في اليوم الخامس والعشرين من شهر أبريل تفوح ذكرى عطرة تملأ القلوب العامرة بالخير بهجة ومحبة وسعادة؛ حيث استكمال تحرير بقعة طاهرة من أغلى ما امتلكت مصر؛ ألا وهي سيناء أرض الفيروز؛ فقد كلل هذا الحدث الجلل ما حققه عبور جيش جسور عظيم القدر والمقدار؛ إذ خر بعد سلسلة من المفاوضات أخر جندي صهيوني من الأراضي المصرية؛ فكان هذا بمثابة انتصار متكامل في ظل تاريخ الأمم التي لا تقبل الضيم والعدوان.
إن ما جرى من مفاوضات سياسية أسست على منطق ومكانة القوة لا الضعف أو الاستسلام؛ فعلى أثرها رفع علم مصر على حدود الدولة الشرقية بمدينة رفح وشرم الشيخ، وصار هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً له قدر في وجدان كل المصريين؛ فقد بذلت جهود مضنية على المستوى الدبلوماسي؛ ليتحقق استكمال مسيرة تحرير أرض الفيروز كاملة غير منقوصة.
وعندما نرصد جهود مصر العظمي في منطقة أرض الفيروز نشاهد نهضة وتنمية لم يسبق لها مثيل في عصر أو عهد من التاريخ؛ فقد أخذ الإبن البار رئيسنا الجسور على عاتقه أمر نهضتها ورقيها وزيادة حمايتها وصيانتها بمزيد من المشروعات التنموية العملاقة التي أوجدت توطينًا لمجتمع يحافظ على مقدرات وطنه ويحقق مقومات أمنه القومي ويرفع رايته بمزيد من العمل والجهد المتواصل؛ فلا يصبح للعدو مدخل أو مسعى لأن يعاود الغدر والعدوان على تراب الأرض المقدسة.
والفكر الاستراتيجي للقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية اتضح ملامحه العبقرية في ربط سيناء بشكل مباشر وحيوي مع الوادي والدلتا بمخططات باتت واقعًا ملموسًا أبهر العالم بأسره، وأكد أن سيناء أغلى جزء بمصر الحبيبة، كيف لا وبها جمال الطبيعة وتمتلك من المعالم السياحية ما يجعلها متفردة عن كثير من المناطق في الشرق الأوسط بأكمله؛ فبها جبل سيناء وكاتدرائية سانت كاترين وشرم الشيخ والغردقة وشواطئهما الساحرة.
إن ذكرى أرض الفيروز الخالدة صار لها مذاق وطعم مختلف لدينا نحن المصريين؛ ففي ظل إرهاب أسود وتهديدات بالجوار وأطماع من القاصي والداني أصبح تنمية أرض الفيروز هدفًا استراتيجيًا واضحًا ومن ثم تم استئصال كافة صور الخراب في زمن قياسي؛ لتصبح سيناء الحبيبة عامرة بأهلها جاذبة لمزيد من المصريين سواءً عمالة مستدامة أم مؤقتة، وهذا ما حقق نتائج ملموسة بفضل تضافر مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية وأهل سيناء؛ حيث إحداث نهضة تنموية سريعة ساعدت في تحقيق مفردات الأمن القومي بربوعها المختلفة.
والاحتفاء والاحتفال بتحرير أرض الفيروز لم يكن مجرد ذكرى تمر مرور الكرام على أذهان المصريين؛ فقد ترجمت في ميدان نهضة التي قادها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ حيث تنفيذ الربط بين سيناء الحبيبة من خلال الأنفاق فائقة التصميم والأمان مع الإسماعيلية وبورسعيد والسويس؛ بالإضافة لشبكة الطرق المبهرة والكباري المعلقة، ناهيك عن تنمية مبهرة في المجال الزراعي والصناعي وتدشين تجمعات سكنية راقية تسع مجتمعات بشرية مصرية تعد صمام الأمان لأرضنا الغالية.
واتوقع في كل ذكرى نمر بها لتحرير أرض الفيروز سوف نشاهد ونرصد مزيد من الإنجازات المصرية المتوالية والمتتالية؛ فللدولة وقيادتها الحكيمة رؤى طموحة تقوم على منهجية واضحة تستهدف مسارات تنموية ونهضوية متعددة في سيناء وشتى ربوع الدولة المصرية؛ فتلك رسالة مقرؤه للجميع تؤكد أن بلادنا تحمل الخير وبها الخير ليوم الدين، وهي بلاد محروسة بفضل ربها ورعايته وبفضل رجال أشداء أقوياء ملخصين.
وفي مقام السعادة والفرح والشعور بالفخر بما تم في الماضي وصبغه الحاضر بأعمال يسطرها تاريخ نهضة الأمة المصرية نقول: إن مصر المحروسة وأرض الفيروز قطعة أصيلة نفسية غالية منها ستظل عامرة شاهدة لمزيد من الإعمار والتنمية ما دام فيها من يدينون لها بالولاء والانتماء ويحملون أمانة صونها وصيانتها، ونقول لكل من تسول له نفسه، إن ذكرنا تحيي في نفوسنا مجدًا يجعل هامتنا وهمتنا وقوتنا وعزيمة عالية قوية، وسنمضي في مسارات التنمية والنهضة والإعمار ما بقيت الشمس مشرقة.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة