لم تكن سيناء مجرد قطعة غالية من أرض مصر ولا هي فقط بوابة مصر الشرقية وليست مجرد منطقة مملوءة بالكنوز الطبيعية والبشرية وغيرها، سيناء بالتأكيد تحتوي كل ذلك وأكثر، غير أن فيها جزءا مهما من تاريخ مصر كما هي من جغرافيتها، وربما تكون الدماء الزكية التي دفعها فيها آباؤنا وأجدادنا على المدى البعيد والقريب جزءا معتبرا من أهمية هذه البقعة الغالية.
إن ذكرى الخامس والعشرين من أبريل وإن كانت جزءا مهما من تاريخنا المعاصر ودليلا دامغا على أن المصريين يرون في أرضهم جزءا من وعيهم بذاتهم، جزءا من هويتهم الحاضرة على الدوام، ولذلك فإن الواجب الأهم في ذلك الوقت أن ننقل هذا الإحساس إلى أبنائنا الذين يتعرضون طوال الوقت لعواصف تحاول محو هذا الوعي أو إضعافه على أقل تقدير تمهيدا للمحو الكامل وهو ما يوجب علينا أن نتوقف حياله لاسيما وأن هذه الأرض تحمل في جنباتها الكثير من تاريخنا، علامات واضحة على الانتماء الدائم لمصر.
فيها حمام فرعون وسرابيت الخادم ومعبد حتحور وعيون موسى وجبل المغارة وحمام موسى، وكلها أماكن تنتمي إلى تاريخ مصر القديم وتشير إلى اهتمام أجدادنا القدماء بسيناء بوصفها أرض الفيروز والنحاس والمكان الذي يمكن الاستشفاء فيه كما أنها الأرض التي تلتقي عليها الأديان، لتظهر الصفة الأهم في سيناء أنها الأرض المقدسة التي حمتها مصر وحافظت على قداستها على مر التاريخ ليكون وادي الطور ودير سانت كاترين دليلا على ذلك.
كما أن بها من الشواطئ المتنوعة ما يصعب تجميعه في مكان واحد، دهب ونويبع وشرم الشيخ ورأس سدر والعريش، محمية رأس محمد والبلوهول حيث أفضل مياه الغطس وأنقاها وحيث الشعب المرجانية والتنوع الكبير للأحياء البحرية والشواطئ بين الرملية والصخرية، كل ذلك يجعلها المكان الأهم لسياحة الشواطئ والمنتجعات ربما في العالم كله.
وتضم سيناء في جنباتها الأماكن المقدسة للأديان كافة من جبل التجلي ووادي الطور ودير سانت كاترين وعيون موسى وغيرها من الأماكن التي يهتم كل صاحب دين بزيارتها والتبرك بها مما يجعلها واحدة من أهم بقاع السياحة الدينية في العالم.
هذا التنوع الكبير في الأماكن السياحية يجعل من سيناء مكانا مهما للجذب السياحي داخليا وخارجيا ويجب أن يتم النظر إلى كل تلك العناصر بوصفها قيما مضافة إلى السياحة المصرية عموما، أما كيف يتم ذلك فهذا جزء من حيثنا القادم إن شاء الله.