تتطور الجريمة مثل كل شيئ يتطور حولنا، فمع ظهور التكنولوجيا الحديثة، تحولت مسارح الجريمة من أرض الواقع للعالم الافتراضى، الذى يرتكب فيه جرائم صادمة تدق ناقوس الخطر.
ما أقوله لك هنا ليس دربًا من الخيال، ولكنه واقع، سطرته أوراق القضايا المختلفة، التي تحتوي على تفاصيل صادمة، لعل أخرها حادث مقتل طفل بشبرا الخيمة وانتزاع أعضائه البشرية على يد متهم، تلقى تكليفا من متهم آخر بفعل ذلك، بهدف تصوير الجريمة وتسويقها إلكترونيا لحصد مشاهدات كبيرة، ومن ثم أموال طائلة.
الصادم فى الأمر، أن مرتكب الجريمة لا يزيد عمره عن 16 عاما، وهو أمر جد خطير، حيث ترتكب الجرائم فى غياب تام لدور الأسرة، بعدما تخلت بعض الأسر عن دورها فى تربية الأبناء ومراقبتهم، وتركهم فريسة للانترنت، بغض النظر عن المحتوى الذى يشاهدوه، فظهرت الجرائم وضاع مستقبل الأبناء، ثم نبكى بعد ذلك عليهم حسرات.
للأسف، حلت الأسر الافتراضية "الانترنت" بديلا للأسر الحقيقية فى غياب تام للوالدين، فتدنت الأخلاق، وغابت القيم والأخلاق، فلم نسمع كلمة "عيب.. بلاش تفعل كذا"، فالبعض مشغول عن فلذات الأكباد.
هنا خطر شديد، يجب الالتفات له قبل فوات الأوان، وكوارث تكاد تفتك بمستقبل أبنائنا فنندم فى وقت فات فيه الندم.
بصفتى متخصصا فى صفحات الحوادث، أحدثك هنا عن مئات من القضايا التى يتم ضبطها والتى تضرب قيم وأخلاقيات المجتمع، يقف خلفها فئات عمرية صغيرة، تسعى لارتكاب الجرائم وتوثيقها لهدف واحد، تحقيق مشاهدات مرتفعة عبر الانترنت ومن ثم حصد مزيد من الأرباح.
التدخل السريع والعاجل بمشرط الجراح ضرورى وحتمى، فالأمر لا يحتاج لمسكنات أو معسول الكلام، فكلنا راع ومسؤول عن رعيته، سنقف أمام الله يوما، يسألنا عن أبنائنا وكيف تراخينا وأهملنا فى تربيتهم، وتسببنا فى مصائب ألمت بالجميع، فقفوا مع أنفسكم، وأحسنوا تربية أبنائكم قبل الموقف العظيم.