الفرد الواعي والمجتمع المتماسك، ذلك الفرد المؤهل المنتج القادر على تحويل الأحلام إلى حقيقة، والمجتمع المتماسك القادر على ترجمة إنجازات المعارك الثلاثة السابقة والذي يقف حائط صد بشري أمام حروب لم تعد بالبندقية والصاروخ والقنبلة، إنما أصبحت تستهدف العقول وتصنع الفتن حتى باتت تسقط الدول بأيدي أبنائها وأصبحت الشعوب تهدم بلادها بأيديها.
معركة الريادة شعارها التكامل في البناء والتشارك في صناعة الحلم وتنفيذه، فقد كان الحوار الوطني تتويجًا لمرحلة الانطلاق، وإرهاصًا أوليًا لمرحلة الريادة، فمصر تحتاج لكل فكرة وكل عاقل وكل جهد من كل مصري محب لبلده وعاشق لترابها، فالأوطان لا تبنيها الحكومات فقط، بل تضافر جهود من في السلطة مع المجتمع المدني مع القطاع الخاص مستندين على شباب مصر مرتكزين على إيمان بأن مصر والمصريين يستحقون الريادة دائمًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة