"دراما رمضان.. هل حضرت الهوية؟!" كان عنوان مثير لفعاليات الصالون الثقافي للمنظمة العربية للحوار الذي عقد الأسبوع الماضي، بحضور نخبة من المفكرين، ويستشهد العنوان بالمثل القائل (إذا حضرت الملائكة ذهبت الشياطين) فكما أن الشياطين تتضرر من رؤية نور الملائكة فتهرب وتتلاشى.. فحينما تحضر الهوية في الدراما تكون مثل حضور النور الملائكي دلالة قطعية على ما تستطيع الدراما الجادة في تجسيدها للهوية في خطاباتها المختلفة، من فتح نوافذ النور للتماسك المجتمعي والوعي والإصلاح القيمي.
فالملاحظ أن دراما رمضان هذا العام كان تناولها لمفهوم الهوية تناولا نسبيا وفقا لعدة متغيرات وفي مقدمتها جهة الإنتاج للعمل الدرامي، ومدى وجود رسالة وطنية عند القائمين بالإنتاج الدرامي وهنا تتصدر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإنتاجها الدرامي الوطني المشهد بجدارة في الحرص علي
تقديم خريطة مسلسلات دسمة لرمضان هذا العام وشاملة من حيث المحتوى الدرامى الهادف والإخراج المتميز، تتنوع ما بين الكوميدى والأكشن والاجتماعى، ويجتمع فيها أهم نجوم الدراما من مختلف الأجيال سواء الكبار أو الشباب عبر موضوعات مختلفة ومتنوعة لإرضاء كل أذواق الجمهور.
وقدمت الشركة خلال شهر رمضان أكثر من 20 مسلسلا مقسمة إلى 9 مسلسلات من نوعية الـ30 حلقة، و11 من نوعية الـ15 حلقة، وذلك عبر شاشاتها المختلفة بالإضافة إلى منصة watch it.
والخريطة الدرامية المتحدة بمسلسلاتها متنوعة وراسخة وذات رؤية واضحة تزداد نضجا كل عام، وتحمل معها إشارات إيجابية عن تمسكها بالأخلاق المحققة للأهداف كذلك تعكس مدي إستقرار الأوضاع الاجتماعية والسياسية والسعى وراء نهضة اقتصادية، فاستقرار الوضع الدرامى يأتى من الإعلانات المعلقة على جانبى الطرق والكبارى، والإعلانات الإلكترونية على صفحات المواقع الإخبارية ومنصات "السوشيال ميديا"، إعلانات الصحف والمجلات، إضافة إلى الإعلانات على القنوات الفضائية عن المسلسل.
وهي إشارات إيجابية وراء جودة مسلسلات رمضان هذا العام ، فهذه الأعمال الدرامية كفيلة أن تلقي رواج ومتابعة وأن تحصد اهتمام الناس نظرا لكونها أعمال مكتوبة بإبداع وتميز وجاذبية.
وتم تقديم وجبة ثرية من القيم والآداب التي تربينا عليها في المجتمع المصري والعربي خلال الدراما الرمضانية الحالية، في محاولة منها لتشكيل وعي الجيل الحالي بطريقة إيجابية، حيث سعت المتحدة في دراما رمضان إلى بث قيم وعادات المجتمع من خلال الأعمال الدرامية، إيمانًا منها بأهمية ودور الفن في تشكيل وعي الشباب، والارتقاء بالمجتمع.
وتسلط المتحدة الضوء على عدد من القضايا المهمة ذات الصلة بهوية مصر ، والتي بدورها تشعل نور المبادئ والقيم من جديد في عقول الشباب، في ظل وجود السوشيال ميديا.
فصناعة الدراما لا تقل عن أى صناعة آخرى، و يمكن أن تصبح قوة للدولة اقتصاديا لقدرتها على أن تصبح مصدرا من مصادر الدخل القومى، حال خروجها من الإطار المحلى، بالإضافة إلى كونها من القوة الناعمة للدول التى يمكن استخدامها فى رسم صورة مصر فى عقول شعوب العالم، وهو الأمر الذى أدركته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى توقيت شديد الأهمية ، لتستطيع أن تكون الدراما سلاحا قويا في حروب التشكيك ومحاولة هز ثقة المصريين فى مؤسسات الدولة المصرية، وهو ما تطلب خوض معركة صناعة الوعى التى قامت بها الشركة المتحدة، وبشكل أكثر نضجا في دراما رمضان هذا العام، والتى اهتمت بتطوير الإعلام والدراما إيمانا بدورهم فى بناء الشخصية المصرية والارتقاء بها، واستخدام الإعلام والدراما فى معالجة القضايا الوطنية وإبراز التحديات، وإعادة ضبط السوق الدرامى وتوجيهه إلى الطريق الصحيح ليكون سلاح الدولة فى التغيير.
ونستطيع القول إن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قامت بطفرة إصلاحية فى مجال الدراما والإعلام في الموسم الرمضاني، لتعود بالإعلام المصرى إلى دوره الأساسى فى بناء الوعى وتوعية المواطنين بالقضايا الوطنية التى تواجه الدولة المصرية، والتعبير عن قضايا المواطن ومشاكله، وحشد الجهود من أجل الارتقاء بالمواطن المصرى فكريا وثقافيا.
كان من المهم أن تكون الدراما انعكاسا للواقع المصرى، وهو ما حرصت عليه الشركة المتحدة حيث جعلت الدراما الرمضانية مرآة لمصر تظهر جمالها ومقوماتها، وحجم التنمية التى شهدتها مصر، بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية التى تمس عموم المصريين وهويتهم الاصيلة .
فمن خلال المتحدة في رمضان قدمت أعمال درامية هادفة تُساهم فى بناء التماسك المجتمعى ونشر القيم المصرية الأصيلة،وجاءت متنوعة لتعكس الهوية ما بين التاريخي والاجتماعي والأكشن والكوميديا والتراجيدي والشعبي، ووسعت سوق الإنتاج الدرامي هذا العام، وفتحت المجال أمام شركات الإنتاج من أجل العمل، والدخول في شراكات جديدة مع المتحدة من أجل خلق حالة أكبر من التنوع والإبداع، ليكون عدد الشركات التي تقدم أعمالا في موسم رمضان، هو الأكبر مقارنة بالسنوات الماضية،، منها الذى يسجل تعاونه الأول مع المتحدة، والآخر الذى يجدد التعاون والجميع علي ذات الرؤية الفكرية التي تعزز حضور الهوية المصرية وتقدم القيم الإيجابية.
والقائمون على الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أدركوا أهمية حماية عقول المصريين في وجه تلك الحرب التي تستهدف المصريين، مما قد يؤدي بالمجتمع كله إلى فخ السقوط في هاوية سحيقة مدمرة تأكل الأخضر واليابس وتقضي على ما تبقى من تأثير قوته الناعمة، حيث تم وضع خطة طموحة ذكية لإعادة نشر الوعي بين صفوف المصريين واستعادة الريادة الفنية في الوطن العربي والمنطقة بأكملها، عبر إنتاج درامي هادف ووطني، وأعمال فنية بشكل عصري ترسخ القيم الاجتماعية والوطنية، وبهوية مصرية خالصة، وفي الوقت ذاته تتصدى وتواجه كل ما تنشره وتبثه المنصات المعادية والمناوئة للدولة المصرية، والتي تهدف لطمس الهوية المصرية المميزة، التي تضرب جذورها عمق التاريخ، وتقف حائط صد منيع أمام كل الخطط والمحاولات الرامية إلى إشعال الفتن والفوضى داخل الدولة المصرية وذلك استنادا على ثقافة ثرية وحضارة متنوعة وريادة فنية وإعلامية كانت وستستمر ، من خلال إعمال تاريخية أو دينية، ذات قيمة عميقة الرسائل، تساعد على الوعي وترسخ الهوية الوطنية وتعلي في الوقت ذاته من قيم المجتمع وتغرس السلوكيات الإيجابية وتعيد بناء الإنسان المصري، إذ استهدفت أعمال المتحدة كل الفئات والأعمار، كما اقتحمت أسواقا جديدة للدراما المصرية لم تكن موجودة من قبل، جعلت الدراما المصرية تعود لشوارع وأزقة الوطن العربي بأكمله كما كان يحدث في السابق.
وتشهد مسلسلات رمضان 2024 تنوعًا مميزًا، حيث يتواجد اللون الكوميدي والاجتماعي والأكشن والتاريخي والأعمال الوطنية وغيرها من الأعمال بشكل مميز ، ومن أبرز الأعمال الدرامية التي قدمتها المتحدة تصدر مسلسل «الحشاشين» المشهد الدرامي الرمضاني باعتباره من أضخم مسلسلات رمضان 2024 هذا العام.
وكذلك لم تغفل دراما المتحدة دعم القضية الفلسطينية من خلال مسلسل "مليحة" وهو عمل متميز يدعم القضية الفلسطينية الذي يقدم الكثير من الكواليس والأسرار حول عمليات التهجير التي قامت بها العصابات الصهيونية منذ زمن بعيد.
ومسلسل «عتبات البهجة» بطولة النجم الكبير يحيى الفخراني، الذي يتناول تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك تناولت مصفوفة الموضوعات التي قدمتها الاعمال الدرامية عدد من الموضوعات الاجتماعية الهامة مثل عمل المراة في ظهور لافت للبطولة النسائية في التمثيل وتنوع كبير يعرض هذا العام، بين الأكشن والدراما الاجتماعية المميزة، مثل "حق عرب" بيت الرفاعي ، كامل العدد+1، بقينا اثنين، وألف ليلة وليلة "جودر" وكذلك مسلسلات رسوم متحركة موجهة للاطفال في اهتمام محمود بالطفل المصري طالما طالبنا به وهذا ما يطرحه مسلسل "يحيى وكنوز "لتوعية الأطفال بالحضارة المصرية، ويدعو للحفاظ على الهوية.
كذلك يمكن رصد دور المتحدة في تقديم ودعم جيل جديد من الشباب الموهوب في "مسار إجباري"
ومسلسل "صيد العقارب"من خلال الدراما الاجتماعية المميزة التي تقدم قضايا وعلاقات اجتماعية متشابكة.
وكذلك كانت الكوميديا الاجتماعية حاضرة في "بابا جه "وهو مسلسل اجتماعي كوميدي، يناقش قضايا الآباء والأبناء بمنظور مختلف
وإعادة الكلاسيكيات بشكل مميز في "إمبراطورية ميم"و في "سر إلهي"
لتقديم عددًا من القضايا الاجتماعية بشكل مختلف مميز للهوية والعقل الجمعي المصري.
وكل هذا الإنتاج الدرامي السخي تم من خلال خطة مميزة للتواجد خلال الموسم الرمضاني بأعمال ضخمة ومميزة تحدث نقلة نوعية في الإنتاج الدرامي التليفزيوني برؤية خالصة للهوية المصرية.
وهذا الرصد السريع لهذه الأعمال الدرامية المتميزة التي قدمتها المتحدة للخدمات الإعلامية خلال الشهر الفضيل يتضح فيها جهود كبيرة لإحياء روح الهوية المصرية الأصيلة في الإنتاج الدرامي وإن قابلها بعض النماذج الدرامية الأخرى لجهات إنتاجية أخرى مصرية أو غير مصرية بعضها كان جيدا والبعض الآخر وهو الأغلب للأسف لا زال يدور في تقديم صور البلطجة والعنف والسطحية واثارة الجدل في ثوابت العقائد والهوية، وهو ما يجب أن نتصدي له جميعا ويتم كشفه للمواطن المصري من خلال منصات ونوافذ التربية الاعلامية الوطنية.
فنموذج الرؤية الناضجة التي تطرحها دراما المتحدة في اهتمامها بتجسيد قيم وأخلاقيات وهوية المجتمع المصري في الإنتاج الدرامي في رمضان هذا العام، هو نموذج يستحق الإشادة والمساندة والتحليل المستنير من قبل الجماعة الفكرية والثقافية والإعلامية في سبيل الاستفادة منه في نشر الوعي الإعلامي، وإحداث التشبيك المطلوب معه من قبل جميع مؤسسات الدولة لدعم القوي الناعمة المصرية بأعتبارها واحدة من أهم أدوات صناعة الوعي وتحصين المواطن المصري ودعمه من اجل بناء الجمهورية الجديدة والتي من أهم دعائمها هوية مصر التي يجب الحفاظ عليها والتصدي لأية محاولات طمسها وتزييفها لتظل راية مصر الغالية خفاقة فوق الدنيا .
