إذا أتتك رياحك فاغتنمها.. تلك الكلمات تلخص الحالة التى وصل إليها حارس الأهلي الشاب مصطفى شوبير والذى اقتنع تماما بحقيقة أن الحارس الكبير هو من يستغل الفرصة إذا جاءته، ولمَ لا فقد استغلها من قبله إكرامي، كما استغلها أيضاً والده شوبير، وهو ما طمأن جماهير الأهلي حول مستقبل حراسة المرمى الذى يحميه بطل من بيت بطل..
تألق مصطفى شوبير في مباراة الأهلي الأخيرة أمام مازيمبي وضعه فى صدارة الصحف، وتغنى الجميع بأرقامه وتصدياته المميزة وكيف نجح فى الحفاظ على نظافة شباكه فى ست مباريات بدورى أبطال أفريقيا وتمكن من التصدي لـ27 محاولة على مرمى الأهلي بنسبة 100%، متفوقاً على محمد الشناوى الذي حرس عرين الأهلى فى 5 مباريات بالنسخة الحالية واستقبل هدفاً فى مباراة يانج أفريكانز، ليصبح أول حارس فى تاريخ حراس الأهلي يحافظ على نظافة شباكه فى أربع مباريات متتالية خارج الأرض، كما لعب دوراً كبيراً فى صعود الأهلي لنصف نهائي أفريقيا هذا الموسم..
موهبة شوبير بثت فى نفوس الأهلاوية الأمل من جديد وطمأنتهم حول مستقبل حراسة مرمى الفريق، خاصة مع أخبار الميركاتو كل موسم والعروض السعودية لاحتراف الشناوى، ما حدا ببعض الجماهير للتساؤل عن المرحلة المقبلة بعد تعافى الشناوي، والذى سيعود لمركزه قائداً للفريق وحارساً لمرماه، فى وقت تتطور فيه موهبة الحارس الشاب ويرتفع مستواه مباراة تلو الأخرى، وهنا أصبح الأهلي مطالباً بالحفاظ على حارسه الشاب وتطوير موهبته بشكل صحيح، كون إعادته لدكة الاحتياطي قتلاً لموهبته وتعطيلا لنموه، وهنا تكمن صعوبة المعادلة التي تتطلب قراراً حكيماً..
شوبير بالتأكيد يمنح الثقة لمسئولى الأهلي في مستقبل حراسة مرمى الفريق، ما يجعلهم يعيدون التفكير فى التخلى عن الشناوى، صاحب الـ35 عاماً، والذى طلب من قبل الاحتراف، ورفض مسئولو القلعة الحمراء ذلك مكتفين بزيادة قيمة عقده وتعويضا مالياً، خاصة أن فكرة الاحتراف مازالت تراود أخطبوط الأهلى، والذى أشارت بعض التقارير لامتلاكه عرضاً من أحد أندية السعودية، فضلاً عن وجود بدائل أخرى مثل حمزة علاء المتميز أيضاً، أو شراء الزنفلي "المعار"، فهنا القرار سيكون أسهل وربما تتغير المعادلة ونجد الأهلي يسمح بخروج الشناوى..
أما النقطة الأخرى فترتبط بالمنتخب، ففي الوقت الذى تفرض فيه "موهبة" مصطفى شوبير نفسها على المنتخب، ونجده يمتلك مقومات الانضمام لكتيبة حسام حسن المرحلة المقبلة، خاصة بعد موجة الإصابات التي أطاحت بنجوم حراسة المرمى - الشناوى الذى أجرى جراحة فى الكتف، وأبو جبل الذى أصيب بالرباط الصليبى – في مرحلة مهمة يستعد فيها المنتخب لخوض مباراتى بوركينا فاسو وغينيا بيساو فى يونيو المقبل بتصفيات كأس العالم، وهنا يتكرر السيناريو بعودة الشناوى، ولكن ربما الأمر سيكون مختلفاً نوعاً ما، خاصة مع حسام حسن والذى ربما يرجح خبرة الشناوى على موهبة وحماس شوبير، وهنا سيكون مكسباً عظيماً لشوبير الجلوس على دكة بدلاء منتخب مصر والذى لا يختلف اثنان على وجوده حارسا أساسياً للمنتخب فى القريب العاجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة